– لقاء مع السيِّد محمد حسن كنعان- مُؤسّس ورئيس الحزب القومي العربي –
تاريخ النشر: 10/09/19 | 10:43( أجرى اللقاء : الشاعر والإعلامي حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
مقدمة وتعريف ( البطاقة الشَّخصيَّة : السيد محمد حسن كنعان ( أبو حسن ) من سكان مدينة طمرة – الجليل الغربي – قضاء عكا ، مواليد عام 1056 عمرهُ 63 سنة ، متزوج وله ثلاثة أولاد . أنهى دراسته الثانويَّة في مدينة طمرة وتابع بعد ذلك دراسته الجامعية وحصل على اللقب الأول ( b.a ( من جامعة بئر السبع في موضوع التاريخ العام واللغة العبريَّة… وعلى اللقب الثاني ( m.a ) من الجامعة العبرية -القدس في موضوع العمل الجماهيري . وعملَ في سلك التعليم فترة قصيرة في ثانويَّة طمرة. وبعدها انتخبَ نائبا لرئيس بلديَّة طمرة ولفترة 9 سنوات ( لدورتين متتاليتين ) . وبعد ذلك شغل منصب أمين عام الحزب الديمقراطي العربي لمدة 11 سنة.. وبعدها انتخب عضوا للبرلمان لفترة أربع 4 سنوات ..وخلال وجوده في البرلمان أسَّسَ حزبا جديدا اسمه الحزب القومي العربي ..ومنذ ذلك الحين وإلى الآن مازال يشغلُ منصبَ رئيس هذا الحزب ..ولهُ الكثيرمن النشاطات والفعاليَّات والبصمات الواضحةعلى الصعيد الثقافي والسياسي والإجتماعي والإنساني، وقدمَ الكثير لأجل شعبه . وهو الآن عضوٌ في سكرتاريا لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل .
وقد شرَّفني بزيارتي في بيتي في قرية المغار – الجليل .. وأجريتُ معه هذا اللقاء الخاص والمطول والجريء .
* سؤال1 ) ما هو السَّببُ الذي جعلكَ تدخلُ مجالَ السياسة ولم تدخل مجالا ومضمارا آخر ثقافيا أو اجتماعيًّا ؟؟
– جواب 1 – أنا في البداية كنتُ أعملُ في سلك التدريس ، وفي سنة 1979 فُصِلتُ من عملي في المدرسة الثانويّة من قبل اللجنة المعينة من قبل المجلس المحلي بسبب نشاطي السياسي والوطني،وبسبب هذا الفصل الجائر وغيرالعادل وقطع مصدر الرزق قرَّرت أن أدخلَ مجالَ السياسة، فهذا الذي حفزَّني ووجَّهني للعمل السياسي . وقد انتخبتُ سنة 1980 نائبا لرئيس المجلس المحلي لدورتين متتاليتين . وتابعتُ نشاطي السياسي ، وأسَّستُ الحزبُ القومي العربي واستمريتُ في نشاطي السياسي .
*سؤال2) في بداية مشواركَ السياسي أنتَ كنتَ عضوا فعَّالا في الجبهة ..لماذا اخترتَ الجبهة ولم تنضم إلى حزب آخر؟؟..ولماذا تركتَ الجبهة فيما بعد ؟؟!!
– جواب – أنا كنتُ من المؤسِّسين لفرع الجبهة في مدينة طمرة ومُمَثِّلا لها في لجنة الطلاب في الجامعة .. وكنت فعالاعلى المستوى المحلي في الجبهةِ في مدينة طمرة لمدة عشر سنوات . والسببُ الرئيسي الذي جعلني أترك الجبهة هو خلافات محليَّة بسب نهج غيرمقبول آنذاك..وللأسف الشديد لم تتحمَّل الجبهةُ القطريَّة مسؤوليَّتها بالتدخل لفضِّ الخلاف ممَّا أدَّى فيما بعد إلى ترك العديد من الشَّخصيَّات الرئيسيَّة المُؤسِّسة والهامَّة الجبهة الديمقراطيّة .
*سؤال 3 ) أنتَ بعدَ أن تركتَ الجبهة انضممتَ إلى صفوف الحزب الديمقراطي العربي ( حزب عبد الوهاب دراوشه )…. لماذا ؟؟….ما الذي جذبكَ إلى هذا الحزب الذي كان جديدا آنذاك وفي بداية تأسيسهِ ؟؟
– جواب 3 – لأنهُ حزبٌ عربيٌّ وبرنامجهُ يُثبِّتُ المواطن العربي في الداخل ..والشيىء الأهم ان دستورَهُ كان يعطي لكلِّ عضو برلمان مرشح من قبل الحزب دورتين فقط لا أكثر ..وهذا الأمر يُشجِّعُ قوى شابَّة ومثقفة ولديها طموح للتقدم داخل الحزب ، وأنا واحد من هؤلاء الذين رأوا أنَّ هنالك إمكانيَّة للوصول إلى مراكز ووظائف تتلاءمُ مع قدراتي التنظيميَّة والمؤهِّلات والكفاءات . وفعلا لقد انتخبتُ أمينا عامًّا للحزب لمدة 11 سنة وبعدها وصلت للبرلمان ( الكنيست ) من خلال هذا الحزب .
