الثورة الجزائرية.. ضباط فرنسا والحركى و القيٙادْ وإتفاقية إيفيان – معمر حبار
تاريخ النشر: 11/11/19 | 8:40صباح جمعة هذا اليوم ونحن نتقاسم فنجان قهوة وصحن طمينة مع زميلنا صدام حسين مجاهد بمناسبة مولود لدى صهره بالشرفة القديمة طرحت علي جملة من الأسئلة فاغتم الضيف الفرصة وقدّم إجابات بقدر ما يزيل اللّبس ويزيد في الفهم النابعة من قراءاته ومنها:
أوّلا الجنود الجزائريين أثناء الاستدمار الفرنسي وجيش التحرير الوطني:
1. الجزائري الذي أدى عامين من الخدمة الوطنية لدى الجيش الفرنسي المحتل باعتباره “فرنسي؟ !” وليس جزائري لأنّ الاحتلال الفرنسي يعتبر الجزائر ولاية فرنسية وليس دولة قائمة بذاتها وبالتّالي فالجزائري حسب الاستدمار الفرنسي هو “فرنسي؟ !” وليس جزائري.
2. هناك جنود جزائريين بمجرّد ما أنهوا أداء الخدمة العسكرية اتّصلوا مباشرة بالثورة وبجيش التحرير الوطني وقد كان لهم دور في الثورة الجزائرية باعتبارهم يملكون الخبرة.
3. هناك بعض الجنود سرّبهم الاستدمار الفرنسي عمدا داخل الثورة الجزائرية وداخل جيش التحرير الوطني وهؤلاء كانوا معول هدم ونسبة منهم سيطرة على مقاليد الدولة الجزائرية.
ثانيا أنواع الحركى أثناء الاستدمار الفرنسي والثورة الجزائرية:
1. قسم من الحركى تطوع من تلقاء نفسه وسعيا منه وبمحض إرادته ودون ضغوط ولا إغراءات ليخون وطنه وإخوانه وأهله وعشيرته.
2. قسم من الحركى انضم للاحتلال الفرنسي لأنّه تعرّض لسوء من طرف بعض الجنود الجزائريين في بناته أو ماله أو رزقه أو أرضه فانضم للاحتلال لاسترجاع حقوقه وحماية نفسه. ومن أراد الزيادة والتفصيل فليراجع كتاب “Les Harkis”.
3. قسم من الحركى أمرتهم الثورة الجزائرية بالتغلغل داخل الجيش الفرنسي والفرنسيين ليكون لها عيونا. وقد تعرّض بعضهم للقتل من طرف بعض المجاهدين الذين لا يعرفون حقيقتهم ونجا بعضهم من الموت الحقيقي بعدما تدخل في اللّحظة الأخيرة الذين يعرفونهم وأعلنوا أنّهم عيونا وليسوا حركى. ومن أراد الزيادة والتفصيل فليراجع كتاب “مذكرات سي مراد” للسي مراد رحمة الله عليه.
4. القول أنّ الثورة الجزائرية كانت لها عيون داخل الجيش الفرنسي المحتل بالقدر الذي للاحتلال الفرنسي داخل الثورة الجزائرية مبالغ فيه جدا فقد سيطرت فرنسا المحتلة بعيونها الكثيرة والفعالة والدائمة والمتطوعة وباستعمال الإغراء والتهديد كالتعذيب والاغتصاب لغرس عيونها داخل الثورة الجزائرية وقد نجحت في ذلك وبشكل كبير وكبير جدّا. ولمن أراد الزيادة والتفصيل فليراجع كتاب “شهادتي على التعذيب” للجلاّد السّفاح المجرم أوساريس الذي اعترف أنّه قتل الشهيد سيّدنا بن مهيدي.
ثالثا القيٙادْ أثناء الاستدمار الفرنسي والثورة الجزائرية:
1. سعى الاستدمار الفرنسي للسيطرة على الجزائر بأدوات جزائرية وجزائريين.
2. أبقى على الأغنياء والأثرياء ومنحهم القوّة والنفوذ في للتحكم في رقاب الجزائريين والاستحواذ على خيراتهم.
3. لا يختار الاستدمار الفرنسي فقيرا يتيما صغيرا نائبا عنه بل اختار الأثرياء وأصحاب الألقاب والأقوياء لضمان احتلاله ودوام نهبه لخيرات الجزائر وانتهاك أعراض وحرمات الجزائريين.
4. كان القيٙادْ شرّ وأسوء وأجرم من الاستدمار الفرنسي في نهب خيرات الجزائريين والاعتداء على حرماتهم والسيطرة على ممتلكاتهم والاعتداء على أعراضهم.
رابعا إتفاقية إيفيان أثناء والثورة الجزائرية:
1. ما زلت أعتقد أنّ لاتفاقية إيفيان نسخة واحدة وهي التي تعرّض لها أصحابها عبر كتاباتهم كيوسف بن خدة رحمة الله عليه في كتابه إتفاقية إيفيان.
2. لا أؤمن – لحدّ الآن – أنّ هناك إتفاقية إيفيان سرية ولم أقرأ ولم أسمع يوما من القادة الذين أبرموا الاتفاقية ذلك.
3. فرنسا المحتلة – في حدود ما قرأت – لم تبرم يوما معاهدة مع دولة احتلتها باستثناء الجزائر ما يدل على عظمة الجزائر.
4. المحتل الفرنسي لم يجلس لطاولة المفاوضات مع قادة الثورة الجزائرية إلاّ لأنّه شعر بالضعف وتأثّر بالخسائر التي ألحقتها به الثورة الجزائرية فهو إذن اعتراف بقوّة الثورة الجزائرية وأنّ قادتها أقوياء.
5. من أعظم ما أثبته قادة الثورة الجزائرية القائمين على إتفاقية إيفيان أنّهم رفضوا التفاوض على تقسيم الجزائر واشترطوا التفاوض على الجزائر كاملة وهذه من أعظم إنجازاتهم والجزائر الآن كتلة واحدة بفضل حبّهم ودفاعهم عن الجزائر الموحدة.
6. في كلّ المعاهدات الدولية التي تتم بين طرفين هناك تنازل من الطرفين شريطة أن لا يمسّ بالجوهر والعقيدة.
7. من شروط إتفاقية إيفيان عدم ملاحقة الفرنسيين المحتلين المجرمين الذين اعتدوا على حرمات الجزائريين وخيراتهم وقتلوهم ولا يحقّ لفرنسا أن تلاحق المجاهدين الجزائريين الذين فجّروا مقرّات الجيش الفرنسي المحتل وقتلوا الجنود المحتلين المجرمين وقتلوا الحركى الموالين للمحتل الفرنسي.