ندوة شبابية في الجماهيري أم الفحم
تاريخ النشر: 12/10/19 | 16:33من أجل شبابنا، ومن أجل مستقبل أولادنا جميعاً، لكي نعيد البسمة على وجوه أطفالنا، ولكي نعيد الفرحة لشوارعنا وأحيائنا، لأن بلدنا تستحق، لأننا نرفض أن تذرف أمهاتنا دمعات الحسرة على شبابنا، لأننا نريد لشبابنا أن يبلغوا القمم، وأن يرتقوا لمصاف الشعوب المتنورة، وأن يرفعوا إسم بلدهم عالياً برايات مستنيرة وعقول واعية، تنشر الخير لجميع البشر، وترفض الظلم أينما كان، نعم نستطيع، وكلنا يداً بيد، نبني ونعمر ونصلح ونعيد بلدنا، لتبقى تتغنى به الأجيال، ونبقى نرفع رؤوسنا عالياً بأننا أبناء هذا البلد وهذا الوطن العزيز المتسامح، المتعاون على الخير، المصر على الإصلاح وعلى المضي على نهج الأباء والأجداد بالكرم والجود والعفو، لهذا وأكثر نظمت وحدة الوالدية والاسرة بالمركز الجماهيري أمس (الأربعاء) ندوة شبابية بعنوان “مع الشباب ومن ألالم نصنع واقعا جديدا” وذلك في ظل الظروف التي تمر بها ام الفحم، أقيمت الندوة في قاعة ومسرح سينماتك، اتخذت الندوة طابعاً حوارياً ناقش واقع بلدنا، وسط مشاركة لمجموعة من أهلنا الموجوعين لفراق أحبة لهم نتيجة آفة السلاح والفوضى والعنف.
ثم كانت ورشة لاختصاصيين في مجال التوجيه والإرشاد الذين يعملون في حقل التوعية وتوجيه الشباب بهدف النهوض بمجتمع متسامح يرفع راية الإخاء والتفاهم ويرفض العنف بجميع أشكاله ويدعو إلى تضافر الجهود من جميع الفئات لكي ننسج معا واقعاً جديداً يقود بلدنا نحو الأمل والأمان.قام على عرافة اليوم وإدارة الندوة الإعلامي والصحفي أنس اغبارية مدير موقع (رواق) والذي ابدع بأدائه وتناوله لمحاور النقاش مقدماً وأدار الفقرات وأثراها بنقاط قيمة ومثمرة.
إفتتحت الندوة بايات عطرة من القرآن الكريم تلاها الشيخ يوسف ادريس، ثم كانت كلمة ترحيبية باسم بلدية ام الفحم القاها السيد زكي اغبارية – القائم باعمال رئيس البلدية تحدث فيها عن ضرورة تضافر جهود الجميع في سبيل نشر الوعي وقيم التعاون والإحترام والتسامح، وضروة أن يقوم الجميع بأخذ دوره في مسيرة التغيير نحو الأفضل.ثم كانت كلمة د. رائد فتحي بعنوان (كي لا تكون كلّا) تحدث فيها كيف ساهم ديننا وشرعنا في بناء مجتمع مسالم يتصف بالعفو والتواصل والتعاون وإرتقى بالشعوب إلى مصاف الأمم المتنورة، ذلك عندما سرنا على النهج الرباني السليم، وكيف ان البعد عن تعاليم ديننا ادى الى انتشار العنف والمشاحنة والبغضاء بمجتمعاتنا، وهي غمامة صيف عابرة ستزول بفضل الجهود المباركة التي يبادر إليها اليوم الشباب والكبار وجميع شرائح المجتمع. وبين على وجه الخصوص مدى أهمية شريحة الشباب ودورهم الكبير في بناء مستقبلهم وتغيير واقع بلدهم نحو الأفضل اذ أنهم هم عنوان كل تغيير واساسه الأول، لذا لن نفرط بهم، ولن نتركهم ليتوهوا في متاهات لا نرضاها لهم.
ثم كانت كلمة السيد مصطفى عبد أبو شقرة، رجل العفو والتسامح الذي أبى الا ان يحمل راية العفو، ويدفع بالتي هي أحسن، ويتعالى على الجروح لمواجهة البغضاء والكراهية، وأكد على دور زوجته وابناءه في دعم فكرة التسامح رغم مشاعر الغضب والحزن التي تخالج أي إنسان يصاب بهذا المصاب الجلل، ألا وهو فقد أناس أعزاء عليه، فالعفو هو أمر رباني وصفة رب العالمين بمرتبة الإحسان، وهي قمة في العبادات، أن يكون الإنسان محسناً.
ثم كانت مداخلة الام الثاكل والزوجة الصابرة ام محمود السيدة سهام هيكل والتي فقدت زوجها وولديها. حيث استرجعت بذاكرتها جميع الاحداث المؤلمة وصورت الجريمة من خلال كلمات ودموع مؤثرة شاركها بها الحضور .. ونادت من على المنصة ابناءها وبناتها ان يتذكروا اباءهم وامهاتهم وبان يجنبوهم موقف الفقد والالم من خلال الحرص والتربية والالتزام، ونشر قيم التسامح والتفاهم ونبذ كل ما يمكن له يهدد أمن مستقبل بلدنا وأهلها. ثم كانت قصيدة شعرية القتها السيدة تهاني طميش رسمت فيها تطلعات وآمال شباب وأهالي البلد والذين يرسمون مستقبل مشرق لجميع أبناء البلد، تالقت القاعة ودوت فيها القصائد، وصالت في ميدان الشعر والأدب، لتعلن أن الدماء حرام، عيوننا لا تريد أن تراه، وأن الرصاص منكر، اذاننا لا تعتاد عليه، وأن القصائد عندما تنزل الساحات لترفع راية السلام، والتسامح والتغافر، وتجمع الصفوف بأننا كلنا أبناء هذه البلدة البررة، كنا وسنبقى. الإعلامية دينا الغفاري تحدثت عن “دور الاعلام وشبكات التواصل في رسم الواقع الجديد” وشرحت فيها عن دور الصحافة في تجسيد الواقع وانها تعد السلطة الأولى والتي ترتبط ارتباطا مباشرا مع كل مكونات المجتمع وتعتبر وسيلة لنشر الوعي والتسامح، والتحذير من الآفات التي تدمر البلدان والمجتمعات.ثم كانت كلمة لعضو لجنة الإصلاح الدكتور سليمان احمد اغبارية قدم فقرة بعنوان: “لجنة الصلح ..حقائق وأرقام” حيث تحدث عن دور لجنة الإصلاح في المحاولات والجهود المبذولة في سبيل إرساء الصلح بين المتخاصمين مشيرا الى ان هناك اكثر من لجنة في ام الفحم يقدم أعضاءها جهدا ووقتا ومالا بل ويلاقي أعضاءها أحيانا ضغوطات وتهديدات عند أداء دورهم، إلا أنهم يواصلون مساعي الخير بفضل النوايا الصادقة التي تهدف إلى إرساء كلمة السلام والمحبة والتآخي بين جميع أهالي البلد، وأننا بالنهاية كلنا أهل، وأن أي مصاب مؤلم هو يؤلم الجميع ويؤثر على حياة ومستقبل الجميع.كما وكانت فقرات وكلمات لأخصائيين، منهم: الأخصائي النفسي السيد رائد صلاح محاميد قدم محاضرة بعنوان “العنف وانعكاساته على الواقع”. وأيضاً كانت محاضرة لينا اغبارية – عامله اجتماعية / وتعمل في سلطة مكافحة العنف بعنوان: “امتصاص الغضب لدى الشباب”، وضرورة وعي الأهل والمجتمع وإرشاد الشباب للإبتعاد عن مخاطر العنف لما يجلبه من نتائج وخيمة على المجتمع.تلى ذلك مقطع قصير (يا بلدي ماني مرتاح) للمنشد احمد، ثم ختم اليوم بمقطع تمثيلي للفنانة كفاح اغبارية أبدعت من خلاله بتمرير الرسالة من هذا اليوم، أن بلدنا كانت وستبقى عنوان للتآخي والمحبة والسلام والتعاون الدائم.