عرفات اسماعيل يرسل رسالة عاجلة إلى الرئيس الامريكي
تاريخ النشر: 13/09/19 | 17:22على خلفية إطلاق الرئيس الأمريكي، ترامب، نداء يدعو من خلاله الجمهور الأمريكي إلى البحث عن بديل للصين كمركز تجاري، أرسل عرفات إسماعيل ابن قرية دهمش والمدن المختلطة والمرشح للكنيست عن حزب كرامة ومساواة (ن ك) رسالة عاجلة إلى الرئيس ترامب قدم من خلالها بدائل للتعامل التجاري مع الصين من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى احلال السلام في الشرق الأوسط بأسره.
وقد ركز عرفات في رسالته على إمكانية جعل الشرق الأوسط بديلا عن الصين كمركز تجاري عالمي مشددا على ضرورة نقل وفتح مراكز صناعية وتجارية من شأنها أن تفتح المزيد من مجالات الاستثمار المدعوم من قبل الحكومة الأمريكية أمام السكان العرب واليهود في إسرائيل وخاصة في الضواحي والقرى الغير معترف بها والجنوب والشمال والمركز . كما وأشار عرفات بأن تحويل إسرائيل والشرق الاوسط إلى مركز تجاري وصناعي بديلا عن الصين سيصب في مصلحة سكان الشرق الأوسط كافة بما في ذلك سكان قطاع غزة والضفة الغربية نظرا لتوفير أماكن ومصالح عمل جديدة في كافه المناطق تستوعب الكثيرين منهم وبالتالي ستوفر الرفاهة والحياة الكريمة للجميع مما سيشكل ذلك ارضية صالحة لتحقيق السلام.
بالإضافة لذلك يرى عرفات في حال قامت الولايات المتحدة بجعل إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقطاع غزه على حد سواء مركزا تجاريا وصناعيا عالميا يصبح بالإمكان استغلال الإمكانيات الاستهلاكية في الشرق الأوسط لتسويق المنتجات المصنعة في المصانع المقامة في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية وقطاع غزه خاصة والشرق الاوسط عامه وكل ذلك في ظل الرفاهة والعيش الكريم الذي سيشكل أرضية جيدة لتحقيق السلام في المنطقة ومن ثم نقل هذه الفكرة إلى دول أخرى في أوروبا وأسيا وحتى أفريقا.
كما وذكر أن الشرق الأوسط يتمتع بجميع مقومات الازدهار الاقتصادي والتجاري الذي من شأنه حال تحول إلى مركز تجاري وصناعي أن يرفع مستوى الاقتصاد في العالم ويوفر جميع احتياجات العالم من نفط، معادن ومنتجات زراعية. وتصنيع واستهلاك كسوق استهلاكي عادي وليس لبيع السلاح الذي يودي للدمار فقط .
وختم عرفات رسالته بدعوة الرئيس الأمريكي لزيارة قرية دهمش والعراقيب والقرى غير المعترف بها في جنوب البلاد وشمالها وذلك للوقوف عن كثب على طابع حياة السكان العرب في هذه القرى.
وقد جاءت هذه الرسالة من منطلق تجربة عرفات المكتسبة من خلال عيشه في قرية دهمش غير المعترف بها والتي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة لعدم توفر البنى التحية والخدمات البلدية والصحية والمواصلات العامة ومن منطلق الرغبة في الاستمرار في النضال في سبيل نيل الاعتراف بقرية دهمش وغيرها من القرى غير المعترف بها في شمال وجنوب البلاد والسعي لمنع عمليات الهدم في هذه القرى وغيرها من المدن والبلدات العربية من خلال المشاركة في المظاهرات والإجراءات القضائية المختلفة.