*سؤال 4 ) أهمُّ النشاطات والفعاليَّات التي قُمتَ بها عندما كنتَ في الحزب الديمقراطي العربي – قبل أن تكون عضوا في البرلمان وبعد أن أصبحتَ عضوا في البرلمان ؟؟
– جواب 4 – خلال وجودي في الحزب الديمقراطي العربي كان الحزبُ في بداية قيامه وتأسيسهِ وكانَ جديدا على الساحةِ السياسيَّة المحليَّة ..وبذلتُ ، بدوري، جهودا جبَّارة في تنظيم صفوف الحزب وتنظيم فروعه وتنشيطه والإعداد لعقد مؤتمرات واجتماعات مختلفة . وإذا صحَّ التعبير لقد وسَّعنا قاعدة الحزب، إذ كان لهُ مقعد واحد في البرلمان وحصلَ الحزبُ بعد فترة قصيرةعلى مقعدين بالكنيست (البرلمان).وساهمتُ أنا بشكل مباشر وجذري في توحيد الحزب الديمقراطي العربي والحركة الإسلاميَّة – الفرع الجنوبي عام 1996 فيحصلُ الحزب في أول انتخابات من خلال هذه الوحدة على أربعة مقاعد للتحالف .
وفي الدورة الثانية بتاريخ ( 17 / 5 / 1999 ) أنا انتخبتُ للبرلمان ( الكنيست) وبقيتُ في البرلمان حتى تاريخ ( 28 / 3 / 2003 )، وحصلتْ قائمتنا بالتحالف مع الحركة الإسلاميَّة على خمسة مقاعد .
وأهم الفعاليَّات التي قمتُ بها أثناء عملي البرلماني..أولا : كنتُ عضوا في لجنة الداخليَّة في البرلمان، وعضوا في لجنة التربية والتعليم، وفي حينه أقمنا مخيَّما للإنتماء والهويَّة للأطفال على مدار 9 سنوات ، وتوقف هذا المشروعُ فيما بعد بسبب الوضع المادي . وساهمتُ في عدة قضايا تخصُّ الشعب العربي في الداخل ، مثل : قضيَّة الروحة ، قضيَّة السجناء العرب .. وقضيَّة تقليص الهوَّة في مجال التربية والتعليم ، والعمل على تحصيل ميزانيات للمجالس المحليَّة العربيَّة..وطبعا عززنا قضيَّة التواصل مع العالم العربي، مثل دول : الأردن ، مصر ، سوريا ، الجزائر ، تونس قطر ..لاننا نحن عرب الداخل جزء لا يتجزَّا من العالم العربي ، رغم الحصارالذي كان مفروضا علينا لكوننا نحملُ جوازالسفر الإسرائيلي .وهنالك موضوع العسر التعليمي في الوسط العربي لم يكن له أي ذكر أبدا سابقا.وساهمنا بسنِّ قانون والذي يفرضُ المساواة بين الطلاب العرب واليهود .. وأمرٌ آخر هام : لقد ساهمتُ كعضو برلمان بإلغاء ضريبة الأملاك ابتداء من تاريخ ( 1 /1 / 2000 ) .. وهذا كان أمرا هامًّا جدا خاصَّة للمواطن العربي في الداخل ، وكانت ضريبة الأملاك باهضة جدا، وكانت هذه سابقة برلمانيَّة وتاريخيّة هامَّة بالنسبة للوسط العربي في الداخل .وهنالك العديدُ من الأمور والشاريع والإنجازات.
وهنالك قضية الوجود والحضورالمستمر بين الناس وشرائح المجتمع في المناسبات جميعها وفي كلّ القضايا الوطنية والإنسانيّة والثقافيّة والتربويّة .. ومثل: قضايا الدفاع عن الأرض والمسكن والبقاء وتحصيل ميزانيَّات ، والامور الرفاهيّة والحياتيَّة . ولقد قمتُ بتكريم أكثر من 40 شاعر وكاتب وقدمتُ الدعمَ والتقدير لهذه الطبقة الهامّة في المجتمع العربي.
