أمسية ثقافية مع الكاتبة صونيا خضر بحيفا
تاريخ النشر: 31/10/19 | 17:03نظم نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الأخير أمسية ثقافية مع الكاتبة الفلسطينية ابنة مدينة رام الله صونيا خضر، تم خلالها إشهار روايتيها ” باب الأبد” و” كلب الحراسة الحزين” وقد حضر الأمسية عدد كبير من المهتمين بالأدب والثقافة من حيفا وخارجها.
اعتلى المنصة مرحبا بالحضور والمشاركين رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة، ثم تطرق لمشروع النادي بعنوان “عشق الوطن يجمعنا” وهو زيارات تثقيفية لأرجاء وطننا في مناطق الضفة والقطاع، وبرامج ثقافية يرتبها مع الأطر والجمعيات الثقافية النظيرة له هناك. وبدعوة من الجمعية العربية للآداب والثقافة وتحت رعاية محافظة الخليل ووزارة الثقافة، كان لقاء ثقافي وندوة فكرية مع أعضاء النادي يومي 18-19 من الشهر الجاري في محافظة الخليل. استعرض بعدها فعاليات ونشاطات نادي حيفا الثقافي وكلها بدعم ورعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني- حيفا ممثلا بأمين الصندوق المشارك بأمسياتنا دوما السيد جريس خوري، مشكورا .دعى بعد ذلك اليافعة الواعدة روشان عدوان فألقت نصين من إبداعها الأدبي “رماديّ عمري”. وقد تفاعل معها الحضور مشيدين بإصدارها في هذه السن المبكرة ومتمنين لها مستقبلا زاهرا.
تولت عرافة الأمسية الإعلامية نضال رافع، فقدت للمحتفى بها وإبداعها الأدبي تقديما مهنيا سلسا وعذبا. فرحبت بالكاتبة صونيا خضر صديقتها العزيزة القادمة من تلّة الله البهيجة.. رام الله الى كرمل الدنيا.. حيفا.وفي باب المداخلات قدمت د. لينا الشيخ حشمة مداخلة فذّة حول رواية باب الأدب جاء فيها أنّ الكتابة عند صونيا مخاضٌ نحو الولادة، طريق صوفيّ بكلّ توقه وعذاباته نحو البحث عن كنه الوجود وجدوى الحياة. ليست الرّواية تقليديّة، بل تثور ضدّ كلّ مسلّمات الواقع وأطره، ضدّ التّابوات والقناعات المقدّسة، هي رواية التّساؤل، تضع كلّ الأسئلة الوجوديّة على المِحَكّ وطاولة التّشريح، تعيد النّظر بكلّ شيء، تشكّك بكلّ المعايير والأعراف الاجتماعيّة والأدبيّة، مؤكّدة أنّ عناوين كبرى قد فرغت بفعل حياتنا المادّيّة من معناها الحقيقيّ، بتنا نجترّها دون وعي منّا إلى كنهها، فتسعى صونيا إلى تسمية الأشياء باسمها الحقيقيّ، وحتّى تسمّيها يجب أن تعرّيها، أن تغوص في أعماقها وتجرّدها من كلّ التّشوّهات الّتي فعلها إنسان هذا العصر، الإنسان المادّيّ العنيف. تجعل صونيا روايتها أنشودة حبّ، في أغنية لا يدرك إيقاعها إلّا من أحبّ، ففي الحبّ يصير كلّ شيء أجمل. إنّها حكاية الحبّ كبطل لهذا الوجود.
أما رواية “كلب الحراسة الحزين” فقد قدم د. صفا فرحات فيها مداخلة نقدية. ومن جملة ما قدم، أن جاءت الرّواية الجديدة في ظلّ تفتت القيم وتشظّي الثّوابت والمبادئ واهتزازها، وفقدان الانسجام الذّاتيّ والجمعيّ، وعليه جاءت هذه الرّواية مبعثرة متناثرة بقصد، تفجّر الحبكة القائمة على التّسلسل والتّرابط، هذا إضافة إلى تدخّلات الكاتبة المباشرة إلى حدّ مخاطبة القارئ شارحة ومعلّقة، معتمدة الانحرافات السّرديّة المتكرّرة والانتقال من حدث إلى آخر ومن شخصيّة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر بقصد تحطيم مبدأ “الأيهام بالواقعيّة”.وهي رواية متمرّدة على قيود الدّين والسّياسة والجنس، وتدعو إلى الحريّة من خلال تحقيق الذّات. كثيرة هي الموضوعات الّتي تزخر بها هذه الرواية، وهي موضوعات جديرة بالدّراسة المعمّقة إذا أردنا أن نقف على تجلّي الإبداع فيها، لأنّها وبحق تنقلنا إلى عوالم نفسيّة وعقليّة أخرى، تحثّنا على تقويم الأمور بشكل مغاير.بقي أن نذكر أنه زين القاعة والأمسية معرض فني جماعي لفناني “جمعية الناصرة للفن التشكيلي” وبلفتة مباركة منهم، قدمت الجمعية درع تكريم لرئيس النادي المحامي فؤاد نقارة تقديرا لعمله ونشاطه في خدمة الثقافة والفن والفنانين من خلال نادي حيفا الثقافي.أمسيتنا القادمة يوم الخميس 31.10.19 بموضوع أدب الأطفال وأثره على الطفل والمجتمع. بمشاركة الكاتبة عايدة خطيب، د. حنان موسى، الكاتب والباحث صالح أحمد، الكاتب سليم نفاع وعرافة الكاتبة حنان جبيلي عابد. يتخلل الأمسية معرض أعمال فنية للفنانة التشكيلية نجية برية. ووصلة فنية مع الشابة الواعدة رونق فؤاد برية.
خلود فوراني سرية