إنطلاق برنامج لتأهيل القيادة المستقبلية
تاريخ النشر: 28/09/19 | 18:22 العثور على شبان وشابات ذوو قدرات كامنة من الضواحي الاجتماعية – الجغرافية وتأهيلهم، هذا هو محرّك مؤسسة “شراكات ادموند دي روتشيلد” الساعية لتأهيل الجيل المقبل من القادة في اسرائيل. مقابلة مع عنات نحاميا – لافي، المديرة العامة للمؤسسة، حول البرامج في الميدان وحول رؤيتها الاجتماعية لتقليص الفجوات، تكافؤ الفرص، التضامن والاحترام المتبادل. البشرى ستأتي من الشمال .
قد يبدو الأمر كحلم شمولي، ولكن في مؤسسة “شراكات ادموند دي روتشيلد” يؤمنون بأن انشاء احتياطي مستقبلي للقيادة الشابة من الضواحي الاجتماعية والجغرافية في اسرائيل، هي التي ستقود المجتمع الاسرائيلي الى مكان أفضل بكثير مستقبلًا. أو، بكلمات أخرى، تأهيل جيل القادة الذين سيدفعون عمليات الشراكة بين المجتمعات المختلفة التي تشكل المجتمع الاسرائيلي.
وتقول عنات نحاميا – لافي، مديرة شراكات ادموند دي روتشيلد أن “هذه الفكرة تصب في لب نشاطاتنا وحسب هذه الروح نتصرف في الميدان”. وتضيف “نحن نؤمن أن الشبان والشابات المؤهلين في اطار برامجنا سيعملون على تقليص الفجوات في المجتمع الاسرائيلي وتشجيع تكافؤ الفرص لأجل بناء مجتمع مشترك”.
كيف نبني القيادة المستقبلية؟
” في فترة أزمة قومية ودولية حيال مسألة القيادة بالذات، نرافق الشبان والشابات الذين نُشخصهم بان لديهم قدرات كامنة للقيادة الشابة في الضاحية الشمالية عبر متنوّع من البرامج. هذه المرافقة متعددة المجالات، بحسب نموذج الاستمرارية، ونبدأ مع شبيبة بسن 15 عامًا – وبالعموم لا نتركهم حتى يحققوا ذاتهم ويبلغوا مناصب مؤثرة في المجالات المختلفة بالمجتمع الاسرائيلي”.
مُحَفِز للعيش في الضواحي
أُنشأت مؤسسة شراكات ادموند دي روتشيلد من قبل صندوق ادموند دي روتشيلد عام 2016، بهدف أن تشكّل الذراع الاجتماعية للصندوق. تقوم المؤسسة بتحديد والعثور على شبان وشابات قياديين ذوو قدرات كامنة، بالأساس من الضواحي، وتؤهلهم، بهدف أن يضعوا الأسس للجيل المقبل من القادة في اسرائيل حسب رؤية اجتماعية ومبادئ انسانية – تقليص الفجوات، تكافؤ الفرص، التضامن، والاحترام المتبادل.
البرامج التي تنظمها المؤسسة تدمج بين الحاجة في توسيع الثقافة والمعرفة وبين الطموح لتنمية ودعم النشاط الاجتماعي والاقتدار الذاتي. بهذه الطريقة ترافق المؤسسة مشاركي البرامج، توجههم وتُكسبهم الأدوات الذاتية والجماعية للتأثير.
يشارك سنويًا في البرامج المختلفة، مئات الشبان والشابات، والذين يشكلون الى جانب مئات الخريجين، شبكة معتبرة من القيادة الشابة ذات الرؤية المشتركة للحراك الاجتماعي، والقيادة، والتميّز، والمسؤولية الاجتماعية العميقة، التي تعمل لأجل مستقبل مشترك أفضل.
ما هو التحدي الحقيقي الذي يواجهه البرنامج؟
“البرامج التي نشغلّها تدمج بين توسيع الثقافة والمعرفة وبين تطوير النشاط الاجتماعي والاقتدار الذاتي، مدمجًا بالمرافقة، التوجيه وإكساب الادوات الذاتية والجماعية بغرض التأثير. بهذه الروح، عمليًا، نرافق مشاركي البرنامج من سن 15 وحتى سن 30 أو 40 سنة. نحن نركّز في نشاطاتنا على الالمام بهُويّة أبناء الشبيبة، بلدتهم، المجتمع والبيئة التي يعيشون فيها – وكل ذلك افتراضًا بأنه إذا كان هذا ما ستحصل عليه في برامج القيادة، فإن حافزك للبقاء والتأثير في بلدتك أو المنطقة التي نشأت فيها ستكون أكبر بكثير. المشتركين في برامجنا المختلفة يحصلون على أمر ما طوال كل هذه السنين، يمنحهم حافزًا كبيرًا للعطاء لأجل المنطقة التي نشأوا وترعرعوا فيها”.
