المعرض الدولي للكتاب .. لقاء إخواننا العرب – معمر حبار
تاريخ النشر: 02/11/19 | 8:50الجمعة 4 ربيع الأوّل 1441 هـ – الموافق لـ 1 نوفمبر 2019
زرت البارحة المعرض الدولي للكتاب رفقة شمس الدين أصغر الأبناء ومجموعة من المثقفين والأساتذة من ولاية الشلف وسجّل الزّائر كعادته جملة من الملاحظات في زيارته الأولى لحدّ الآن وهي:
أوّلا حب مصر: من بين الأجنحة التي تفقّدها الزّائر دار”الأزهري” المصرية باعتباري قرأت في صغري لهذه الدار وما زالت متشبّثة بأصالتها ونوعية كتبها المهتمة بإحياء التراث الإسلامي عبر طبعات قديمة كما كانت تطبع من قبل وطبعات بشكلها الجديد المناسب للعصر.
أقول للمصري القائم على “الأزهري”: أنا من الجيل الذي تربى على حب مصر عكس الجيل الحالي وأشرت لأصغر الأبناء. أجاب: نعم، أعرف ذلك.
أضفت: سمعت وما زلت أسمع لقرّاء مصر، وعلماء الأزهر، وأفلامها، وشعرائها، ومسرحياتها، وأغانيها، وأهل الله وأحبّته من الصالحين، والأساتذة الذين تعلمنا على أيديهم.
توقفت قليلا واقتربت منه وهمست في أذنه: … “ومجونها!” لأنّه أصابنا الكثير من مجون مصر. لم يتمالك نفسه وانفجر ضحكا وقال: يمكنك أن تواصل فالطفل لا يعي ما تقول. ويبدو أنّ حديثي عن مصر بإعجاب ونقد أعجب كثيرا المصري صاحب الداروتمنى لو استرسلت في الحديث معه وفي نفس الاتّجاه أي ذكر المحاسن والمساوئ عن الجزائر ومصر وغيرهم ودون استثناء.
ثانيا الأردن المرتفع السعر: قلت للقائم على دار النشر الأردنية: تمتاز الكتب الأردنية بالجودة العالية جدّا من حيث الشكل والمواضيع الراقية جدّا التي تخدم الأمّة والجديدة وأساتذة أصحاب كفاءات عالية لكنّها غالية الثمن ومرتفعة الأسعار. أسألك لماذا وقد راودني هذا السؤال كلّما قرأت كتابا من الأردن؟
أجاب صاحب الدار الأردنية: اثنان فقط يشتكون من ارتفاع الأسعار وهما: ومصر وأنتم معشر الجزائريين؟
أستغرب وأقول: أتفهم المصري حين يشكو غلاء الأسعار لكن الجزائري حالته المادية حسنة والحمد لله.
عقّب الأردني بما سمعته لأوّل مرّة: المشكلة في الجزائر أنّ الدينار الجزائري مرتبط بالدولار لكن الدينار الأردني أعلى من الدولار ما جعل سعر الكتاب يبدو مرتفعا لدى الجزائريين خاصّة بعد التدهورالكبير الذي أصاب الدينار الجزائري والمشكلة إذن في تدهور قيمة الدينار الجزائري وليس في سعر الكتاب الأردني.
ثالثا: فلسطين البارحة واليوم: زرت الجناح المخصّص لفلسطين وأزوره كلّ عام وذلك أضعف الإيمان. أطلب الإذن بالجلوس فيأذن لي وأقول للفلسطيني القائم على الجناح بهدوء ووقار: أنا من الجزائريين الذين تربوا على حبّ فلسطين منذ الصغر والسّماع لـ “إذاعة فلسطين” التي كانت تبثّ حينها من الجزائر وأنا طفل صغير في الابتدائي لكن وأنا أتابع الفضائية الفلسطينية “Palestine” لا حظت كمتتبّع ومحبّ لفلسطين أنّ هناك إفراطا في استعمال الغناء والرقص على حساب مواضيع أخرى تهم فلسطين. زدت الأمر توضيحا وقلت: أتفهم جيّدا الوضع المزري الذي يعيشه إخواننا الفلسطينيين تحت قمع الصهاينة وأتفهم أيضا أنّ الفلسطيني كغيره من بني البشر يحتاج إلى ترفيه عن النفس.
أجاب الفلسطيني قائلا: يريد الصهاينة أن يمحوا الفلسطيني من الوجود وأنّ المقاتل هو “إرهابي؟ !” وأنّ الفلسطيني لا حقّ له في الوجود ثمّ أضاف: هل تعلم أنّ المرأة الفلسطينية التي تقاوم الصهاينة تلبس ماتلبسه المرأة العادية وأنّ الشاب الفلسطيني الذي يحارب الصهاينة يلبس ما يلبسه الشاب المعاصر ويقصّ شعره على الطريقة المعاصرة التي يعرفها الشباب عبر العالم ما يعني الفلسطيني ليس كما يريد أن يقدّمه الصهاينة. ثمّ أضاف: لا أستطيع أن أدلي برأيي فيما يخصّ ملاحظتك وأنت الجزائري المحب لفلسطين لكن المطلوب الآن أن نقف ضدّ الصهاينة وما يقومون به ضدّ الفلسطينيين من استدمار واحتلال ونهب وتشويش للشخصية الفلسطينية.