9 أيلول 2019
حضرة الرئيس الولايات المتحدة،
السيد دونالد ترامب
البيت الأبيض
واشنطن العاصمة
فخامة الرئيس
الموضوع: اقتراح إنشاء مركز تجاري بديل للصين، ردا على ندائكم
أطلق الرئيس دونالد ترامب مؤخرا نداء يدعو من خلاله الجمهور الأمريكي إلى البحث عن بديل للصين كمركز تجاري وتشجيع هذا الجمهور على فعل ذلك. ويأتي هذا النداء في أعقاب القيود الصارمة التي فرضها الصين على الشعب الأمريكي بأمور تتعلق بالتجارة والجمارك. على الرغم من أنني مواطن إسرائيلي وليس مواطنًا أمريكيًا، إلا أن نداءك ولد لي فكرة. من هذا المنطلق أتوجه لفخامتكم بهذه الرسالة أعرض من خلالها بديلا لما طرحتموه يتوافق تماما مع روح نداءكم.
على الرغم من كوني إنسان بسيط، مواطن عربي في دولة إسرائيل، إلا أنني أطلب منك ألا تحكم على عرضي هذا بالرفض المسبق قبل أن تكرس له بضع دقائق من الفحص والتدقيق الجدي.
يطرح اقتراحي النظر إلى دولة إسرائيل بشكل خاص وإلى الشرق الأوسط بشكل عام، كبديل عن الصين في كلما يتعلق بالتجارة.
قد يبدو هذا الاقتراح لأول وهلة وكأنه مجرد هراء، لكنه نوع من الهراء الذي تكمن في طياته جميع الأفكار الكبيرة. يمكنني أن أفترض أن بعض البدائل – الكبيرة، الراسخة والأقل اضطرابا، تدور في ذهن سيدة الرئيس؛ بدائل تحمل في طياتها فوائد تصب في صالح رجال الأعمال، التجارة والصناعة في الولايات المتحدة.
والمفارقة – أن دولة إسرائيل على الرغم من صغر حجمها يمكنها أن تكون بالفعل بديلاً مناسبًا للصين. حيث إن ما سيبدأ من دولة إسرائيل سيمتد حتما ليشمل الشرق الأوسط بأكمله، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة. ليس هذا فحسب بل يمكن في الوقت الذي يتم فيه إطلاق المبادرة في إسرائيل توسيعها بالتوازي لتشمل السلطة الفلسطينية، غزة، الأردن، مصر، ليبيا، دول الخليج والشرق الأوسط بأسره، وذلك بالتماشي مع تنمية التجارة.
تتمتع دولة إسرائيل بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام بإمكانية نجاح هائلة. مما يجعل اختيار دولة إسرائيل كبديل عن الصين يسهم بشكل كبير في نجاح رؤية أخرى للرئيس والولايات المتحدة حيث يمكن لهذه الرؤية أن تعزز وتوطد العلاقة بين مختلف السكان المتواجدين في المنطقة، وخاصة اليهود والعرب في إسرائيل وبين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول المنطقة. خطوة كهذه ستخلق فرص عمل للسكان اليهود القاطنين في الضواحي ولجميع السكان العرب في جنوب وشمال ووسط إسرائيل، وستتيح لهم بالتخلص من الوضع القاسي الذي يعيشونه اليوم. توسيع للمبادرة الذي سينطلق من دولة إسرائيل سيصل بداية للسلطة الفلسطينية. حيث سيؤدي دمج السلطة الفلسطينية وقطاع غزة في الخطة إلى توسيع وتعزيز العلاقات بين الشعبين، التعاون بينهما، العمل المشترك، الازدهار الاقتصادي، وبالتالي سينجم عن ذلك كله في نهاية المطاف تحقيق سلام داخلي داخل دولة إسرائيل نفسها. لن يقتصر النجاح الداخلي في إسرائيل على إسرائيل فحسب بل سيؤدي توسع نطاق تشجيع التجارة ليطال دول أخرى في المنطقة ، مثل الأردن ومصر وليبيا، وستكون له دورا كبيرا في التقليل من العنف، وزيادة التعاون بين مختلف البلدان وتشجيع البلدان الأخرى في الخليج والشرق الأوسط على الانضمام إلى هذا النجاح . مما يُحدث عملية تطبيع وسلام تلقائية في جميع أنحاء المنطقة، لا تقتصر على الطبقة الثرية بل تشمل جميع السكان بالكامل، وخاصة – السكان المستضعفون في المنطقة من اليهود والعرب الذين سينالهم جزء من ثمار هذه العملية أيضا.
