سلسلة من أيامي 11 : المرأة التي رفضتني- معمر حبار
تاريخ النشر: 19/11/19 | 10:15نحن الآن في سنة 1996 فيما أتذكر وبالضّبط قبل سنة 1997 وكنت يومها حديث عهد بمعهد الري بالشلف باعتباري تمّ توظيفي بتاريخ: 12 ديسمبر 1992.
كنت أبحث حينها عن زوجة تقاسمني الأيام فاتّصلت بفتاة رزقت بما يحلم به الشاب. طلبت منّي رأي في بعض ما يجول في خاطرها عن بعض نقاط تتعلّق بحياتي الخاصّة وكيف أتصرّف معها فكانت إجابتي مباشرة وصريحة وقوية ودون تردّد.
أعجبت بصراحتي وطلبت منّي أن أدعو أمي رحمة الله عليها لبيتهم وكان لها ما طلبت. وعادت أمي رحمة الله عليها رفقة أختي بصورة حسنة عنها وعن عائلتها ما زاد من تشبثي بالفتاة.
في اللّقاء الثّاني تغيّرت الفتاة رأسا على عقب فطلبت منّي إلغاء ما اتّفقنا عليه من خطبة وزواج وكأنّها ليست تلك المرأة التي طلبت منّي وبمحض إرادتها الإسراع في الزواج وفي أن تزورها أمّي رحمة الله عليها.
لم أسأل عن الأسباب لأنّي ما زلت أعتقد أنّ الرجل لا يحقّ له أن يطلب من المرأة أسباب عدم قبولها به فالقلوب تفتح بإذن صاحبها ولا يسأل عنها القائم عليها.
للأمانة، لم تذكر الأسباب وظلّت لغاية كتابة هذه الأسطر وقد مرّ على الذكرى 24 سنة حبيسة قلب امرأة لم تعلن عنها ويجهلها لحدّ الآن صاحب هذه الأسطر.
قلت لها: اتّصلت مع الأب في بداية الأمر وطلبت منه الإذن لأتّصل بك وأذن لي مشكورا ودخلت البيت من بابه الواسع وسأعيد الاتّصال بأبيك من جديد لأخرج هذه المرّة من بابه الواسع ويكون الفراق على يديه كما كان الاتّصال بيديه.
هاتفت أب الفتاة لنلتقي من جديد فالتقينا في مقهى 75 والمعروفة بـ La Rotande سابقا والمقابلة لساحة التضامن بقلب مدينة الشلف.
تحدّثنا في أمور لا تحضرني الآن ونحن نرتشف فنجان قهوة، وممّا أتذكّره جيّدا وأنا أكتب الآن أيامي لأجلها أنّي قلت له بالحرف وأنا أغادر المكان: أتمنى أن تجد أفضل منّي. ردّ بالحرف الواحد: لا أظنّ أنّي سأجد أفضل منك.
أريد أن أقول للرجال وأنا الآن أب لأربعة وفي 53 و 9 أشهر من عمري: رأيت الرجال يفتخرون برفضهم للفتيات وهم يبحثون عن المرأة التي يريدون الزواج بها وكأنّهم قاموا بأعمال بطولية لكنّهم يمتنعون عن ذكر المرأة وربما النّساء اللّواتي رفضنهم لأسباب وأعرف الكثير من هذا وذاك معتقدين خطأ أنّ إعلان ذلك يمسّ “برجولتهم؟ !” ومعتقدين أيضا وخطأ أنّ الافتخار برفض هذه المرأة أو تلك من “الرجولة؟ !”.
أظلّ أتمنى للفتاة التي رفضت الشاب يومها حياة سعيدة وزوجا يعينها وأفضل من الشاب الذي طلبها يومها ويحمل عنها وذرية صالحة وصحة دائمة ورضى الوالدين الكريمين.
خلاصة، عوّضني ربّي بزوجة سنة 1997 أي عام واحد بعد الرفض كانت وما زالت وستظلّ في نظري خير النّساء وأظلّ أسأل الله أن يعينني لخدمتها والرفق بها والحسن إليها.