الفعل الكفاحي وأقوال غلعاد اردان ..!
تاريخ النشر: 08/10/19 | 8:34منذ يوم الخميس المنصرم، الذي شهد اضرابًا عامًا وشاملًا للجمهور العربي، ومظاهرة شعبية جبارة في بلدة مجد الكروم في الجليل، وتظاهرات أخرى في عدد من القرى والبلدات والمدن العربية، بقرار من لجنة المتابعة العليا، احتجاجًا على العنف المتفشي والمستفحل كالسرطان، ولصد الجريمة والانفلات البلطجي ومصادرة السلاح المرخص وفير المرخص، منذ ذلك اليوم لوحظ اهتمام بفعل هذا التحرك الشعبي من قبل السلطة الحاكمة، حيث سارع وزير الامن الداخلي غلعاد اردان الى عقد اجتماع على اعلى المستويات مع قيادة الشرطة لبحث موضوع العنف والجريمة في الناحية العربية وتخصيص الميزانيات لمعالجته، فيما خرج علينا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مضطرًا، الذي عودنا على التحريض على العرب، الى تسجيل موقف واصدار بيان رغم ما جاء فيه من كذب ونفاق وتنصل من المسؤولية ومحاولة تشويه الحقائق، وجاء ذلك تحت الضغط الجماهيري والوزن النوعي والفعل الكفاحي الجماعي الموحد.
وفي خضم ذلك طلع علينا أمس اردان بتصريحات وكلمات أقل ما يقال عنها أنها عنصرية بالدرجة الاولى، متهمًا المجتمع العربي بأنه مجتمع عنيف..!!
لقد فرض اضراب جماهيرنا العربي نفسه على جدول الاعمال الاسرائيلي السياسي والاعلامي، وهذا بحد ذاته يشكل نجاحًا في تحقيق هدفه وايصال رسالته وصرخة الجمهور العربي ضد الجريمة وتقاعس الحكومة والشرطة، وهو خطوة كفاحية هامة لما بعدها في التصدي للإجرام والعنف الدامي الذي يجتاح حياتنا.
إن الشرطة تتحمل بالأساس المسؤولية عن تنامي العنف والجرائم في الوسط العربي، وهي مطالبة بتفكيك عصابات الاجرام ومحاربة وملاحقة المجرمين وتقديمهم للمحكمة، والعمل على جمع ومصادرة كل السلاح المرخص وغير المرخص.
واخيرًا، فإن القيادات والاحزاب والمؤسسات والحركات السياسية والمنظمات الاجتماعية والمؤسسات النسوية والهيئات التمثيلية مطالبة بمواصلة هذا الحراك بكل قوة والدفع باتجاه المضي في درب الكفاح والنضال الشعبي المنظم والموحد، والذي سيرغم في نهاية المطاف الحكومة والشرطة القيام بدورهما في محاربة الجريمة والتصدي للعنف، وهذا هو الخيار الوحيد، ولا خيار آخر.
بقلم : شاكر فريد حسن