لتحقيق مكاسب حقيقية ملموسة من هذه المبادرة، هنالك أهمية كبرى لجعل دمج الشعبين – اليهود والعرب معاً – شرطا لتطوير التجارة في إسرائيل والمنطقة. من هذا المنطلق ينبغي إن يشكل هذا الدمج، خاصةً الدمج بين الشعبين – يهودا وعربا – ممن يقطنون في الضواحي في شمال البلاد، جنوبها، منطقة الوسط والقرى غير المعترف بها في الجنوب والوسط والشمال شرطًا أساسيًا لتحقيق تلك المكاسب. يجب أن يتم التوجه لكلتا المجموعتين السكانيتين من العرب واليهود بشكل متساو، وليس التوجه للسكان اليهود أو السكان العرب فقط. إن العمل المشترك لهاتين المجموعتين في نطاق مبادرات ومشاريع أمريكية في إسرائيل سيؤدي إلى التعاون، والازدهار الاقتصادي مشترك والسلام. حيث سينشط الأشخاص الذين يعملون معًا ويتمتعون باستقرار اقتصادي معا لتطوير مصالح مشتركة ومتبادلة. كما وسيشجعهم هذا الأمر على التفكير في طرق جلب المتعة والسلام وعدم الانخراط في التسبب في الأذى والحرب المتبادلين.
بالنسبة لك يا سيدي ، هذه فرصة غير عادية لتحقيق الحلم وانجاز الوعد، وأن تكون أنت الشخص الذي يجلب السلام إلى الشرق الأوسط. بعد كل شيء ، يجب ألا ينسى المرء أنه من أجل تحقيق النجاح في بناء أسس السلام، يجب أن يكون المشاركون متساوين تماما، وإلا سيرجح أي اتفاق بينهما مصلحة القوي ويظلم الضعيف. ستكون الاتفاقية مصطنعة وغير دائمة وراسخة. وبالتالي سيتنصل الطرف الضعيف مع مرور الوقت من الاتفاق الذي فرض عليه بالإكراه. على أي اتفاق راسخ وثابت أن يتم بين طرفين متساوين وسط الاعتماد على أساس اقتصادي مستقر ليشكل أحد ركائز السلام. لكي يتم افساح المجال أمام إجراء محادثات سلام، هنالك أهمية كبرى لدفع اقتصاد الشعبين من اليهود والعرب الذين يعيشون كمواطنين في دولة إسرائيل الديمقراطية قدما وترسيخ هذا الاقتصاد، حيث سينجم عن ترسيخ الاقتصاد خطاب يدعو إلى السلام يمكن توسيعه ليشمل السلطة الفلسطينية، قطاع غزة ودول الخليج ويطلق من هذا الموضع نحو تحقيق رؤية الشرق الأوسط الموحد.
يتمتع الشرق الأوسط بكل شيء. ففيه قوى عاملة رخيصة، موارد طبيعية وسوق استهلاكي ضخم يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تزوده بمنتجاتها والشرق يمدها بما يلزمها لإنتاج هذه المنتجات. وهكذا لن يكون الشرق الأوسط مجرد منتج ومستهلك فقط بل سيكون أيضا مورد للعالم. وبالتالي سوف يصبح مركزا تجاريًا عالميًا للاستيراد والتصدير – مما يعطي الشرق الأوسط بأسره قوة تقدم كبيرة للغاية، هذا الشرق الأوسط الذي يغط في نوم عميق من ناحية النمو الاقتصادي والغارق في حروب لا طائل لها.
