فلسطينيي الداخل : الضحية عندما تطلب حماية الجلاد.. نكران ولف ودوران حول أسباب جرائم العنف!؟
تاريخ النشر: 13/11/19 | 14:01د.شكري الهزَّيل
بعد عقود من الاحتلال والاختلال يبدو ان خارطة الوعي الفلسطيني بشكل عام وفلسطينيي الداخل بشكل خاص قد تداخلت واختلطت عليها الأمور ودخلت في دروب التية وضلت طرقها في مفارق التاريخ ومنعطفات الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية التي تعرضت وتتعرض الى تشوية وتخريب متعمد تعتمدة دولة الاستيطان الاحتلالي الصهيوني كاستراتيجية ثابتة في فلسطين منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا, لكن الانكى هو تعرض الوعي والوجدان الفلسطيني الى خلخلة ادت الى تشويهة وتشوية المقومات والصفات الوطنية اللتي تشكلت على أساسها الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة بين قطاعات الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا وبالتالي ما يجري في فلسطين الداخل وتحديدا في مناطق تواجد فلسطينيي الداخل” عام 48″ من عنف وقتل هو نتيجة وليس سبب وهذا يعني ان الجاري هو حالة تراكم إشكاليات وتعقيدات مركبة تراكمت منذ عقود كان أساسها استهداف سلطات الاحتلال الصهيوني عقل ووجدان هذا القطاع الفلسطيني من خلال عزلة وتغريبة وتضليلة عن منبتة وهويتة ليكتسب هو ية مزيفة ” إسرائيلية” فاقدة لمنبتها واصلها الفلسطيني لتبدو وكأنها جزء لا يتجزأ من الكيان الاستعماري الاستيطاني الصهيوني اللذي يحتل فلسطين ويضطهد شعبها وطنا ومهجرا بما فيهم فلسطينيي الداخل الذي يطلق عليهم الكيان كنية “ّبني ميعوطيم”ّ والتي تعني الأقليات وليس الأقلية الواحدة: عرب فلاحين بدو مسلمين مسيحيين دروز شر كس الى اخرة من مسميات هدفها الأساسي فرق تسد وهدفها البعيد انكار الهوية الفلسطينية الواحدة لكل هذه المسميات التي تشكل قطاعا فلسطينيا واحدا وجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني!!
فلسطينيي الداخل هم الفلسطينيون الذين تبقوا في وطنهم فلسطين عام 1948 داخل اطار دولة الاستيطان اللتي أقيمت على الأرض الفلسطينية بقوة السلاح من جهه وبدعم امبريالي ” قانوني” عبر هيئة الأمم الأمم الامبريالية من جهة ثانية وبالتالي بلغ عدد ما تبقى من الفلسطينيون في عدة مناطق داخل فلسطين عام 1948 ما يقارب ال 16000 نسمة وقد بلغ العدد عام 2019 مايقارب المليون و 800 الف نسمة “1800000” يحق لهم الانتخاب والتصويت للكنيست الصهيوني شكليا دون ان يكونوا يوم من الأيام مواطنوا كيان صهيوني لا يعترف حتى بالمندوبين عن هذا القطاع الفلسطيني لا كاعضاء كنيست كاملي الحقوق ولا كممثلين لفلسطينيي الداخل المخدوعين في حيثيات وتفاصيل تصويتهم لكنيست صهيوني عنصري ناهيك عن خديعة انتخابهم لمندوبين انتهازيون متصهينون كممثلين لهم داخل الكنيست الإسرائيلي احد المؤسسات “التشريعية” الصهيونية اللتي سنت وتسن ابشع القوانين العنصرية لتستهدف الوجود والوجدان الفلسطيني في فلسطين واينما تواجد الفلسطينيون وطنا ومهجرا وكان اخرها قانون ” القومية” الذي لا يعترف لا بوجود فلسطيني الداخل ولا بمواطنتهم داخل الكيان الصهيوني العنصري الذي يزعَم كذبا وزورا انه واحة “للديموقراطية” فيما الحقيقة انة مساحة شاسعة و اسعة لابشع اشكال الدكتاتورية