المملكة العربية السعودية والتحديات الراهنة
تاريخ النشر: 16/09/19 | 13:19ان استهداف المملكة العربية السعودية يأتي في سياق التكتلات الاقليمية ومحاربة المملكة لمواقفها الثابتة والواضحة والعميقة تجاه الامن القومي العربي ولمحاربتها للإرهاب بكل اشكاله وأنواعه، وأيضا لمواقفها الداعمة للنضال التحرري والوطني للشعب الفلسطيني، وما تلك الاعمال الارهابية التي تستهدف مؤسسات مدنية في المملكة الا استهدافا واضحا لدور المملكة فى محاربة الارهاب، وان القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يقفون إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات الإرهابية التى استهدفت شركة «أرامكو» بطائرات مسيرة حيث تم السيطرة على حريقين اندلعا في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص، وان المملكة لقادرة على مواجهة كل الضربات الارهابية والتصدي لإعمال التخريب وتحقيق الانتصار على الارهاب والارهابيين، وأننا نؤكد على ضرورة توحيد الجهود العربية من اجل حماية الامن القومي العربي وحق المملكة باتخاذ كل الاجراءات الهادفة الى الدفاع عن أراضيها وأمنها واستقرارها وحماية شعبها، وأن فلسطين وشعبها يحفظون للمملكة مواقفها المشرفة ووقوفها الدائم مع قضية فلسطين وكافة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
اننا وفى ظل هذه التحديات نجد انفسنا بحاجة الي وحدة الموقف العربي والإسلامي والعمل المشترك لمواجهة هذا الارهاب الظالم ووضع حد له، وان محاربة الارهاب والتطرف يدفعنا الي ضرورة الوحدة والعمل ضمن التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب لحماية الامن القومي العربي ومواجهة الارهاب والتطرف الذي يضرب بالأمة العربية والإسلامية في كل مكان ويدفع اجيالنا حياتهم ومستقبلهم ثمنا لهذا الارهاب، وان الدفاع العربي الاسلامي المشترك من اجل مواجهة الارهاب هو مهمة قومية يجب علي الجميع المساهمة بها والمشاركة لمواجهة المد الارهابي والتطرف والعمل على وحدة الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية مع التأكيد على دور المملكة الهام فى صياغة الاسس والمرتكزات الاساسية لمشروع السلام العربي ولوضع حد للصراع والعنف بالمنطقة .
إن مواقف المملكة العربية السعودية كانت دائما مواقف تاريخية مشرفة وهادفة الى مساندة القضية الفلسطينية والوقوف الى جانب القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وعلى كافة الأصعدة السياسة والاقتصادية والأمنية وهذا العمل نابع من خلال الحرص الشديد للمملكة على تحقيق طموح الشعب الفلسطيني والدفاع عن الحقوق العربية فى فلسطين ومساندة القضية العادلة وتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية ودعم المفهوم الشمولي لوحدة الامن القومي العربي، وأننا نقف امام مواقف تاريخية ثاقبة ورؤية عميقة تجاه الدعم السعودي اللا محدود للقضية الفلسطينية سواء الدعم المالي للثورة ولمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها او الدعم السياسي المتوافق مع الرؤية السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية والتى تنطلق من وقائع تعزيز الصمود الفلسطيني وأحقية الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
إن مواقف الديوان الملكي السعودي والبيانات الصادرة عنه عبرت عن رفض المملكة لكل اشكال الاحتلال وإدانتها ورفضها القاطع لما أعلنه رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن نيته ضم أرض الضفة الغربية المحتلة إذا ما فاز في الانتخابات الاسرائيلية القادمة، وهذا الامر يؤكد مجددا ان فلسطين والمملكة تربطهما علاقات تاريخية صادقة ومتينة وان قضية فلسطين كانت وستبقى في صلب السياسة السعودية وتوجهاتها الوطنية والقومية العالمية.
ان المملكة العربية السعودية لها مواقفها الثابتة تجاه دعم فلسطين والشعب الفلسطيني وتعزيز صموده بدون أي مقابل وبدون اى تنازلات عن أي حق من حقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية، فكانت المملكة دائما مع الحق الفلسطيني والموقف الفلسطيني الذي تتخذه القيادة الفلسطينية، وعملت دوما من اجل إحلال السلام والأمن في المنطقة، حيث تقف المملكة اليوم مواقف واضحة وصريحة بشان التطبيع مع الاحتلال وضرورة فرض عقوبات عربية على الدول التى تتخذ خطوات لنقل سفاراتها الى القدس وتعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وان دعوة المملكة العربية السعودية لاجتماع عاجل لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي تأتي لتؤكد حرصها على هذه المعاني السامية، وتؤكد على الأخوة والتضامن الإسلامي مع القضية الفلسطينية، وأن قضية القدس الشريف في قلب ووجدان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكل أبناء المسلمين، ولتؤكد حرص المملكة العربية السعودية الدائم على دعم الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف والحفاظ على الارض الفلسطينية من المصادرة فى ظل دعوات حكومة الاحتلال لضم الضفة الغربية وضرب عملية السلام، فلذلك بات من المهم ان يخرج اجتماع وزراء الخارجية العرب بموقف ثابت وواضح وإعادة التأكيد على أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك هي قضية المسلمين والعرب الاولى لما لها من مكانتها الدينية والتاريخية والحضارية، وبات من المهم هنا ان تتحمل جامعة الدول العربية المسؤولية وتتخذ موقف واضح والإعلان عن رفض ممارسات حكومة الاحتلال الاسرائيلي وإدانة هذه الخطوات التى تشكل عقبة حقيقية امام أي فرص لتحقيق السلام وخاصة بعد اعلان رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو باتخاذ خطوات احادية تشمل توسعة الاستيطان وانتهاكات سلطات الاحتلال للمقدسات في القدس التي تشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، حيث يستوجب ذلك التحرك بشكل حاسم وتجنيد موقف دولي داعم للموقف العربي لتصدى لما تقوم به حكومة الاحتلال .
إن عملية السلام العربية ومبادرة المملكة العربية السعودية لتحقيق السلام فى المنطقة والتى أطلقها الملك
عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002 في القمة العربية المنعقدة في بيروت والتى هدفها الاساسي العمل على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب الاحتلال من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع حكومة الاحتلال، وقد نالت هذه المبادرة الدعم والتأييد العربي لتصبح اليوم مهددة بالفشل الذريع ومعرضة للتوقف التام في ظل استمرار اعتداءات جيش الاحتلال على القدس والأقصى حيث تمثل هذه الاعتداءات على أقدس المقدسات المساس بالواقع التاريخي والقانوني في القدس والمسجد الأقصى والحرم الشريف ووضع الضفة الغربية المحتلة، وان القضيةَ الفلسطينية اصبحت تمر بظروف حرجة حيث يعمل الاحتلال الاسرائيلي على فرض إجراءاته العنصرية ومخططاته ووضع الحلول لمشاكله مما يساهم في ضرب مصداقية السلام والمس بحقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتوجب على جامعة الدول العربية التحرك بشكل عاجل وسريع لإعادة الاعتبار للمبادرة السعودية واتخاذ الاجراءات الكفيلة لدعم صمود ابناء الشعب الفلسطيني والمرابطين في القدس واتخاذ مواقف صلبة تكون بمستوى الخطر الذي يهدد المسجد الاقصى المبارك والأمن القومي العربي والتحديات الراهنة التي تواجهها المملكة العربية السعودية .
بقلم : سري القدوة