خطبة الجمعة حول “قسوة القلب” بكفرقرع

الحمدلله رب العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهدُ أن سيدنا محمد عبدهُ ورسوله أما بعد؛  إن القلب هو أشرف أعضاء الإنسان وهو الذي إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله وهو محل نظر الله عز وجل حيثُ قال الله عز وجل في كتابه العزيز “ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم“.ويقول صلى الله عليه وسلم ” الا وإن في الجسد مُضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله والا وهي القلب”.إن القلب إما أن يكون وعاءً للخير وإما أن يكون وعاءً للشر، قال صلى الله عليه وسلم تُعرض الفتن على القلوبِ كلحصير عُودًا عُودًا فأيُ قلبٍ إشربها نكتت فيه نكتةً سوداء وأيُ قلبٍ أنكرها نكتت فيه نكتةً بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مُجَخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكرُ مُنكرًا إلا ما أشرب من هواه.لقد قست قلوبنا وقحطت عيوننا واستوحشت صدورنا وصرنا نقرأ الحاقة والزلزلة والقيامة فلا نتأثر ونرى الجنائز وندخل المقابر ونسمع عن موت فلان وفلان فلا نتأثر ونسمع النصائح والمواعظ والزواجر فلا نتأثر ونرى والأحوال والأهوال والأعاصير والزلازل فلا نتأثر ونسمع عن الصراط وحدته والميزان ودقته والوقوف بين يدي الله وعظمته فلا نتأثر ونسمع كل يوم عن احوال المسلمين المستضعفين فلا نتأثر فما بال قلوبنا قد قست يا عباد الله حتى أصبحت كالحجارة أو أشدَ قسوة يقول الله سبحانه وتعالى:” ثُمَّ قست قُلوبكم من بعدِ ذلك فهي كالحجارةِ أو أشدُ قسوة”.

من أسباب قسوة القلب:* الجلوس مع الفساق* التعلق بغير الله وترك التوكل عليه* هُجران القران. من علاج قسوة القلب الإيمان بالله والعمل الصالح وكثرة الذكر والدعاء وكذلك زيارة المقابر وتذكر الموت والعطفِ على الفقراء والمساكين والآيتام لقول النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي شكا له قسوة قلبه فقال له إن اردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين ومسح على راس اليتم.ومما يُذيبُ القلب ويُذهبُ قسوته صُحبه الصالحين الذين يُذكرونك بالله.