شهادات حية من اقتحام المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 16/04/14 | 19:16منعت قوات الاحتلال منذ فجر اليوم دخول المصلين الى المسجد الأقصى تمهيدا لاقتحامه صباحا ومحاصرة المعتكفين فيه منذ أيام . وأقام المقدسيون وأهل الداخل الفلسطيني صلاة الفجر على الأبواب، وحتى النساء بمختلف أعمارهن منعن من الدخول باستثناء الرجال فوق سن الخمسين .
وقالت إحدى المرابطات أن المنع كان للرجال بشكل عام في الاقتحامات السابقة ولكن اليوم تم منع جميع النساء بغض النظر عن أعمارهن “لأنهم يخافون منا كثيرا”.
وحتى الساعة السابعة والنصف استمر المنع، في حين سمع المرابطون على الأبواب صوت إطلاق القنابل داخل المسجد، حيث قامت القوات الاحتلالية الخاصة بعد محاصرة المسجد القبلي – مكان تواجد المعتكفين- برش الغاز بكثافة داخل المسجد وعلى أبوابه، ومن ثم اطلقت القنابل الصوتية على الابواب حتى إن أحدها تضرر بفعل القنابل وأحرقت أجزاء من سجاد المصلى الطاهر.
باب السلسلة.
تقول إحدى المرابطات :”عندما كنت في طريقي الى الأقصى رأيت ستة جنود يعتلون سطح متحف الأقصى من جهة باب المغاربة وكانوا يتخذون وضعية القناصة “. وأكملت قائلة : “وصلت إلى باب السلسلة واذا به مغلق أمام الجميع، والجنود يدفعوننا كي لا ندخل مسجدنا، في هذه الأثناء رأينا مجموعة من المستوطنين تخرج من المسجد الأقصى أمامنا وهم يرقصون فرحا ويهزأون بنا لأنهم دخلوه قسرا ونحن نتفرج “. هنا لم تتمالك المرابطة نفسها وأجشهت بالبكاء قائلة “إعتصر قلبي حزنا وأنا أرى المستوطنين يدخلون ويخرجون ونحن على الأبواب وأخواننا المعتكفون محاصرون بالداخل “.
عند باب السلسة أيضا، قالت إحدى المرابطات أن جنود الاحتلال قاموا بتصويرها من رأسها إلى أخمص قدميها هي وجميع النساء والرجال الذين كانوا يرابطون على الباب، حتى الأطفال تم تصويرهم .
وتضيف: “ليس هذا فحسب بل عندما بدأنا بالتكبير قام الجنود بدفعنا وشتمنا بألفاظ بذيئة جدا”.
باب حطة .
تروي طالبات المدرسة الشرعية اللواتي منعن من الدخول الى مدرستهن صباحا فقلن :”جئنا من باب حطة الساعة الثامنة ومنعنا الجنود من الدخول، حتى أنهم منعوا دخول مديرة المدرسة مع أنها فوق الخمسين عاما، وعندما بدأنا بالتكبير احتجاجا على ذلك قاموا بدفعنا ورش الفلفل والغاز على وجوهنا، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بخلع حجاب امرأة كبيرة في السن”, وتألمت الطالبة باكية :”أنا شخصيا دفعوني على الأرض”.
إهانات واعتداءات .
في التاسعة صباحا بدأ جنود الاحتلال بالسماح للمصلين بالدخول بشرط تسليم هوياتهم, لكن الكثير من المرابطات والمرابطين رفضوا ذلك وبدأوا بالهتاف والتكبير حتى شرع الجنود بدفعم وضربهم .
يقول أحد المرابطين :”اعتدى الجنود عليّ بالضرب واعتقلوا عددا من الشبان على الأبواب, ليس هذا فحسب بل إن أحد الجنود قام بدفع مرابطة وحاول خلع نقابها، وأخرى تم دفعها ووطأها الجندي بحذائه”، ويضيف :”تألمت كثيرا وأنا أرى أخواتي يتعرضن للضرب والإهانة وأنا لا أستطيع فعل شيء”.
أم رضوان – احدى مدرسات مصاطب العلم والتي تعرضت سابقا للاعتقال, قام أحد الجنود بضربها على وجهها حتى كسرت أسنانها وبدأ فمها ينزف، وتم نقلها الى مستشفى المقاصد بعد فقدانها للوعي”.
رَوَت إحدى المرابطات :”صديقة لي أصيبت برصاصة مطاطية في ساقها أمام عيني، وأخرى أصيبت بقنبلة صوت “.
وفي الساعة العاشرة بدأ المصلون بالتوافد إلى المسجد بعد فك المنع، عبر أربعة أبواب فقط وهي السلسة ،الأسباط، المجلس وباب حطة .أما باقي أبواب المسجد فهي مغلقة منذ أيام . الطعام لا يدخل الى المسجد تخوفا من إطعام المعتكفين، والحقائب تفتش بدقة عند الدخول مع احتجاز الهويات على الأبواب.
علا صوت المؤذن بأذان الظهر، قائلا “الله أكبر “، واختلطت معه أصوات سعال المصلين الذين تأذوا من رائحة الغاز التي لم تبرح المسجد إلى الان.