الانتخابات العامة وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية
تاريخ النشر: 07/10/19 | 6:19بقلم : سري القدوة
إن الواقع الفلسطيني والظروف المحيطة بالقيادة الفلسطينية وطبيعة ما مرت به القضية الفلسطينية خلال السنوات العشرة الماضية من ازمات وخاصة على الصعيد الداخلي الفلسطيني باتت تحتم علينا ان نعمل بكل ما في وسعنا من اجل إزالة أسباب الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والجغرافية بين قطاع غزة والضفة الغربية عبر تنفيذ اتفاق 12/10/2017 الذي وقع بين حركة فتح وحماس من اجل اتمام المصالحة الفلسطينية والاحتكام لإرادة الشعب من خلال انتخابات عامة حرة ونزيهة، والعمل على ضرورة التمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية ومبادر السلام العربية بما يضمن تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين والأسرى استنادا للقرارات الدولية ذات العلاقة، وعلى أساس رؤية الرئيس محمود عباس التي طرحها أمام مجلس الأمن في شباط 2018 ومبادرة السلام العربية .
إن مستويات العمل في المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع مضاعفة الجهد لتوحيد الإمكانيات لتشكيل موقف وطني موحد وإجماع شامل نحو تعزيز العلاقة الفلسطينية لصياغة المستقبل انطلاقا من قاعدة الوحدة الوطنية وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني التي هي فوق أي اعتبار، وان عنوان الشعب الفلسطيني هو (منظمة التحرير الفلسطينية ) والعمل علي تشيكل اوسع جبهة موحدة لحماية إنجازات الشعب الفلسطيني وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية والاتفاق على وضع برنامج موحد لحماية إنجازات شعبنا، ومن أجل قراءة مستقبلية أفضل وتفعيل الواقع ومتطلباته وفق رؤية شمولية لحماية الأرض الفلسطينية والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ووضع هذا الحق ضمن أولويات العمل، وإن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير هي مهام واضحة وتتطلب حشد الجهود والإمكانيات ليتحمل الجميع المسؤولية التاريخية بهذه المرحلة الحساسة والدقيقة من حياة شعبنا التي تتكالب فيها قوى الشر للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وحقه المقدس في العودة لأرضه و إقامة دولته المستقلة .
إن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى السياسية على الساحة الفلسطينية أن تقف صفًا واحدًا لدعم منظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني والتأكيد على الالتزام بقراراتها وفقًا للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني لتعرية ( حركة الانقلاب في قطاع غزة ) بعيدًا عن البرامج الذاتية وتفعيلا للصوت الفلسطيني القادر على تحقيق أهداف شعبنا واحترامًا لتوجهات القيادة الفلسطينية في تسيير مرحلة هامة من مراحل العمل الفلسطيني في غاية الصعوبة والدقة .
إن استراتيجية دولة فلسطين تستند إلى العديد من المواقف الهامة وفي مقدمتها استمرار بناء مؤسسات دولة فلسطين وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني على أرضه، واستمرار الانفكاك عن سلطة الاحتلال في مختلف المجالات تنفيذا لقرارات المجلس الوطني والتأكيد على حق دولة فلسطين بالحصول على اعتراف من الدول التي لم تعترف بها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل على اجراء الانتخابات الفلسطينية كأساس لبناء الدولة وتجديد النظام السياسي وبناء الانسان والمؤسسة الفلسطينية، والسعى الى إنهاء الانقسام من خلال صناديق الاقتراع ولمواجهة صفقة القرن ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وضرورة التصدي للاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية الرافضة للسلام ومبدأ حل الدولتين والتي تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في تقرير مصيره وفي الحرية والعودة والاستقلال .
وعلى الصعيد الدولي لا بد من مواصلة العمل ووضع الخطط الاستراتجية من اجل تفعيل الدور الاوروبي الداعم للنضال الفلسطيني وبات ذلك في غاية الاهمية وتكثيف العمل والجهود مع أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات لتعزيز جهودهم للتأثير في صناعة القرار في الدول التي يعيشون بها، وكشف وفضح جرائم سلطة الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، ولتكريس عدالة القضية الفلسطيني وتعزيز ركائز دولة المؤسسات والحريات العامة والخاصة والممارسة الديمقراطية وفقا للقانون الدولي واحترام حقوق المرأة والطفل والمكاشفة والمساءلة والشفافية في العمل .
ان فلسطين اغلى ما نملك وهي وطن كل ابناء الشعب الفلسطيني ويجب علينا العمل ومضاعفة الجهود من اجل بناء المؤسسات والاحتكام الى صناديق الانتخابات، وان فلسطين اكبر من هؤلاء الذين يحاولون سرقة اللحظة واختطاف الجهد الوطني وركوب الموجة، الكل له حساباته الخاصة ولفلسطين حسابها الخاص، ولا يمكن لمن كان ان يحيد عن موقف الاجماع الوطني الفلسطيني وصوت الاحرار والشرفاء في الوطن الذي بات واضحا ويتحدى الجميع فهو الصوت الفلسطيني المؤثر القوي والقادر على حماية وانجاز أهدافنا الوطنية المتكاملة من خلال حركة الشباب الأحرار والتكاتف الجماهيري والالتفاف حول القيادة الفلسطينية التي قادت العمل ووقفت بكل شموخ أمام تحدي فرضه الواقع الفلسطيني ليقول الجميع لا للانقسام ولا للاستمرار في خطف فلسطين ومصادرة حقوق الناس في العيش بحرية وكرامة ومساواة بين الجميع .