*سؤال 5 ) أنتَ تركتَ الحزبَ الديمقراطي العربي فيما بعد مع الكثيرين غيرك من الأعضاء النشيطين والفعالين في هذا الحزب.. لماذا؟؟.. ما هو السَّبب؟؟
– جواب5 – نعم لقد تركتُ الحزبَ مع مجموعة كبيرة من أعضاء الحزب واللجنة المركزيَّة الفعالين والنشيطين – حوالي 60 بالمئة لقد تركوا الحزب وقدموا الإستقالة -( حوالي 45 عضو في اللجنة المركزيَّة من بين 71 عضوا ) . والسببُ الذي جعلنا نتركُ هذا الحزب هو تحريف وتغيير دستورالحزب بشكل مفاجىء وغير منطقي ومعاكس ومناقض لمبدأ تأسيس الحزب والذي أشاد فيه رئيسُ ومؤسّس الحزب عبد الوهاب دراوشه ، ومفادهُ : إن عضو البرلمان ( الكنيست ) يخدمُ دورتين في البرلمان فقط ، وأصبح عضوُ البرلمان المرشح من خلال الحزب الديمقراطي العربي يخدمُ ثلاث وأربع دورات .. واستمرُّوا على هذا المنوال والسيناريو.. لدرجة أن عضو برلمان مرشح من قبل هذا الحزب خدم 6 دورات متتالية ممَّا أجهض هذا النهج ُوالتصرَّفُ الحزبَ وتلاشى كليًّا على الساحة السياسيَّة .
*سؤال 6 ) بعد أن تركتَ الحزبَ الديمقراطي العربي أنتَ قُمتَ بتأسيس حزب جديد مع بعض الأصدقاء والزملاء الذين تركوا هذا الحزب ..ما هو السببُ الذي شجَّعكَ ودفعكَ لتأسيس هذا الحزب الجديد؟ ؟.. وما هي أهم أهداف ومبادىء وتطلعات هذا الحزب ؟؟
– جواب – إنَّ تغيير الدستور في الحزب الديمقراطي العربي أحدثَ خللا وتصدُّعا كبيرا ببناء الحزب وبنوايا الحزب وصدق دستوره ومصداقيَّة هذا الحزب أمام الجماهير والناس .. وهذا بعكس ما كان وما اتفقنا عليه مسبقا والذي بسببه تمَّ دخول فئات وكوادر عديدة إلى صفوف الحزب عندما كان هنالك تقيُّدٌ والتزامٌ بدستور الحزب . وبسبب التلاعب بدستور ومبادىء الحزب هذا الأمر حفزَّني وجعلني أأسِّسُ هذا الحزب الجديد-الحزب القومي العربي .ودستورحزبنا الجديد يعطي الشخصَ المنتخب للبرلمان – من خلال الحزب – أن يخدم لدورتين فقط لا أكثر، وذلك لإتاحة الفرصة أمام كوادر ووجوه شابة ومتعلمة ومثقفة أن تأخذ دورها في الأماكن المتقدمة .
وأهم مبادىء الحزب القومي العربي:
1 ) العمل على خدمة المواطنين العرب في الداخل على جميع الأصعدة والمجالات – تحت شعار: ( مجتمعنا العربي أولا ) .
2 ) المساهمة في دفع عمليَّة السلام لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي .
3 ) تعزيز التواصل مع العالم العربي والإسلامي .
4 ) تعزيز العمل المشترك بين العرب والقوى الديمقراطيَّة التقدميَّة في الداخل من جميع الطوائف .
