حيفا على موعد مع إميل توما..
تاريخ النشر: 14/11/19 | 6:14حيفا على موعد مع إميل توما.. أمسية حافلة يوم السبت 16.11.2019 يتخللها عرض فيلم وثائقي جديد مئويَّة مؤرِّخ القضيَّة!.
حيفا على موعد مع إميل توما..
أمسية حافلة يوم السبت 16.11.2019 يتخللها عرض فيلم وثائقي جديد
مئويَّة مؤرِّخ القضيَّة!
تضع اللجنة التحضيرية لمئوية إميل توما المنبثقة عن معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية، اللمسات الأخيرة استعدادًا لإطلاق الذكرى الـ 100 للقائد الوطني والشيوعي المؤسّس د. إميل توما (1919- 2019)، مساء السبت القريب 16.11.2019 في مدينة حيفا.
وثائقي “جذور القضية الفلسطينية”
وسيتخلل الأمسية عرض فيلم وثائقيّ قصير يحمل اسم “جذور القضية الفلسطينية” أعدّ خصيصًا لهذه المناسبة ويشتمل على لقطات نادرة من مقابلات مع إميل توما. ويحمل الفيلم اسم الكتاب المرجعيّ الشهير لدراسة القضية الفلسطينية، وقد أنتجه معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالتعاون مع السينمائي الفلسطيني البارز قيس الزبيدي المقيم في ألمانيا، علمًا بأنّ المؤرّخ الراحل قد وضع السيناريو الخاص به عام 1984.
وأعلنت اللجنة التحضيرية أنّ الأمسية تسعى إلى “تقديم هذا القائد الفذ والانسان الكبير الى أجيال جديدة ومتجددة من أهلنا وأبناء شعبنا وكل القوى التقدمية الذين ولدوا وكبروا بعد رحيل إميل توما، ووجدوا أنفسهم في خضمّ بحر هائج من الصراعات والعدوان والمؤامرات على قضايانا الوطنية والقومية والإنسانية والاجتماعية، دون أن يقيَّض لهم معاصرة هذا القائد والمفكر الذي عرف كيف يطوّع النظرية الثورية ليجعلها سلاحًا حاسمًا في أيدي الجماهير المكافحة من أجل حقوقها الوطنية والطبقية، وأداةً فعّالة لتحليل قضاياها والصدام مع ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية”. وتثير التحضيرات لمئوية اميل توما اهتماما لافتا لدى الفئات الشبابية ومنظمات الشبيبة وجمهور الطلاب في المدارس والجامعات التي لم تعايشه والتي ترى بهذه المئوية فرصة لها للتعرف على تراث اميل توما مؤرخ القضية الفلسطينية والذي صدرت مساهماته في 15 كتابا تناولت أهم القضايا التي ما زالت فاعلة ومؤثرة في حياتنا.
مئوية عابرة للحدود
وتأتي فعاليات المئوية بالتعاون بين معهد اميل توما في حيفا ووزارة الثقافة الفلسطينية، وتتواصل نشاطات المئوية بعد الانطلاقة في حيفا حتى شهر آذار القادم، باحتفاليات أخرى في مختلف أنحاء البلاد وفي مختلف أنحاء تواجد الشعب الفلسطيني الذي كرّس توما لقضيته جلّ حياته ونضاله ودراساته، تشمل الجليل والمثلث والنقب، وكذلك الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلّين وصولا الى أحد مخيمات اللجوء، في ارتحال عابر للحدود لملامسة ميراثه الكبير وتراثه الثوري والاطلاع على عطاء هذا القائد المعلم والمفكر المعطاء الذي دمج بين الفكر والممارسة بشكل عضوي.
كما يرافق الأمسية التي تنعقد في المركز الثقافي للمجلس الملي الارثوذكسي الوطني في حيفا (موقع نادي حيفا الثقافي) معرض توثيقي وتاريخي يعكس محطات هامة في تاريخ هذا المؤرخ والقائد الوطني والشيوعي المؤسس ومجالات عطائه الكبير ومحطات حاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني في أصعب مراحله .
ويتخلل البرنامج الذي تديره الفنانة والإعلامية البارزة أمل مرقس فقرة من الأناشيد الثورية والشعبية تقدّمها جوقة الناصرة (“الطليعة الجديدة”)، وتحيات قصيرة من الأطر المتعددة التي لعب فيها إميل توما دورا تاريخيًا وفكريًا وثقافيًا مؤسِّسًا.
الدكتور إميل توما 1919 – 1985
ولد في حيفا في 16 آذار 1919. والده جبرائيل حنا توما ووالدته ماري حبيب خوري. ولم تعرف عائلته الحيفاوية وطنا آخر.
