الشعب يريد حكومة واحدة في الضفة وقطاع غزة
تاريخ النشر: 02/11/19 | 7:50بقلم : سري القدوة
إن المصالحة ووحدة النظام السياسي اساس لإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني ولا يمكن الانتصار او تحقيق اى تقدم فى ظل استمرار هذا الانقسام والتشتت، وحان الوقت فعلا لان يتحمل الجميع المسؤولية وان يأخذ المجلس الوطني الفلسطيني الموقف المناسب ويتحمل المسؤولية وتقوم مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بإيجاد الصيغة المناسبة من اجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووضع حد للمصالح الشخصية وان لا تترك الامور لمصالح فئة هنا أو فئة هناك، وعلى الكل الوطني السعى لتحقيق الوحدة كمطلب وطني بكل عزيمة وإرادة وحرص على مستقبل فلسطين الدولة المستقلة وان نذلل العقبات التي تحول دون تحقيق المصالحة وتطبيقها عمليا على ارض الواقع وهذا الامر يقع على عاتق القيادة الفلسطينية والتي هي عازمة ومستمرة بتحقيق ذلك وانهاء الانقسام والعمل على دعم صمود اهلنا في قطاع غزة ووضع حد لاستمرار هذا التشرذم الذي اضر بالقضية الفلسطينية، والعمل على اجراء التغير المطلوب بعيدا عن مصالح البعض وربط المصالحة بالتأثيرات والمصالح الاقليمية او ربطها بالوضع الداخلي في حركة حماس وصراع القوى المتناحرة التى تنتج عنه صدمات باتت تشكل عقبات حقيقية امام اتمام المصالحة .
الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تقفز الى الامام خلال مواقفها من الانتخابات التي دعى اليها الرئيس محمود عباس وتقدم موقف مبهم وغير واضح بعد اثنى عشره عاما من الانقسام واستمرار سيطرة حماس لوحدها على قطاع غزة وفى المحصلة النهائية بات من المفيد ان يتحدثون عن موضوع الوحدة والانتخابات وأهميتها ومن المهم ان لا يتم تجاوز الملفات السابقة والاتفاقيات الواضحة التى وقعتها حركة حماس ولم تلتزم بها ومن المهم العمل على تمكين الحكومة وتفعيل الاتفاقيات التى وقعت برعاية مصرية فالشعب يريد حكومة واحدة لا حكومتين وبرنامج عمل واحد يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ويؤسس للدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .
ان المدخل الحقيقي لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة هو بإعلان حركة حماس بشكل رسمي تراجعها وتخليها عن الانقلاب الذي نفذته عام 2007، وان القيادة الفلسطينية تمد يدها وجاهزة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، ولكن حماس راوغت وأفشلت كل الجهود التي بذلت ومن بينها اتفاق 2017 والذي كان عبارة عن خطة تنفيذية لتحقيق المصالحة .
ان الاتفاق سيبقى خيارا استراتيجيا وضرورة وطنية ملحة رغم وجهات النظر المتباينة والمصالح الذاتية والحزبية الضيقة لبعض قيادات حركة حماس التي تسيطر علي مجريات الامور في قطاع غزة وأن الاتفاق بين فتح وحماس على اجراء الانتخابات يعد خطوة مهمة اذا ما تم تطبيقها عمليا علي الارض وتعد خطوة في الاتجاه الصحيح، وبات المطوب من حركتي فتح وحماس تنفيذ خطوات الاتفاق بجدية على الارض، وانه يجب ان يكون الضامن لتنفيذ هذا الاتفاق الارادة الفلسطينية والجهود المصرية المستمرة وأكثر من طرف عربي يدفع بهذا الاتجاه رغم عدم تفاؤلنا بالنتائج على الارض، وان الكل الفلسطيني يتطلع الى مصالحة حقيقية لان الوضع اصبح لا يحتمل اكثر من ذلك، ويجب حل قضايا ومشاكل ومظاهر الانقسام التي سادت في غزة والضفة واستعادة و توحيد مؤسسات الوطن والتحضير الفعلي والجدي للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني والمجالس المحلية وإن مقياس النوايا الآن يتعلق بموافقة حركة حماس الاحتكام لإرادة الشعب الفلسطيني والموافقة على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.