الاحتلالية والقمع والعنصري اللذي مارستها الاحتلالات والاستعمار على مدى التاريخ.. في فلسطين كامل فلسطين كيان احتلالي واحلالي استيطاني نشأ على أساس احتلال الأرض جغرافيا واحلال المستوطنين ديموغرافيا بدلا من الفلسطينيين على كامل ارض فلسطين وكامل مناطق التواجد السكاني الفلسطيني بما فيها مناطق تواجد فلسطيني الداخل من الجليل شمالا ومرورا بالمثلث الجنوبي والشمالي والساحل وحتى النقب جنوبا بالإضافة الى ما سمي بالمدن المختلطة التي احتلها الكيان الغاصب عام 1948 وبقيت بداخلها أقليات فلسطينية مقابل أكثرية مستوطنين يهود استوطنوا هذه المدن بعد طرد أكثرية سكانها الفلسطينيون عام 1948.. حتى لا تستمر اكذوبة ” عرب إسرائيل” و ” العرب مواطني دولة اسر ائيل” علينا القول ان هؤلاء فلسطينيون منحهم الكيان هوية تعريف زائفة وحق انتخاب شكليا وسلبهم في المقابل كامل حقوقهم بما فيها سلب أراضيهم ووسائل الإنتاج والعمل وتحويل قراهم ومدنهم الى ” مناجم” ومعسكرات بشرية تُّزود سوق العمل الصهيوني بالقوى العاملة.. أكثرية فلسطينيي الداخل يعملون في المناطق اليهودية كعمال ونسبة كبيرة منهم باطلة عن العمل ونسبة اكبر تعيش تحت خط الفقر او الفقر المدقع..!!
يتعجب المرء من استماتة مندوبي الأحزاب العربية الصهيونية وكُتاب وكاتبات فلسطيني الداخل وفلسطينيي ” أوسلو” من “وعلى” ارجاع أسباب جرائم العنف اليومي الجاري في الداخل الفلسطيني الى أسباب سطحية ومسطَّحة وكأن العنف اُنزل كلعنة من السماء ولا علاقة لة بسياسة الدولة الإسرائيلية الموجهة نحو الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذ ,وهذة السياسة يما يتعلق بالفلسطينيون ككل وفلسطينيي الداخل بشكل خاص ارتكزت على استراتيجية السيطرة والتحكم بفلسطينيي الداخل من خلال عناصر السيطرة التالية : *السيطرة الجغرافية .. احتلال ومصادرة أراضي الفلسطينيون وحصارهم على اصغر رقع جغرافية ممكنة في فلسطين الى حد استحالة توسيع مسطحات” الخرائط الهيكلية” المدن والقرى العربية لاستيعاب الأجيال الجديدة من ناحية حيز السكن وماهية وكيفية العيش اللتي تسرقه المستوطنات اليهودية بتشكيلها حزاما جغرافيا حول مناطق التواجد الجغرافي الفلسطيني… **السيطرة الديموغرافية.. توطين المستوطنين داخل مناطق التجمعات العربية ليشكلوا الأكثرية الديموغرافية مقابل اقلية فلسطينية عربية في حيز جغرافي يحاصره الاحتلال والاحلال” مستوطنات ومستوطنين صهاينة”.. ***السيطرة الاقتصادية.. السيطرة الإسرائيلية الصهيونية على جميع مناحي حياة الفلسطينيون الاقتصادية والاستهلاكية وجعلها مرتبطة بالكامل بسوق العمل والصناعة والاستهلاك في المناطق اليهودية وهذا الوضع لم يتغير منذ عام1948 وحتى يومنا هذا 2019 حيث لم تقوم الدولة الصهيونية بتطوير بنية تحتية صناعية وانتاجية في القرى والمدن الفلسطينية لتقتصر امكانية العمل والتشغيل فقط على وظائف البلدية والمجالس المحلية والمدارس ولهذا كان وما زال بإمكان الدولة التحكم بحياة فلسطينيي الداخل اقتصاديا وسياسيا ويكفيها للمثال لا للحصر ان تحظر ايصال منتوجات الحليب عن أي قرية او مدينة فلسطينية او تقطع التيار الكهربائي للتحكم بمصيرها وقمع أي احتجاجات جماهيرية تطالب بهذا الحق او تلك القضية.؟.. تُستعمَّل