ملفات الفساد تلاحق نتنياهو وتهدد وجوده السياسي
تاريخ النشر: 10/10/19 | 7:08بات مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزب الليكود بعد فشله في إحراز أغلبية في انتخابات الكنيست الأخيرة وتشكيل حكومة الخروج من المشهد والسقوط وانتهاء حكمه الذي استمر 10 سنوات بعد الهزيمة التي مني بها حيث ووفق نتائج الانتخابات الاسرائيلية الرسمية حصد حزب أزرق وأبيض بقيادة بينى غانتس رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، على 33 مقعدا ليتفوق على حزب الليكود الذي حصد على 31 مقعدا، وان رحيل نتيناهو عن المشهد السياسي هى في حكم المؤكد ومسألة وقت، خاصة أنه يواجه أيضا اتهامات بالفساد المالي وقد انتهت جلسات الاستماع التي كانت مخصصه للتحقق من صحة شبهات فساد تطاله حسب ما أعلن أحد محاميه، وبات الامر الان متروكا للنائب العام الاسرائيلي أفيشاي ماندلبليت ما إذا كان سيوجه اتهاما إلى اليه أم لا ويشتبه القضاء بارتكاب نتانياهو تجاوزات تشمل سوء استغلال للثقة وفساد واختلاس في ثلاث مسائل مختلفة .
انه وفي ظل هذا التشابك الكبير في مشهد السياسة الاسرائيلية لا يستبعد رحيل نتانياهو بينما يبقى هو متثبت بالحكم كونه يواجهه السجن الان وخاصة بعد الاستماع الي التهم المنسوبه اليه فبات غير مستعد للرحيل ويعمل بكل ما تبقى من قوته لتشكيل حكومة وحدة وفى حال فشله بذلك سيتمسك بالهروب الي انتخابات ثالثة وإذا ما استطاع ذلك سيتمكن من المراوغة للهروب من التهم المنسوبه اليه، ويرفض ويناور من اجل عدم دخول السجن مما سيحتم عليه مواصلة العبث بالمشهد الإسرائيلي ويدفع المنطقة برمتها لدوامات عنف وفوضى جديدة ليبقى متربعا على سدة عرش الحكومة الخامسة .
وبات نتنياهو معروفا بالوسط الاسرائيلي أنه وصولي وانتهازي ومستعد للقيام بأي شيء في سبيل البقاء في الحكم غير مكترث للثمن السياسي أو الاستراتيجي الذي يدفعه لهذا سيستميت لتأليف حكومة جديدة مستمرا في نهجه العنصري والقمعي بحق الشعب الفلسطيني ليدفع ثمن الخلافات الاسرائيلية التي باتت تنعكس مجرياتها على عملية السلام برمتها، وأصبح القانون الدولي مهدد بالانهيار وخاصة بعد الدعم الامريكي الا محدود لحليفهم نتيناهو الذي يسعى للاستفادة من فترة رئاسة ترامب ويعمل على تسويق صفقة القرن الامريكية والترويج لها لضمان بقاءه بالحكم واستمرار نفوذه، ويحاول نتنياهو تمرير وقبول صفقة مع المستشار القضائي للحكومة والنيابة العامة الاسرائيلية تقضى بعدم تقديم لائحة اتهام بحقه مقابل ان يعتزل فيها السياسة .
ان طبيعة تسلسل الاحداث الجارية حاصرت نتنياهو حيث بات غير مقبول ومنبوذ ويعاني من وضع صعب لا يسمح له بالاستمرار في رئاسة الوزراء وغالبا ما سيتم الهروب الي الامام لإجراء انتخابات جديدة وهذا سيدفع الى مزيد من التحدي للفلسطينيين والعرب، وأن كل الأحزاب من اليمين واليسار تهاجم نتنياهو بسبب فقدانه لإستراتيجية شاملة بشأن عملية السلام، وحتى جمهور الناخبين كشف لعبته وسياساته، وبالتالي بات غير قادر على تشكيل الحكومة بسبب القضايا القانونية المحيطة به،وهنا تبرز اهمية العمل من اجل ضمان الوحدة والتعاون ما بين الاحزاب العربية لتوحيد جهود القائمة المشتركة والتى من الممكن ان تحقق نجاحا كبيرا فى مواجهة العنصرية والكراهية التي يمارسها نتيناهو وإتباعه، ليكون لهم اثار مستقبليه على تشكيل الحكومة والمناحي السياسية داخل المجتمع الاسرائيلي، وما من شك ان مسيرة السلام تضررت بشكل استراتيجي، حيث بات يقود المنطقة إلى جمود سياسي ويضيع فرصة تاريخية لصنع سلام مع العالم العربي وضرب مسيرة السلام ومشروع السلام العربي وفرض علي الجميع سياسة الامر الواقع القائمة على ممارسة الاحتلال والاستيطان وضم الاراضي الفلسطينية والعربية لدولة الاحتلال .
ومن الملاحظ ايضا انه وعلى صعيد العلاقات الامريكية فقد اثبتت السياسة الامريكية فشلها المطلق تجاه عملية السلام وأثبتت مجريات المشهد الاسرائيلي بان عمليه السلام يجب ان تنطلق اولا من خلال الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود ويجب ان تنطلق من خلال قواعد الشرعية الدولية والاعتراف بمبدأ حل الدولتين والتأسيس لسلام حقيقى بعيدا عن المنافسة بداخل المجتمع الاسرائيلي وتحويل الانتخابات الاسرائيلية كسباق لمن يدفع اكثر واستخدام القمع والعنف في ادارة ازمات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، والمنافسة في سوق المزاد الانتخابي الاسرائيلي وتقدم مزيدا من الانتهاك بحق الشعب الفلسطيني .
بقلم : سري القدوة سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية