عشقان يقيّدانني بسلاسلٍ من عبق التاريخ..
تاريخ النشر: 20/10/19 | 10:03عطا الله شاهين
هناك عشقان في حياتي يقيدانني منذ الولادة، ولا حتى أفكر يوما ولو للحظات في كيفية الفرار من عشقين يجعلانني طوال الوقت أفكر في عظمة تاريخ أجدادي الكنعانيين.. فعشقي الأول هو حبي الأبدي لمدينة القدس، التي نراها كل يوم تهوّد وتقتحم من المستوطنين في محاولة على ما يبدو لتقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا، وعشقي الثاني هو مكان مغروس فيه أشجار الزيتون والرمان والليمون، مكان بين الجبال ترعرعرعت فيه منذ صغري، وكبرت في قرية كانت وما زالت مثلا أعلى في التعايش بين ديانتين سماويتين، ويعيش أهلها في إخوة ومحبة .. هذان العشقان مقيد أنا بهما بسلاسل رائحتها تعبق منها تاريخ الأجداد.. أتردد في تقييد نفسي بعشق آخر سوى العشق لفلسطين الدولة، التي كانت وما زالت رغم الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين.. فحُبّي لوطني باق وسيدوم إلى السرمد، رغم المعاناة.. فأشكُّ بأنني قادرٌ على فكّ سلاسل عشقي للقدس وللوطن …