* سؤال 7) في الإنتخابات السابقة للبرلمان ( الكنيست ) بتاريخ ( 9 / 4 / 2019 ) أنت لم تأتلف مع الأحزاب العربية في قائمة واحدة مشتركة ، وقد خضتَ المعركة الإنتخابية بشكل انفرادي وفي قائمة مستقلة وهي الحزب القومي العربي الذي أنتَ تترأسهُ .. هل أنت رفضتَ الإنضمام للأحزاب العربية المؤتلفة ( الجبهة والتجمع والقائمة الإسلامية وحزب التغيير الذي يرأسه احمد الطيبي ) الذين شكلوا معا القائمة المشتركة أم هم الذين رفضوا إنضمامَكَ إليهم والدخول في قائمتهم ؟؟
– جواب 7 – للأسف الشديد ما يُسَمَّى بالقائمة المشتركة هي عبارة عن ناد مغلق ومقفل كليًّا للأربعة أحزاب المشاركة فيه فقط ،وقد رسَّختْ هذا الأمر وثبتتهُ لجنةُ الوفاق التي أخفقت وفشلت في عملها واقتصرَ عليها فقط العمل على توحيد اربعة أحزاب لا غير، وهم : الجبهة والتجمع الوطني والحركة الإسلاميَّة والعربيّة للتغيير..علما بأنها تدركُ ان هذه الأحزاب استطاعت ان تحصل على 30 بالمئة فقط من أصوات أبناء شعبنا وبكل الطرق والوسائل التي انتهجتها – المشروعة وغير المشروعة،وكان من المفروض أن تعمل لجنة الوفاق على وحدة وطنيَّة شاملة تشملُ كلَّ القوى السياسيَّة في الداخل.وعمليًّا هذا الواقع المُرُّ فرضَ على أحزاب عربيَّة أخرى أن تخوض الإنتخابات بشكل مستقلٍّ وهذا حقها، ومن حق كلِّ حزب وكلِّ شخص يجدُ في نفسهِ الإمكانيّة للخدمة والعطاء ان يرشِّحَ نفسه.وفي الإنتخابات الماضية لو انَّ الحركة الإسلامية والتجمع حصلوا على نسبة أصوات أقل ب 500 صوت فقط لكان مصيرهما في خبر كان .. أي الفشل وعدم وصولهما لكرسي البرلمان (الكنيست) والذي هو الحلمُ الهدف الرئيسي وما يصبو إليه جميع قادة وممثلي مركبات القائمة المشتركة .
*سؤال8 ) أنتَ خضتَ الإنتخابات لوحدكَ وبقائمة مستقلة (الحزب القومي العربي ) وكنتَ تعرفُ النتيجة مسبقا بأنك لن تجتاز نسبة الحسم وتصل لكرسي البرلمان ..وقد قلتَ جملة مشهورة آنذاك وهي : ( إنَّ حرق آلاف الاصوات خير من حرق شعب بأكمله ) … ماذا كنتَ تقصدُ بالضبط بهذه العبارة ؟؟..لأنه ليس جميع الناس يفهمون الهدف والمغزى الكامل من هذه الجملة .
– جواب 8 – السببُ هو النهجُ الإستعلائي المتعجرف للأربعة أحزاب المكونة للقائمة المشتركة،وعمليًّا فرض واقعا بضرورة خوضي الإنتخابات …وأنا اقولُ لك بشكل واضح : لو كان الحزب القومي العربي يملكُ 10 بالمئة من الأموال والميزانيَّات التي ملكتها القائمة المشتركة لكنا دخلنا البرلمان (الكنيست) بسهولة. وللأسف في انتخبات البرلمان وفي هذه الدولة من يملكُ المال يستطع أن يخوضَ الإنتخابات وينجح بسهولة . وهنالك قضيَّة شراء الذمم والضمائر من قبل مركبات القائمة المشتركة والتزييف بكمٍّ من الأصوات عن أناس وأشخاص لم يصلوا لصناديق الإقتراع . وأما قائمتنا وللأسف فبسبب عدم وجود مراقبين من طرفها فقد تمَّ تزويرُ النتائج والتلاعبُ بعدد وكم من الأصوات…ونتيجة ان دعاية القائمة المشتركة لكلِّ قائمة عربيَّة غيرها في الإنتخابات للبرلمان هي قائمة لحرق الاصوات . والسؤال الذي يطرح نفسهُ هنا :ما الذي حققتهُ وانجزته القائمة المشتركة ؟؟ – لقد حصلوا على عدد من المقاعد بالبرلمان ( الكنيست ) ماذ ا فعلوا بهذه المقاعد؟؟ّ!!..وما هي الإنجازات التي قاموا بها لصالح الجماهير العربية في الداخل؟؟ … ثمَّ هم ساهموا بعد فترة قصيرة بحلِّ الكنيست خدمة لمن ؟؟ .. والبعضُ منهم صوَّتَ لمرشَّح بيبي نتينياهو لمراقب الدولة مقابل ماذا ؟!!..هم يقدمون تصريحات من خلال الكنيست خدمة شخصيّة لهذا الحزب أو ذاك..أي أنَّ شعبهم ( الاقليّة العربيّة في الداخل) في واد وهم في وادٍ آخر لأجل مصالحهم الشخصيَّة . فمثلا صوتوا لقانون مع الحريديم ( المتدينين ) حتى يغلقوا دكاكينهم أيام السبت ..وماذا هذا يفيد مجتمعنا العربي مثلا ؟؟. وهنالك الكثيرمن الأمور والأمثلة لا أريدُ الخوضَ فيها .
