إنطلاق حركة “سُكينة” في باقة الغربية
تاريخ النشر: 14/04/14 | 23:55وسط حشد من أهالي باقة الغربية، وعلى شرف يوم الأرض الخالد ويوم الأسير الفلسطيني، أعلنت حركة “سُكَيْنَة – باقة التقدمية” أول أمس السبت، 12.04.2014، عن تـأسيسها وانطلاق أعمالها، خلال برنامج شمل كلمات سياسية وعرضًا لمسرحية “في ظل الشهيد” التي يؤديها الفنان وسيم خير، وذلك على مسرح المركز الجماهيري بباقة الغربية.
افتتحت الأمسية سمية أبو طعمة، عضو حركة “سكينة”، معلنةً عن تأسيس الحركة وانطلاقها، ومعرفةً بها، قالت: “سكينة حركة جامعة لنفر من أبناء وبنات باقة الغربية، الطامحين لأن تكون بلدتهم مساحةً للفعل الثقافي والاجتماعي والسياسي التقدمي، الحر، والمنفتح، والتعددي.. المتسامح، والعميق، والغني، والمحرك للعقل والروح.. فعلٌ يعتز بقيم وروح الحضارة العربية الإسلامية، وبالوطنية الفلسطينية والعروبة، وبمبادئ الديمقراطية، والعدالة، والإخاء، والمساواة؛ قيمٌ نؤمن بها حقا، وعمقًا، ولا نرددها شعارات براقة زائفة.”
وأضافت: “نحرص أن تبقى باقة لكل ناسها، باقة التي ترفض وصاية الوصي، وتلقين الملقن، وثقافة الفرض والغصب، والتي لا ترضى لأي أحد من أبنائها بأقل من ثقافة (وجادلهم بالتي هي أحسن). أن تبقى باقة السمحة، دار ومحل الإبداع والفنون والآداب والعلوم والتعددية والاختلاف الشرعي لا الخلاف العقيم.”
وجاء حول تسمية “سُكَيْنَة” في كلمتها بأنها نسبة لسُكَيْنَةَ بنت الحسين، “النموذج النسائي العربي الإسلامي، القائد المثقف، والذي اخترناه اسمًا لمجموعتنا لما في ذلك من دلالاتٍ ورموز، إذ يجمع ويختصر بُعْدَ تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، والفكر النّسْوِيّ الذي تتبناه المجموعة، والإيمان بضرورة التعددية والاختلاف وأهميتهما، والانفتاح وتحرير العقل، وكذلك البعد الثقافي، الأدبي والفني والفكري.”
بعد ذلك تحدثت عائدة قعدان، عضوة حركة سكينة، مقدمةً كلمةً سياسيةً حول تاريخ يوم الأرض الخالد وأهميته لشعبنا، وكذلك حول قضية الأسرى الفلسطينيين، وخصوصًا أسرى باقة الغربية القدامى اللذين تماطل السلطات الإسرائيلية في الإفراج عنهم وعن غيرهم من أسرى الداخل، ضمن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وفق ما تقتضيه اتفاقية تمديد المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقد جاء في كلمتها: “من أجل الأرض، والوجود، والحرية، والكرامة، عرف مئات الآلاف من أبناء شعبنا تجارب الاعتقال والأسر، ومنهم أبطال أسطوريون، قدموا جل أعمارهم ليعطونا ثباتًا ورسوخًا في وطننا، ندين لهم بالكثير الكثير. وباقتنا فيها من المحررين من معتقلات الاحتلال رَهْط، وفيها أسرى ما زالوا في سجون الاحتلال، ننتظر بفارغ الصبر معانقتهم الضياء، ومعانقتنا لكرامتهم وكبريائهم، والسلطات الإسرائيلية تماطل وتراوغ وتغامر وتتعنت في أمر تحريرهم، وتبتزنا وتبتز العالم كي تحررهم.”
وأضافت: “نحن في غالبيتنا جيل لم يعرفهم، لكننا خير من يعرفهم، كرماء، نبلاء، أحرار، ولن نتوانى يومًا في السعي لكسر قيدهم، لا نعرف العجز ولا المستحيل. الحرية لأسرى الحرية: وليد دقة، صالح أبو مخ، إبراهيم أبو مخ، إبراهيم بيادسة.. باقة وفلسطين بانتظاركم.”
أما مسرحية “في ظل الشهيد”، والحاصلة على جائزة أفضل ممثل في مهرجان “مسرحيد عكا 2012″، فهي خلاصة بحثٍ طويلٍ داخل دماغ منفذي العمليات الاستشهادية، وحول سلالات الدماغ البشري، وقد أجرى بطل المسرحية الذي يؤدي شخصيته وسيم خير، على المسرح، حوارًا مع ذاته ومع شخوص وهمية في إحدى ليالي العمل بوابًا في مستشفى للأمراض العقلية.
يتضح رويدًا رويدًا أن بطل المسرحية كان شخصًا لامعًا يدرس علوم الأعصاب في سراييفو، وكان دومًا منبهرًا من كيفية عمل الدماغ، وفي عام 1995، عندما علم أن أخاه الأصغر قد قتل في عملية استشهادية، انهار ولم يكمل دراسته. ليصبح آذنًا متواضعًا ويائسًا في مستشفى للأمراض العقلية؛ وهنا تبدأ حياته الأليمة في ظل أخيه الذي تحول بالرغم من حزن أقاربه الشديد إلى “بطل” لا نظير له، يحظى بتقدير كبير من العائلة ومن المجتمع، ويحتل المكانة المفترضة التي كان يجب أن يحظى بها طبيب المستقبل، الذي غدا فاشلًا في نظر عائلته والمجتمع.
“في ظل الشهيد” تأليف وإخراج: فرنسوا أبو سالم وباولا فونفيك؛ تمثيل: وسيم خير؛ تصميم إضاءة: فيليب أندريو؛ وترجمة عن الفرنسية: عامر خليل.
كل الاحترام