تظهر الحقائق أن الوضع الاقتصادي الحالي في الشرق الأوسط سيء، بالإضافة لذلك الجميع يقاتلون بعضهم البعض. أعتقد أن انغماس الشرق الأوسط في الحروب ينبع من الركود الاقتصادي. فلو تمتع الشرق الأوسط بازدهار اقتصادي لأعاد سكانه حساباتهم قبل الغرق في الحروب.
يرافقني حلم واحد منذ سنوات عديدة – حلم وجود شرق أوسط موحد خال من التفرقة على أساس الدين، العرق والجنس،على غرار الاتحاد الأوروبي – اتحاد الشرق الأوسط. يعيش فيه اليهود والعرب معًا؛ لهم جميعا جواز سفر واحد، يتمتعون جميعا بحرية الحركة، وتكون لهم سوق مشتركة – بلا حدود. أعتقد أن تحقيق حلمي هو أيضًا تحقيق رؤيتك – جلب بشرى السلام إلى الشرق الأوسط وللعالم بأسره.
لن يحدث هذا في يوم أو في سنة واحدة . لكن يمكن بمساعدتكم، بصيرتكم ورؤيتكم تحقيق هذه الفكرة بنجاح
بصفتي مواطنا عربيا في دولة إسرائيل أشعر بالقلق اليوم بسبب الوضع القائم في الشرق الأوسط بشكل عام ، وللوضع السائد بين اليهود والعرب داخل دولة إسرائيل بشكل خاص. بحسب رأيي فإن اشتراط توسيع التعامل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إسرائيل بخلق نشاط اقتصاد مشترك بين العرب اليهود سيؤدي إلى تحقيق السلام بين أبناء الشعبين.
آمل جدا أن تعبر رسالتي هذه التي أنقلها إليك بواسطة سفارة الولايات المتحدة في القدس إلى جميع المحطات الواقعة على الطريق وتصل إليك شخصيا في نهاية المطاف. وأن يرى فخامة الرئيس المحترم أنها جديرة بالقراءة والرد عليها أيضا. يشكل الشرق الأوسط في هذه الآونة مفترق طرق رئيسي لتجارة الأسلحة والوسائل القتالية. إذا اخترت أخذ كلامي على محمل الجد ستجده نافعا جديرا بالاهتما، يمكنه أن يجعل إسرائيل أولا ومن ثم الشرق الأوسط برمته يشكل في غضون فترة زمنية ليست بالطويلة، وبعد ذلك الشرق الأوسط بأكمله بديلاً واسع النطاق وشامل للتجارة مع الصين في جميع المجالات ومجموعة متنوعة من السلع وليس أسلحة فقط.
سيادة الرئيس يتطلع لإحلال السلام في الشرق الأوسط ويعمل بإصرار لتحقيق ذلك. نقل التركيز على التجارة مع الصين إلى الشرق الأوسط ، بريطانيا، الهند، أو غيرها سوف يمنح إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقطاع غزة خاصة والشرق الأوسط عامة قوة تقدم كبيرة لتحريك عملية السلام على أساس الرفاهية الاقتصادية.
أشكر فخامتكم جزيل الشكر على تخصيص الوقت لقراءة اقتراحي هذا وأدعوك بحرارة لزيارة قرية دهمش العربية غير المعترف بها التي تقع في وسط دولة إسرائيل، بالقرب من مدينتي الرملة واللد، على بعد 10 دقائق سفر بالسيارة من تل أبيب. واخذ انطباع بشكل شخصي عن واقع عيش اليهود والعرب في الضواحي وفي العديد من القرى غير المعترف بها في جميع أنحاء البلاد. إن الفكرة التي قدمتها لكم هنا ستفيد هؤلاء السكان بشكل كبير، وترفع مستواهم الاقتصادي مما سيؤدي بالتالي إلى الاعتراف بهم ويقترب السلام المنشود أيضا.
مع فائق الاحترام والتقدير
عرفات اسماعيل
مرشح للكنيست 22 عن حزب كرامة ومساواة
قرية دهمش غير المعترف بها، المجلس الاقليمي عيمك لود