*سؤال 9 ) رأيُكَ في الأحزابِ العربيَّةِ المحلية من جميع النواحي ؟؟
– جواب 9 – في ظلِّ وضعنا كأقليَّة عربيَّة في الداخل – داخل البلاد -هنالك أهميَّة للأحزاب العربيَّة بشكل عام وبوجودها،وهنالك قضيَّة التمثيل العربي البرلماني له تأثير وأهميَّة كبيرة..طبعاعلى ان تكون أجندة واضحة للجميع ، وليس كل حزب يغني على ليلاه ( وخاصة الأحزاب المنتخبة للبرلمان )..اي انه لا يوجدُ انضباط داخل القائمة المشتركة كما يبدو. فمثلا: هنالك تناقضات في قرارات المسؤولين في الأحزاب العربيَّة ، ومثالٌ على ذلك : قضيَّة المثاليِّين ( الشاذين جنسيًّا ) ، فمثلا : الحركة الإسلاميَّة شكليًّا ضد دعم قوانين تخدم المثاليِّين والشاذين ، ولكن هنالك أعضاء كنيست في القائمة المشتركة مع الحركة الإسلاميَّة يدعمون هؤلاء الشاذين والمنحرفين.
وأمر ثاني : رئيس القائمة المشتركة يدعو إلى دخول ائتلاف مع حكومة مركز يسار، ولكن أعضاء كنيست من نفس القائمة خرجوا بتصريحات معاكسة ومضادة ..وإن دلَّ هذا على شيىء فيدلُّ على انَّ القائمة المشتركة لا يوجد أيُّ قاسم مشترك بين أعضائها الممثلين من أربعة أحزاب عربيّة سوى تقسيم المقاعد واقتسام الميزانيَّات والتمويل مع بعض المكاسب الأخرى .. أي ان الهدف هو مادي بحت وليس خدمة الجماهير العربية .. وثبتَ للجميع قبل أشهر أنهم جميعا داخل القائمة المشتركة يتقاتلون ويتشاجرون على ترتيب المقاعد ومن الأول سيكون ، وليس التنافس على البرنامج والأمور والفعاليَّات الهامَّة التي تخصُّ وتعني الجماهير العربيَّة الفلسطينيَّة في الداخل ( عرب ال 48 ) كقانون القوميَّة وغيره . وهنالك مركبات في القائمة المشتركة خرجوا بتصريحات ناريَّة عنيفة ضد لجنة الوفاق وفي النهاية مشوا حسب قرارات لجنة الوفاق لأجل مصالحم وكراسيهم ضاربين بعرض الحائط قضايا وأمور ومصير الأقليَّة العربيَّة في الداخل .
*سؤال 10 ) هنالك الكثيرون من الناس من جميع شرائح المجتمع في الداخل يتهمون زعماء وقادة الأحزاب العربيَّة بالتواطىء والتخاذل ، بل بالخيانة والعمالة أحيانا …ما هو تعليقك على هذا الموضوع ؟؟
– جواب 10 – من حقِّ كلِّ مواطن أن ينتقد وأن يُبدي رأيه بصراحة بقيادة هذه الأحزاب ، وللأسف الشديد إنه ما تنشرهُ بعضُ هذه الأحزاب عن بعضها وهم الآن مع بعض في قائمة مشتركة يجعلُ الكثيرين من الناس يتهمون هذه الأحزاب بهذه الأقوال حيث يصدقون كلَّ ما كانوا ينشرونه عن بعضهم واتهاماتهم لبعضهم بالعمالة والتواطىء …وكما قال المثل : ( من فمك أدينك ) .
والسؤال هنا : من الذي نشرَ أفلامَ الفيديو عن أحمد الطيبي والتي اتهمتهُ بالتواطىء والعمالة والخيانة لشعبه العربي الفلسطيني قبل الإنتخابات البرلمانيّة الماضية بفترة قصيرة .. طبعا من بين مركبات القائمة المشتركة ومما يؤكّدهُ الكثيرون…وبعدها وبشكل مفاجىء انمحت واختفىت هذا الأشرطة كليًّا من جميع المواقع وصفحات الفيسبوك . وبعد ذلك حدث الإئتلافُ والوحدةُ بين جميع مركبات القائمة المشتركة : الجبهة والتجمع والحركة الأسلامية والقائمة العربية للتغيير.. والكل مع بعض وبقدرة قادر في قائمة واحدة رغم التناقض الفكري والآيديلوجي بينهم والخلافات الشخصيَّة والحزازات والمشاجرات العنيفة التي كانت بين قادة وممثلي هذه الاحزاب والقوائم ، لأنَّ لهم مصالحُ ومكاسب ماديَّة مشتركة مع بعض .