البطالة والفقر والعوز والعنف كأسلحة اقتصادية واجتماعية موجهة ضد فلسطينيي الداخل… ****السيطرة السياسية والحضارية.. وهي سيطرة تأخذ مناحي ودروب كثيرة على راسها الاسرلة والتغريب عبر انشاء احزاب عربية صهيونية تستفيد من أصوات الفلسطينيون وتُفيد الكيان الصهيوني دعائيا ” كونه كيان ديموقراطي” ولا يستفيد منها العرب في مناحي حياتهم اليومية سوا التهميش والافقار والعنف الداخلي .. تشكل سياسة فرق تسد والقمع والقتل والاضطهاد وتغذية الصراعات الداخلية ” المجتمعية” الفلسطينية ركن مركزي في استراتيجية السيطرة الصهيونية على مسار حياة فلسطينيي الداخل وهذة الاشكال من السيطرة اللتي ذكرت اعلاة هي اللتي انتجت ظاهرة العنف والقتل المستشرية داخل مجتمع فلسطينيي الداخل.. لايمكن لا للدولة ولا الشرطة الإسرائيلية ان تعمل على محاربة العنف لانها هي ذاتها من تخلقة وتغذية وتطوره في اتجاة ديناميكية الاستمرارية واللا عودة من اجل بلوغ اهداف تخدم المجتمع الاستيطاني الصهيوني.. ان يقتل الفلسطينيون بعضهم البعض تعني بالنسبة للدولة الصهيونية: فخار يكسر بعضة ومن زايد لزايد وهاكم مزيد من الزيت لتصبوة على النار ومزيد من السلاح والذخيرة لتقتلوا بعضكم البعض!!
يكذب احمد الطيبي ويكذب ايمن عودة وتكذب وسائل الاعلام التابعة لاحزاب هؤلاء الخونة ويكذب كل هؤلاء من حاملي اللٍحى او بدونها القادمون من صفوف الردة الوطنية الفلسطينية عندما يطالبون الشرطة الإسرائيلية بالتحرك ضد العنف واخماد الحريق الملتهب لان الامر يعني ببساطة ان تطلب الضحية من الجلاد اغاثتها وحمايتها واحلال الامن والعدالة وهذا الامر لايحدث ولن يحدث داخل المنظومة الدستورية والقانونية لدولة استيطانية شيدت وجودها على اعمدة كراهية الوجود العربي الفلسطيني وشعارات عنصرية فضة مثل ” العربي الجيد هو العربي الميت” و” الموت للعرب” و شعار “ضرورة ممارسة التطهير العرقي وطرد العرب” الخ من مقومات العنصرية والكراهية للعرب اللتي نشأت عليها دولة المستوطنين و هي في الحقيقة أساس كل اشكال العنف والقتل الجاري في فلسطين.. هذه الأجيال المُغرَّبة والمهجَّنة الفاقدة لميزة الهوية والقيَّم الوطنية والحضارية الفلسطينية التي تطلق النار على بعضها البعض هي ليست جاهلة بالمطلق ولا غبية بالسليقة لابل هي ضحايا تضليل إسرائيلي صهيوني ومشتقاتة من صهاينة عرب ” من ابناء وبنات فلسطيني الداخل” ساهموا في اسرلة وتهجين عدد لا يستهان به من فلسطينيي الداخلي الضائعون بين هوية فلسطينية تائهة ومشرذمة بين ثقافة انحطاط عصابة أوسلو في رام الله وعصابة عرب الكنيست الصهيوني في القدس المحتلة و هوية أخرى إسرائيلية تقمصية معادية لوجود الفلسطيني في كامل فلسطين وعليه ترتب القول: ان دراسة وعلاج ظاهرة العنف في الداخل الفلسطيني تحتاج لحراك وطني ثقافي فلسطيني جماهيري واسع ضمن ورشات ثقافية تُعقد في كل بيت وحارة يكون جوهرها الهوية الوطنية الفلسطينية وهدفها وقف الانفصام النفسي والوطني والاجتماعي في مسلكية الفلسطيني عبر اعادتة لهويتة العربية الفلسطينية من بوابة حقيقة زيف وكذب الهوية والمواطنة الإسرائيلية الصهيونية التي لا تمت لا بعلاقة روحية ولا ثقافية ولا تاريخية ولا حضارية للهوية العربيية الفلسطينية… لا تكفي بعض الايات القرانية والاتكالية