مع كاتب الأطفال الراحل عبد اللطيف ناصر
تاريخ النشر: 13/11/19 | 9:41بقلم : شاكر فريد حسن
يعد المرحوم عبد اللطيف ناصر من أعلام أدب الأطفال في هذه الديار، واهتمامه بهذا الجانب نابع من وعيه لدور الأدب في التنشئة الاجتماعية للطفل على القيم والاخلاق والكرامة.
رأى عبد اللطيف نور الحياة العام 1944 في الطيرة، استشهد والده العام 1948 أثناء الدفاع عن البلدة، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثم التحق بالجامعة العبرية في القدس وانهى دراسته بموضوعي الأدب العبري وتاريخ الشرق الأوسط، بعدها عمل في التدريس في قرية الفريديس لمدة قصيرة، وفي العام 1966 اقترن بالمربية ارسلان من الناصرة وانتقل للعيش فيها، وعمل معلمًا للغة العبرية والتاريخ في مدرسة تيراسنطه الثانوية حتى وفاته في الثامن والعشرين من آذار العام 1990.
انخرط عبد اللطيف ناصر في صفوف الحزب الشيوعي، وكان عضوًا منظمًا فيه، ونشط في مخيمات العمل التطوعي في الناصرة، التي بادرت لتنظيمها بلدية الناصرة الجبهوية.
أحب القراءة والكتابة منذ صغره، ونشر كتاباته في الصحافة الشيوعية، وصدر له 6 كتب للأطفال والفتيان وهي : ” صوص فادي، أنا لا، القاق والبلبل والدوري، قشرة البرتقال الطائشة، ملكة جمال الزهور “. بالإضافة إلى ” شبل الكيكان ” وهي قصة من 12 فصلًا نشرت سلسلة في مجلة ” الغد ” الشبابية المحتجبة، بين السنوات 1984 – 1985.
جمع عبد اللطيف ناصر في كتابته للأطفال بين إحساس الأديب وبين مسؤولية المربي، فهو كأديب كتب بإحساس الفنان الذي يعبر عن ذاته أو يصور واقعه بطريقة فنية، متخذًا من القصة القصيرة وسيلته المفضلة للتعبير. وهو كمرب كان يعي الأدب في تهذيب نفوس القراء والصغار واكسابهم الفضائل والخصائل الحميدة والقيم الجميلة وتحبيبهم بها وابعادهم عن العادات السلبية.
وتركزت قصص عبد اللطيف ناصر على عدة محاور رئيسية، هي : عالم الطفولة، البيئة المحلية والقضايا السياسية والوطنية والقومية والطبقية، وبث القيم والوعظ وتهذيب النفوس.
وامتازت قصصه بنكهتها الفلسطينية ومحليتها وكثافتها وحجمها وطابعها الانساني الوطني، وتوجهها الخاص في أدب الاطفال المحلي، وتستمد موضوعاتها من واقعنا الاجتماعي والسياسي وبيئتنا المحلية، وتتناول الطفولة المعذبة والهم السياسي والوجع الفلسطيني.
والتزم عبد اللطيف ناصر في كتابته بلغة الطفل، وارتقى بذوقه، وجاءت واضحة ومفهومة بأسلوب سردي مشوق وممتع.
ولا شك أن من سيدرس ويبحث في أدب الاطفال العربي في البلاد سيقف بشكل واضح على مميزات أدب وكتابة عبد اللطيف ناصر المختلفة عن غيره من الكتاب المهتمين بالكتابة للأطفال والصغار. وحبذا لو قامت دور النشر المحلية بإعادة طباعة ونشر مؤلفاته لما فيها من قيمة وقيم إنسانية ووطنية، وإحياءً لذكراه.