*سؤال 11 ) ما هو رأيكَ وتعليقكَ على طريقة الدعاية الإنتخابيَّة التي تقوم بها الأحزاب العربيَّة و القائمة المشتركة يوم الإنتخابات في كل مرَّة ، حيث يجولُ ويدورُ الأشخاصُ الذين يقومون بالدعاية الإنتخابية من قبل هذه الأحزاب في الشوارع والحارات والطرقات والأزقة في جميع القرى والبلدان العربيَّة ، وينادون بمكبِّرات الصوت ويناشدون ويحثون ويترجون الناس أن يصوتوا للاحزواب العربيَّة ((جاي يا غلمان جاي )) مثل بائعي الخضراوات والسلع والبضائع..وهل هذه الوسيلة ستساعدُ الأحزابَ العربيَّة وتجلب لها عددا أكبر من الأصوات من الجماهير العربيَّة التي تعاني الكثير والمغلوبة على أمرها أم العكس ؟؟؟
– جواب 11 – للأسف هذه الطريقة الرخيصة ( جاي يا غلمان جلي ) هي التي جعلتهم ( الأحزاب العربيَّة) ينجحون في الإنتخابات الماضية ويعبرون نسبة الحسم ويصلون لكرسي البرلمان .
*سؤال 12 ) أنتَ قرَّرتَ عدم خوض الإنتخابات في المعركة الإنتخابية القادمة بتاريخ ( 17 / 9 / 2019 ) لماذا !!؟؟…ما هو السبب ؟؟؟
– جواب 12 – لقد توجَّهت لنا لجنةُ الوفاق وجلستُ أنا مع رئيسها جلسة ومع اللجنة جلسة أخرى،وللأسف الشديد اتضحَ لنا أنَّ كلَّ هذا كان من أجل المُماطلة وإسقاط واجب . ومركبات المشتركة لم تبذل جهدا واحدا بالمليون من أجل ضمِّ أي حزب عربي غيرمُمَثَّل بالكنيست ( البرلمان)، ولكنها أثبت لنا أنها ليست إطارا يتسمُ بالديمقراطيَّة والشفافيَّة،وأثبتت للجميع أنها عبارة عن ناد مغلق ومقفل ..وهذا النادي حتما سيتفكّكُ ويزولُ ويتلاشى . وبإمكانك أن تضحك على شعبنا مرة أو مرَّتين ، ولكن من المستحيل أن تضحك على شعبنا بأكمله العمرَ كله . والأمرُ الآخر : لماذا عضو لجنة الوفاق ماجد صعابنه استقال من لجنة الوفاق .؟؟!!!..والسببُ هو تصرُّف الأحزاب العربيّة خلال المفاوضات حيث كانوا يتشاجرون ويتناحرون من أجل المصالح الشخصيَّة والكراسي والتمويل .. وهذا ما صرَّحَ به ماجد صعابنه .
وأريد القول : إنَّ تجربة الترشيح للكنيست فهمناها جيدا الدورة الماضية . …وأما الآن فإنَّ الوقتَ قصير ونحن بحاجة لتمويل من أجل خوض الإنتخابات ، وأعتقدنا انَّ الأحزاب غير الممثلة في الكنيست ( البرلمان ) تستطيع أن تتوحد مقابل المشتركة،ولكن الذي منع ذلك هوعنجهيّة واستعلاء حزب ( الوحدة الشعبيّة ) الجديد الذين اعتقدوا انهم خليفة جمال عبد الناصر ويحققون لوحدهم عبور واجتياز نسبة الحسم بسهولة..وللأسف الشديد هذا التصرُّف يتحمَّلُ مسؤوليَّتهُ أسعد غانم الذي رفض اليدَ الممدودة له من جميع الأحزاب وأراد كلَّ شيىء لنفسهِ ولجماعتهِ، وهذا ليس حزبا مسؤولا عن قضايا ومصالح ومستقبل ومصير الجماهير العربيَّة في الداخل – كما يبدو- (داخل دولة إسرائيل ) التي تعاني وما زالت تعاني الكثيرفي شتى المجالات : السياسية والإقتصاديَّة والحياتية والإنسانية، والذي هو يتبجَّحُ ويتغنَّى انه يحمل همومَ الناس ويهاجمُ القائمة المشتركة على تصرُّفاتها ونهجها، وهو قد تصرَفَ بشكل أسوأ بكثير من القائمة المشتركة كما يبدو ويتحمل كامل المسؤوليَّة … وأنا محمد حسن كنعان مستعدٌّ ان أتحدَّاهم جميعا في كل كلمة قلتها على ما يقومون به من أخطاء ومن نهج غير سليم لأنني أقول الصحيح وواثق مئة بالمئة في ما أقوله .
