نقاطع الكنيست حبا لوطننا ومجتمعنا
تاريخ النشر: 09/09/19 | 6:26إنها الإيجابية والحب أن ننحاز للإجماع الوطني وأن ننتصر لثوابتنا بوحدة حقيقية, أن نحيي ونعزز العمل الجماهيري الذي أثبت نجاعته وفاعليته في مناسبات وطنية كثيرة, من أجل رفعة مجتمعنا والمساهمة الجادة الفاعلة في مواجهة الآفات التي تعصف به, وللتذكير نحن على أبواب الذكرى 19 لهبة القدس والاقصى ومع مرور سنتين على أحداث البوابات الإلكترونية في الأقصى ألتي تذكرنا بالفاعلية الجماهيرية والعمل الوحدوي بعيدا عن الكنيست والفئوية الضيقة؟!
إن المشاركة في الكنيست الصهيونية والعنصرية بامتياز تفرقنا وتميع هويتنا وهي مقبرة الوحدة وتضييع للوقت والجهود وتلمع وجهها القبيح, ولم ولن ترد لنا حقوقنا أو تحقق لنا العدالة والمساواة المزعومة, بل ازدادت جشعا وظلما بحقنا مع كل الوجود العربي فيها, حتى أفقدت ثقة الجمهور بقيادتها ولجنة المتابعة التي ضعف دورها بالانشغال والاعتماد على “نضال الكنيست”, وعزفت عن المشاركات الفاعلة في النشاطات الوطنية والاجتماعية, إنها الحقيقة, وليت هذه الطاقات والجهود للوصول لكرسيها يكون في معالجة قضايانا وهمومنا.
نعم إن مقاطعة انتخابات الكنيست واجب وطني, حبا لوطننا وتمسكا بهويتنا وحرصا على وحدة نضالنا, وليست الكنيست هي ساحة النضال والتأثير الحقيقي لاسترجاع أو نيل حقوقنا كما يصورونها لنا, وينعتون المقاطعين بالتفرج واللامبالاة والبعد عن الحكمة والواقعية والحنكة السياسية, وأننا في مرحلة حرجة, وأن مقاطعتنا تصب في صالح اليمين,… كلها مصطلحات عفى عليها الزمن, واسطوانة مهترئة لا تقنع الا الضعفاء, وإن من يريد استبدال نتنياهو وائتلافه اليميني بحكومة جنرالات الحرب وبنفس الائتلاف اليميني المتطرف لهو الاستخفاف بالعقول.
لسنا متهَمين ولا المقاطعة تهمة.
نعم نقاطع وندعو لها بقوة, لأننا كنا وما زلنا ندعو الى أن تضمنا هيئة منظمة منتخبة من جميع أبناء شعبنا, تجمع كل أطياف مجتمعنا, تتكلم بلسان واحد, ترعى مصالحه وتعيش همومه وتسعى جاهدة لحل مشاكله وترفع صوت الداخل وقضاياه الى كل العالم بقوة ووفق مخطط وبرامج مدروسة وواقعية, بل تنتصر لقضايا شعبنا الفلسطيني موحدين, هذا هو الميدان والقيادة الحقيقية
عندما ندعو الى هذه المقاطعة لا يعني أننا نعادي أحدا من أبناء شعبنا, أحزابا وقيادات مؤيدة لانتخابات الكنيست الصهيونية, ولا يعني اننا نجعل بيننا وبينهم قطيعة, بل إن تعاوننا في خدمة قضايا شعبنا عبر النشاطات الموحدة سيستمر, ولذلك ليس من أخلاقنا ولا نقبل التجريح الشخصي لأحد, لان مشكلتنا بالأساس مع المؤسسة الإسرائيلية العنصرية وذراعها الكنيست, ونريد لهذه الأحزاب والقيادات الخير وعدم التلطخ بهذه الدمغة السيئة, نريد لها ان تعود حقيقة إلى شعبها وبناء مؤسساتنا بهوية واحدة ولسان واحد ونضال موحد, فمن شعبنا نستمد شرعيتنا وقوتنا الوطنية, ومنه الحصانة والأمان, لأننا سنكون يومها شعبا حقيقيا.
لذلك نرى ان مقاطعة انتخابات الكنيست تصب مباشرة في حب وطننا ومجتمعنا وفي مصلحته, وتعزز التمسك والتميز بهويتنا ولا نريد لشعبنا الذوبان والتخبط.
بقلم الشيخ حسام أبوليل – رئيس حزب الوفاء والإصلاح
مع الأسى والأسف فإن ما تدعو إليه من انتخاب جسم لتمثيلنا- هو ترسيخ العائلية والطائفية …إلخ فأي جسم سيمثلنا غير ذلك، ولنا في المجالس والبلديات عبرة.
ثم يا شيخنا لو فرضنا أن الكنيست بدون أعضاء عرب، فساعتها سيملأون الفراغ بتعيين شخصيات (مخاتير جدد) ولن تجد أحدًا منا يجرؤ على مقارعتهم، فالنفاق سيستفحل وزبانية كل شخصية ستتولى أمر المعارضين.
وأخيرًا:
لو فقدنا الأعضاء الذين يتصدون ويتحدون، ويتصلون بالعالم الخارجي لإطلاعهم على جرائم العدوان اليومي، فقل لي بربك: من سيتحدى أو يتحدث؟ هل نركن على “المقاطعين” من منهم؟ فهم أنواع؟
..
القائمة المشتركة عنوان لنا، ومن يكن من “القاعدين” فهذا شأنه، وهذه خطورة فعله، ولكن حديث السفينة يحضرني الآن، فالتفرج على السفينة وهي تغرق مشاركة في وقوع المأساة.