صور قاتمة.. عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 02/10/19 | 7:28بعدما فقد حبيبته التي وقعت في حبه من مسافة صفر، حينما اصطدمتْ به أمام مصعد عمارة آيلة للسقوط.. بات يرى صوراً قاتمة حتى أنه في أحلامِه، التي تأتيه بشكلٍ متقطّع لا يرى فيها أية صورٍ مفرّحة، فكلها تريه حياة قاتمة بلا أية وضوحٍ، وبلا أية فرحٍ، مجرد مشاهد خلفياتها سوداء.. يحاول قتلَ الحلم بصراخه الصامت.. يقول إلى متى ستظل ذاكرتي مليئة بصور مزعجة، رغم أنني لا أرى فيها أية كائنات.. أبحث عن صور بعد الحزن على حبيبتي، لكنني لا أرى أية صور عدا الجو القاتم والجاثم على عيني منذ زمنٍ..
رحلتْ بعد أن منحته سرّ حُبِّ الحياة.. امرأة كانت مفعمة بالحيوية والنشاط في جذبه نحوها بلا توقف .. الصور الحزينة المطلية بلون القتام تلازمه منذ رحيل امرأة غرق في حبها منذ اصطدامها به من مسافة صفر وجعلته يدرك بعد حين أن الأنثى خلف ابتساماتها سرّ.. امرأة أثارته بصمتها وقت سكون الليل.. امرأة رحلتْ عنه دون قبلة وداع، حينما غرقتْ ذات يوم عاصف بمعية خبراء في علم البحار في رحلة مجنونة لاكتشاف ذوبان المحيطات.. كان موتها صدمة له .. حياته باتت قاتمة من صور حزن يراها كل يوم ..
فكل يوم يسير في الشارع دون أن يسمع ضوضاء المدينة المكتظة بسكانها.. لا يبتسم لأحدٍ.. يسير على أرصفة نظيفة ويرى كل الصور قاتمة.. الحزن على وجهه جليّ.. يسلّم على الأصدقاء ببرود قاتل.. يستلقي على أريكته ويدمع كلما نظر إلى صورة حبيبته المعلقة على حائط غرفته.. ينام وهو دامع.. رحلتْ المرأة، التي أعطته سرّ الحياة، ولهذا القتام بات من حوله يحيطه بكل جنونٍ..