*سؤال 13 ) هنالك ثلاثُ قوائم عربيَّة ستحوضُ الإنتخابات البرلمانيّة بتاريخ ( 17 / 9 /2019 )، وهي:القائمة المشتركة وحزب الوحدة وحزب الكرامة والمساواة ..ما هي توقعاتك بالنسبة لهذه الأحزاب؟؟؟ ..هل ستنجح وتجتاز جميعها نسبة الحسم وتصل للبرلمان ( الكنيست ) أم لا ؟؟؟
– جواب 13 – بتقديري إن القائمة المشتركة لن تصل لما وصلت إليه في إنتخابات) 9 / 4 / 2019 ) حيث حصلت يومها على 10 مقعدا ، وإذا حصلوا على عشرة مقاعد فيكون هذا جيدا لصالحها وَيُعَبِّرُ في نفس الوقت عن استياء واضح من قبل الجماهير العربيَّة. وأما بالنسبة للحزبين الآخرين فهما لو كانا مع بعض وبإشتراك أحزاب أخرى غير ممثلة بالكنيست يمكن أن ينجحَا.. والآن فصعب جدا عبورهما نسبة الحسم ..إلا إذا كانا ( حزب الوحدة وحزب الكرامة والمساواه ) يملكان ملايين الشواقل كما هو الحال مع القائمة المشتركة . وأقول : لو انهُ اتحدَ هذان الحزبان مع بعض ومع جميع الاحزاب العربيَّة الأخرى التي خارج البرلمان ممكن أن يكونوا قائمة قويَّة أمام القائمة المشتركة وأن يعبروا نسبة الحسم ويتعاونوا مع بعض لخير وصالح الأقليَّة العربية .
*سؤال 14) لو انَّ جميع الأحزاب والقوائم العربيّة فشلت في هذه الإنتحابات ولم يصل أيُّ شخص عربي للبرلمان هل سيحدثُ هناك فراغ وتصدعٌ كبير بالنسبة لوضع الأقليَّة العربيَّة في الداخل من جميع النواحي : السياسية ، الثقافيَّة، الإجتماعيَّة والرفاهيَّة ..إلخ ..أم انَّ الوضع سيبقى كما هو وان الأحزاب العربية وقاداتها وجودُهم وعدم وجودهم نفس الشيء ؟؟
– جواب 14 – إذا فشلت هذه الأحزاب ولم تحقق نسبة الحسم وتصل للكنيست ولم يكن أيُّ شخص عربي مُمثَّلا في الكنيست فلن تحصل كارثة للوسط العربي ولن يسقط جرمٌ من السماء..علما أن هنالك أهميَّة للتمثيل العربي .. وهذا الأمر يُحتِّمُ إعادة النظر بسياسة وبرامج هذه الأحزاب وعلاقتها مع المجتمع العربي ككل ، وربما يفرضُ الوضعُ انتخاب لجنة متابعة من بين أبناء شعبنا بشكل عام لكي تكون برلمانا عربيا مصغرا يعالج قضايا المواطن العربي في الداخل مقابلَ وإزاءَ سياسة الحكومة .
*سؤال 15 ) ما هي توقعاتُكَ للإنتخابات القادمة بالنسبة بالنسبة للأحزاب القويَّة التي تخوض الإنتخابات وأيُّ حزب حسب رأيكَ سيحصلُ على نسبة أصوات أعلى وسينجحُ في تشكيل الحكومة ..هل حزبُ الليكود أم حزب أزرق أبيض ؟؟؟
جواب 15 – أنا أتمنَّى انَّ اليمين الإسرائيلي يخسرهذه الإنتخابات ويتمّ تشكيل حكومة بديلة تعتمدُ على الاصوات العربيَّة لكي يتمَّ تحقيقُ مكاسب عينيَّة للجماهيرالعربيَّة، مثل : قضيَّة العنف والجريمة المنتشرة في المجتمع العربي وقضايا الأرض والمسكن ومشاكل الازواج الشباب والبنية التحتيَّة والبطالة والمساواة والميزانيَّات للسلطات المحليَّة وإلغاء قانون القوميَّة.. وأن يكون أمل هنا بالعودة إلى طاولة المفاوضات بين الحكومة الإسرائيليَّة والسلطة الفلسطينيَّة .
*سؤال 16 ) بالنسبة لقانون القومية كان هنالك جلسة في الكنيست ( البرلمان ) لأجل هذا الأمر، وكما سمعنا لقد تغيَّبَ عن هذه الجلسة بعضُ الأعضاء في الكنيست من العرب..ماهو تعليقك على هذا الموضوع ؟؟
– جواب 16 – حسب رأيي ممنوع على أيِّ عضو برلمان عربي أن يتغيَّب تحت أي ظرف من الظروف بالنسبة لموضوع هام وخطير كهذا .
