“صرخة النساء” لوحة للفنان أنور سابا حيفا
تاريخ النشر: 23/11/19 | 7:56عرفت الصديق أنور سابا شاعرا مبدعا (أصدر ثلاثة دواوين)، قرأتها وتمتعت بقدرته على الرسم بالكلمات المستفزة لخيال القارئ.وكعادتي أقف أمام جميع اللوحات سواء عرفت أم لم أعرف مبدعها.. من مسافة شدتني هذه اللوحة الصارخة بألوانها وبملامح ثلاثة نساء وتداعت في ذاكرتي تناصا “قصة الثلاث عنزات” واقتربت من اللوحة للتأمل والتبصر. اللون الأحمر هو الغالب ودلالته الغضب الشديد والرفض العنيف.. تأملت وجوه النساء فلم تكن متشابه في الملامح والجمال واللون، مما يدل على انهن رمز لكل نساء العالم،وبتأمل أكثر فهن لا ينتمين الى شعب/ عرق/ جنس واحد، كما ويختلفن بصفاتهنفي طرف اللوحة توجد امرأة لباسها محتشم ومنديلها يغطي شعرها بلونه الابيض دلالة الراحة النفسية، ونظرتها خجولة تجاه الأفق البعيد وكأنها تستعين بقوة ما قد تكون القدرة الإلاهية، وعليه فهي متدينة، وليس مهما تحديد دينها.. وفي الطرف الثاني توجد امرأة منفوشة الشعر بفوضى الريح/ الحياة وتبدو أنها متحررة من الكثير من القيود، تنظر بغضب واضح وتصرخ بفمها المفتوح.. وأما الوسطى هي المرأة الاعتيادية لباسا وتصفيفا لشعرها وعمق النظرة وكأني بها هي الحل الوسط بين طرفين ديني ودنيوي. اللون الأحمر بتفاوت درجاته يغطي الخلفية والنار متوهجة أمام النساء دلالة دلالة البيئة الاجتماعية التي تريد حرق المرأة أية امرأة فجاءت هذه الصرخة. والوسطى هي الأكثر احتراقا وألما، فامرأة دنيوية لديها الى حد ما لا مبالاة تجاه المجتمع، والثانية لديها هدوء نفسي الى حد ما. عزيزي أنور نجحت في الكلام بالألوان، كما نجحت في الرسم بالكلمات. تحياتي.
محمد علي سعيد