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الطائفة الأرثوذوكسية في حيفا وأتم دراسته الثانوية في سنة 1937 في مدرسة المطران جوبات التبشيرية الانجليزية الداخلية في القدس والتي كانت تعرف بكلية صهيون لوقوعها على جبل صهيون.
في اثناء دراسته الثانوية انجذب الى النشاطات الطلابية الوطنية والى المفاهيم التقدمية الانسانية وعبرها الى الحركة الشيوعية متأثرا بالمدّ الثوري للحركة الوطنية الفلسطينية وبأستاذ اللغة العربية في المدرسة الأديب التقدمي رئيف خوري وزميله الصحفي الشيوعي عبدالله بندك.
التحق بجامعة كيمبريدج للحقوق في بريطانيا سنة 1937. في نيسان 1939 شارك ممثلا لرابطة الطلبة العرب في فلسطين في المؤتمر الدولي للطلاب الذي عقد في باريس. وحال اندلاع الحرب العالمية الثانية في أيلول 1939 دون سفره إلى بريطانيا لمتابعة دراسته الجامعية. وفي أواخر 1939 انضم لصفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني السري، وعمل بين الطلاب والمثقفين. وكان مع رفيقه توفيق طوبي من مؤسسي نادي شعاع الأمل في اواسط 1942 وانتقلا بواسطته للعمل بين جماهير العمال والحركة النقابية المنتعشة في سنوات الحرب وكان من العاملين على ظهور اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في تشرين الثاني 1942 الذي ضم عشرات آلاف العمال العرب.
في ايلول 1943 بادر مع عدد من رفاقه وبينهم توفيق طوبي وإميل حبيبي وبولس فرح الى تأسيس عصبة التحرر الوطني وانتخب إميل توما أمين سر العصبة. في 14 ايار 1944 أصدر “اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب” في حيفا جريدة “الاتحاد” الأسبوعية، لسان حال للعمال العرب في فلسطين وكان إميل توما صاحبها الرسمي ومحررها المسؤول.
واحتل إميل توما مكانا بارزا في الحركة الوطنية الفلسطينية وعمل مع رفاقه في عصبة التحرر الوطني على تدعيم التيار الوطني الدمقراطي في الحركة الوطنية الفلسطينية وخاصة بين المثقفين والطبقة العاملة. وشارك مندوبا عن عصبة التحرر الوطني في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في بلدان الامبراطورية البريطانية في العام 1947 في لندن.
وساهم مساهمة كبرى في تعميم مواقف عصبة التحرر الوطني التقدمية والدمقراطية بين فئات العمال والمثقفين الفلسطينيين وفي توسيع نفوذها قبيل قيام الامم المتحدة ببحث القضية الفلسطينية. وعمل مع رفاقه على منع الاحتراب الدموي ومن اجل افشال مخططات الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ومن اجل استقلال شعبي البلاد وتعاونهما.
وردا على نشاطه مع عدد من اصدقائه الوطنيين التقدميين البارزين مثل عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) وحنا نقارة، بين الجماهير الفلسطينية اللاجئة في لبنان من اجل عودتهما الى الوطن وفي فضح دور الرجعية العربية وتآمرها مع الاستعمار البريطاني والصهيونية على تشريد الشعب العربي الفلسطيني ومنع قيام الدولة الفلسطينية حسب قرار الامم المتحدة، اعتقلته السلطات اللبنانية في اواخر نيسان 1948 وأودع سجن بعلبك مع عدد من الوطنيين اللبنانيين وأفرج عنه في ايلول 1948 أثر حملة احتجاجية شعبية.
في نيسان 1949 عاد الى حيفا، ليتابع عمله في الحزب الشيوعي الاسرائيلي وفي تحرير “الاتحاد” وكان خلال سنوات طويلة رئيس تحريرها. وانتقل بعدها ليكون رئيس تحرير مجلة الجديد للأدب والثقافة والفكر الثوري المحلي والعالمي. وبرز دوره الهام منظما وقائدا لكفاح الجماهير العربية ضد مختلف مظاهر الاضطهاد القومي.
في أواسط 1965 دعي للالتحاق بمعهد الاستشراق في موسكو لإجراء دراسة علمية في تاريخ الشرق الاوسط المعاصر وحصل على الدكتوراه في التاريخ من اكاديمية العلوم السوفييتية تقديرا لكتابه الشامل “مسيرة الشعوب العربية ومشاكل الوحدة العربية”.