تشّغل مؤسسة شراكات ادموند دي روتشيلد اليوم ست برامج مركزية، يشارك فيها مئات الشباب سنويًا: خط الانطلاق – مشروع يعمل في نموذج مميّز يرافق الشباب طوال عشرة أعوام، من الثانوية وحتى منتتصف العشرينيات من أعمارهم؛ مسار – مشروع القيادة الجماهيرية المجتمعية للشباب من المجتمع العربي؛ سفراء روتشيلد – لتطوير التميّز الذاتي والاجتماعي، والذي يشارع فيه طلاب للقب الأول؛ برامج المتدربّين – التي يتم تنظيمها في اطار “مخزون مستقبلي لاسرائيل” بشراكة وزارتي التربية والتعليم والداخلية، ويشارك فيها طلاب للقب الأول والثاني في مواضيع الحكم المحلي، التخطيط الحضري والتعليم غير المنهجي؛ أمل اسرائيلي بالاكاديميا (التعليم العالي) – جزء من مشروع “أمل اسرائيلي”، المشروع الرئيسي لرئيس الدولة رؤوفين ريفلين؛ قيادة بالأكاديميا (التعليم العالي) – مجموعة تأثير مستبقلية من وكلاء التغيير، من مجمل مؤسسات التعليم العالي الأكاديمية في اسرائيل، والتي ستعمل على تشجيع بناء منظومة أكاديمية متميّزة، دارسة، ابتكارية، مبادرة، عاملة لتغيير المستقبل لأجل تشجيع البحوث الأساسية، البحوث التطبيقية للطلاب الجامعيين والاقتصاد عمومًا.
قيادة على خط الانطلاق
عندما تتحدث نحاميا – لافي عن ريادة مجال القيادة الشابة فهي تشدد مسألة التنوّع من مختلف شرائح المجتمع. “مسألة التنوّع حيوّية في حالتنا. 30% من المشاركين في برامجنا من المجتمع العربي. ونحن نعكس كافة الأوساط ونحارب لأجل ذلك. لا يوجد الكثير من البرامج التي فيها نسبة مشاركة كبيرة الى هذا الحد من المجتمع العربي.
“أن تأخذ مجموعتين من اليهود والعرب الذين يقطنون في نفس المنطقة ولم يلتقوا قط، ودمجهما في برنامج قيادة مجتمعية وريادة مجتمعية، فهذا يشكل تحديًا كبيرًا. حسب وجهة نظرنا، فإذا فشل العرب، المتديّنون، والعلمانيون بالعيش معًا – فلا مستقبل لمنطقة الشمال، كما أنه لا مستقبل لأي منطقة في البلاد، والتشديد هو البدء بسنّ مبكّر. نرى أن هذا ممكن بل ويحدث، وفي المستقبل سيتعاونون في مناصب مختلفة”.
ماذا يفعل أبناء الشبيبة عمليًا في مشاريعكم؟
“لنأخذ على سبيل المثال برنامج “خط الانطلاق”، برنامج يبدأ في الصف العاشر ويخلق مجموعات قيادة مجتمعية وريادية. يلتقي المشاركون مرة بالأسبوع على مدار ثلاثة أعوام، وعدا عن ذلك يجرون خلال السنة ورشات لعدة أيام. أي أنه في سنة مكثفّة ومكتظة بالنشاطات، يتناقلون فيما بينهما مضامين وتجري نقاشات حول أسئلة أساسية تخص بكل من يسعى للربط بين المجتمعات: ما هي هُويّتنا، ما هي المسؤولية المشتركة التي نتحملها، والمزيد.
“يخلق هؤلاء الشبان تحالفًا متعدد الثقافات ويؤثرون على حيّزهم بمواضيع مختلفة. يُطلب منهم أن يخططوا مشروعًا، تجنيد الأموال له، اجراء اتصال مع السلطات المحلية والمزيد. كل مشارك في البرنامج يلتزم خلال السنوات الثلاث بأن يطوّر مبادرة مجتمعية تؤثر على الحيّز الذي يعيش فيه. عندما تحدثنا كثيرًا عن موضوع غرفة طوارئ أمامية في كريات شمونة، أخذت مجموعة “خط الانطلاق” على عاتقها أن تعقد التواصل والروابط بين مجموعات من منطقة الشمال التي لم يكن هناك أي اتصال فيما بينها، لأجل عمل مشترك بين القوى المحلية والقوى السياسية. وهناك المزيد من الأمثلة لمبادرات أثرت على المنظومة الاجتماعية والمحلية”.
كيف تعمل المؤسسة على دفع ودمج الخريجين ميدانيًا؟
“نحن نُتيح المنظومة السياسية لكافة مبادرات مشتركينا. قبل شهرين على سبيل المثال، نظمت مجموعة شبابنا ورشة من خمسة أيام، شملت ماراثون لمناقشة الحلول وأساليب التعامل مع التحديات والمشاكل في المجتمع الاسرائيلي. برنامج المتدربون، المشتركة مع وزارات، يوّجه المشاركين نحو الاندماج في الحكم المحلي في الضواحي واحداث التغيير من الداخل.
“هذا هو مجمل وأساس هذا البرنامج: تأهيل الشباب الذين يدرسون في مسار أكاديمي بهدف الاندماج في الحكم المحلي – حيث يتوقع منهم النمو وبالطبع التأثير. ولكن في برامجنا فإن التوجيه لا يقتصر على السياسة فحسب. نحن نتيح لكل واحد أن يحقق طموحاته – إن كان الحديث عن الوسط المجتمعي، التجاري، وقطاع الأعمال، والمزيد”.
كيف يؤثر، حسب رأيك، نشاط المؤسسة على المجتمع الاسرائيلي؟
“الخط المشترك لكافة البرامج التي نختص فيها هو بحق وحقيقة مجتمع مشترك – منظومة العلاقات بين “أربعة الأسباط”، مع التشديد على المجتمعين العربي واليهودي. اذا نظرنا الى ما يحدث في شمال البلاد، فإننا خير دليل على أن ذلك قابل للتحقيق. العيش المشترك ومن سنّ صغير، بالطبع. اذا أصبح خريجونا الشباب قادة الدولة مستقبلًا، فهم جاؤوا من مكان مختلف، من محل الشراكات وخلق مجتمع صحيّ ومتطوّر يعزز فيه الخير المشترك”.