الدينية والدعاء والاستجداء لحل مشكل انفصام الهوية الوطنية والتعريفية لفلسطينيي الداخل والمطلوب مشاريع نهضوية تعريفية وتعبئة عامة من اجل تعريف الفلسطيني بهويتة من جهه و اشعاره بمخاطر الاسرلة والانفصام الاجتماعي والسياسي والو طني جهه ثانية وبالتالي استمرارية النكران واللف والدوران حول أسباب جرائم العنف ستؤدي الى المزيد منها مالم يقيم الفلسطيني حد فاصل بين هويتة الوطنية والثقافية الفلسطينية وهوية دولة ا احتلال تحتل بلادة وتضطهد شعبة ناهيك عن تركنا الحبل على غارب المواقع الإعلامية ” العربية” المتصهينة والتي يراسها ويديرها صهاينة فلسطينيون يساهمون مساهمة فتاكة في عملية اسرلة وصهينة وجدان الشباب الفلسطيني لابل غسل دماغة ومحو هويتة وتحويلة الى مجرد مؤسرَّل تافه دون قيَّم ودون معايير ومحاذير تجعله يضغط على الزناد لقتل ابن شعبة وابن جيرانة وابن بلدة و زوجتة وامه وعمتة وخالتة الخ..هنالك مواقع اعلاميه عربية متصهينة تديرها كلاب الاسرلة والصهينة روادها هم العرب وهم اول واخر ضحايا التضليل والتغريب والتهجين اللتي يمارسة عرب الردة والمرتزقة التابعة إعلاميا لمنظومة الاعلام الصهيوني المعادي للعرب…!
اكثر من سبعون عاما وفلسطيني الداخل في مرمى التهجين والتغريب والظلم والاضطهاد والهدم والمصادرة والترويض ومرمى أساليب السيطرة الصهيونية على هذا الجزء اللذي لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني..عقود من التضليل السياسي والوطني والإعلامي التي تقودة الصهيونية ومشتقاتها من فلسطينيون انتهازيون جُّل هَّمهم يتركز على المكاسب الشخصية والمالية التي تجلبها عضوية الكنيست الصهيوني .. التية الحضاري والوطني والغربة الوطنية والحضارية هي احد ركائز وأسباب العنف والقتل في مناطق فلسطينيي الداخل لكن السبب الاخر والاهم هو ان ات الاحتلال الإسرائيلي يغذي هذا العنف ويستعملة كعنصر في استراتيجية السيطرة على فلسطينيي الداخل وعلية ترتب القول ان : طلب الضحية حماية الجلاد هو زيادة الطين بلة وشكل من اشكال نكران ولف ودوران حول أسباب جرائم العنف….ثقافة ملأ المساجد والارتكان للشعارات وخطابات عرب الكنيست الصهيوني وشرطة الاحتلال اثبتت فشلها في وقف العنف المستشري في مجتمع فلسطيني الداخل والحل يبدأ في العودة الوطنية الى المنبت وبناء الهوية الفلسطينية بكل قيمها ومقوماتها.. اعادة الخيل الى مرابطها والناس الى قيمها تبدأ بورشات اعادة توطين الوطنية والقيم الفلسطينية مجددا في وجدان الشعب الفلسطيني… التربية أساس الشعوب والشعوب جٍمال المحامل والاوزار والعنف ليس قدر محتوم..انهض ي وَّواجه ظاهرة العنف والقتل بهويتك وقيمك الفلسطينية الحضارية وليس بشرطة من يعاديك في وضح النهار ولا بخطابات عرب صهاينة منتسبون للكنيست الصهيوني ووسائل الإعلامية الصهيونية.. قف ي على ناصية حلمك وهويتك الفلسطينية لتحارب ظاهرة العنف والانحلال…انت ي لا إسرائيلي ولا جندي ” أصوات وانتخابات” في صفوف عرب الكنيست الصهيوني.. انت فلسطيني تعيش داخل كيان يحتل كيانك ووجدانك ووطنك…قف.. توقف..فَّكر وانهض ولا تُّعبرن لغتك ولا هويتك.. كن كوني فلسطيني فلسطينية صاحب هوية وغد او بعد غد سنوأد العنف في مهدة لتبزغ حبال فجر جديد وشمس جديدة بدلا لشمسنا السجينة..!!