ساهم إميل توما كسياسي في قيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي وكمؤرخ وكاتب في تثقيف الألوف بمفاهيم الوطنية والاشتراكية العلمية وأسهم في ظروف الجماهير العربية في اسرائيل في بلورة هوية هذه الجماهير والتمسك به كجزء حيو وواع ونشيط من الشعب الفلسطيني والحفاظ على تراثها القومي.
وكان إميل توما من الوجوه البارزة في نشاطات الجماهير العربية في اسرائيل دفاعا عن حقوقها وعن كيانها القومي وكان من قادة الجبهة الشعبية العربية التي كانت في اواسط الخمسينيات ولجنة الدفاع عن الارض وفي تأسيس وقيادة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة منذ العام 1977.
في العام 1980 ترأس اللجنة التحضيرية لعقد “مؤتمر الجماهير العربية بمشاركة القوى الديمقراطية اليهودية” الذي قام على أساس “وثيقة السادس من حزيران 1980 ، وقد نجحت الاستعدادات للمؤتمر على مدار خمسة أشهر الى خلق حالة ثورية ووطنية وتقدمية غير مسبوقة، مما أخرج حكومة اسرائيل عن طورها الى ان أصدر رئيس الحكومة ووزير الامن مناحيم بيغن أمرا عسكريا بمنع عقد المؤتمر وحظر وثيقة 6 حزيران 1980 ، وأخرجها خارج القانون ، وترأس اميل توما اللجنة الشعبية لمقاومة قرار الحظر.
قاد اميل توما لجنة التضامن مع أحرار الجولان السوري المحتل، في مقاومتهم لقانون ضم الجولان اعتصامهم التاريخي للتصدي لمحاولات تشويه هوية احرار الجولان السورية الشامخة واستبدالها بهويات الاحتلال.
مثّل إميل توما الحزب الشيوعي الاسرائيلي في العديد من مؤتمرات الاحزاب الشيوعية الشقيقة. وفي آب 1984 شارك في اللقاء الدولي حول القضية الفلسطينية للمنظمات غير الحكومية الذي دعت اليه الامم المتحدة في جنيف وانتخب عضوا في لجنة التنسيق الدولية.
وألم به المرض العضال منذ اواخر 1984 فاستمر على الرغم من آلامه الكبيرة في النشاط الاجتماعي والسياسي والفكري حتى اقعده المرض بعد العملية الجراحية في آذار 1985 وقد وافته المنية في 27 آب 1985 في المستشفى المركزي في بودابست هنغاريا ونقل جثمانه الى حيفا وشيعت جنازته في 5 ايلول 1985.
في نشاطه السياسي والفكري المتعدد الجوانب، اكتسب احترام وتقدير الاوساط الدمقراطية والتقدمية الواسعة في اسرائيل والخارج. وكباحث ومؤرخ ألّف إميل توما خمسة عشر مؤلفا هاما صدرت في المرحلة ما بين 1960 حتى آخر فترة من حياته الغنية.
- معهد إميل توما
تخليدا لذكرى إميل توما، الشخصية السياسية البارزة، والمؤرخ والكاتب، وتقديرًا لما قدمه الى الحركة الوطنية الفلسطينية والعربية عامة، ولمساهمته المتميزة في النضال من أجل التحرر الوطني والاجتماعي وفي قضية السلام العادل في الشرق الاوسط، تنادى زملاؤه واصدقاؤه وعارفو دوره وأقاموا معهد للدراسات والابحاث التاريخية – الاجتماعية – السياسية يحمل اسم ” معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية”. وقام المعهد بإصدار 15 مؤلفا من مؤلفات اميل توما ، وجمعها في خمسة مجلدات:
- “العرب والتطور التاريخي في الشرق الاوسط” ، 1962
- “ثورة 23 تموز في عقدها الاول” ، تموز 1962
- “جذور القضية الفلسطينية” ، 1968
- “السياسة الامريكية في الشرق الأوسط” ، 1973
- “30 عاما على الاتحاد – يوميات شعب”، 1974
- “ستون عاما على الحركة القومية العربية الفلسطينية”، 1978
- “الحركات الاجتماعية في الاسلام” ، 1979
- “تاريخ مسيرة الشعوب العربية الحديث” ، 1979
- “العملية الثورية” في الاسلام ، 1981
10 – “طريق الجماهير العربية الكفاحي في اسرائيل” ، 1982
11 – “الصهيونية المعاصرة”، 1982
12 – “فلسطين في العهد العثماني” ، 1983
13- “الحركة القومية العربية والقضية الفلسطينية”، 1984
14 – “منظمة التحرير الفلسطينية” ، 1986 (صدر عن المعهد بعد رحيله)
15 – “مختارات من النقد الادبي” ، 1993 (صدر عن المعهد بعد رحيله )