سؤال 17 ) رأيُكَ في الصحافة المحلية على مختلف أنواعها من جميع النواحي ؟؟؟
– جواب 17- ليس جميعها في نفس المستوى في المهنيَّة والموضوعيَّة والمصداقيَّة والأمانة ، فهنالك صحافة نزيهة ومهنيَّة وموضوعيَّة ،وهنالك صحافة تفتقر كليًّا لأصول وأسس ومبادىء الصحافة الحقيقية وللمهنيَّة . ومحليًّا هنالك البعضُ من وسائل الإعلام والمنابر الإعلاميَّة تعملُ بشكل غير نزيه وأمين وصادق وتنتهجُ سياسة تعتيم مقصودة وشاملة على بعض الشخصيَّات الوطنية والمناضلة وبعض القوى السياسيَّة بشكل واضح ، وحتى على بعض الشعراء والأدباء والفنانين والإعلاميِّين الوطنيِّين الملتزمين والمبدعين .
*سؤال 18 ) هنالك منبر إعلامي محلي تجاهلكَ كليًّا ولم يُجرِ معكَ أيَّ لقاء صحفي قبل الإنتخابات السابقة،وقد أجرى لقاءات مطولة مع شخصيات عديدة برلمانية وغيرها من جميع الأحزاب والتيارات السياسيّة .. لماذا هذا النهج وهذا التصرف من قبل هذا المنبر الإعلامي ؟؟
– جواب 18 – هذا المنبر الإعلامي هو إذاعة الشمس المحليَّة التي تجاهلت حزبنا – الحزب القومي العربي – في الإنتخايات السابقة ( 9 / 4 2019 ) وفي نفس الوقت أجرت هذه الإذاعةُ لقاءات مطولة مع أحزاب يمينية مختلفة ومعادية لقضايا شعبنا، وهذا الأمر كان مستهجنا وغريبا ، والمفروض أن تكون هذه الإذاعة ( إذاعة الشمس ) وسيلة إعلاميَّة موضوعيّة تغطي جميع الأخبارونشاطات وفعاليَّات القوى السياسيَّة المحلية ( اليمينيَّة واليساريّة ).. وعكس ذلك ..عكس هذه الإذاعة ( إذاعة الشمس ) هنالك البعض من وسائل الإعلام المحليَّة – النزيهة والشريفة – التي أجرت معي لقاءات مطولة ومع غيري أيضا ، مثل : تلفزيون ( هلا بلدي ) بالعربيَّة ، وكان هذا التلفزيون موضوعيا ونزيها وتعاملَ مع كلِّ القوى السياسيَّة المحليَّة على مختلف أنواعها التي خاضت الإنتخابات والتي لم تخض الأنتخابات باحترام واتسَّمَ بالامانة والنزاهة والموضوعيَّة مع الجميع .
سؤال 19 ) طموحاتُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل ؟؟
– جواب – بعد الإنتخابات السابقة بدأنا بترتيب أوراقنا داخل الحزب وبترتيب برامجنا من خلال الإتصال بشرائح مهمّة جدا من المجتمع العربي في المثلث والنقب والجليل واستعدادا للإنتخابات المقبلة التي بتقديري لن تكون بعيدة زمنيًّا وبعد هذه الأنتخابات التي ستكون بتاريخ ( 17 / 9 / 2019 )..لأن الحكومة التي ستتشكّلُ بعد هذه الإنتخابات بتاريح ( 17 / 9 ) لن تستمرَّ طويلا حسب توقعاتي . وأتأمل أن سيناريو ونتائج هذه الإنتخابات سيتمُّ من خلالها استخلاص الدروس والعبر من أجل المضي قدما بتحالف أوسع بكثير مما عليه اليوم .
سؤال 20 ) كلمة أخيرة تحبُّ أن تقولها في نهاية اللقاء وتوجِّهها للجماهير العربيَّة في الداخل ؟؟
– جواب 20 – أتمنَّى لمجتمعنا العربي كلَّ الخير ومزيدا من الوحدة من أجل التصدِّي لسياسة الحكومة المستهترة بالوسط العربي ، ومن أجل كبح جماح ظاهرة الجريمة والعنف في مجتمعنا ،ومن أجل التصدِّي لقانون القوميَّة وقانون كامينتس الذي يُبيحُ هدمَ البيوت العربيَّة . وأتمنَّى بعد الإنتخابات أن يتمَّ عودةُ طرفي النزاع – الفلسطيني والإسرائيلي- إلى طاولة المفاوضات وانتهاء هذا الصراع ، وإقامة الدولة الفلسطينيَّة المستقلة بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف . )
( أجرى اللقاء: حاتم جوعيه – المغار – الجليل )