الفرق بين الرجل والمرأة عبر مراَة الفلك
تاريخ النشر: 04/10/11 | 11:05تختلف المرأة كلياً عن الرجل ، من حيث الطبيعة والتفكير ، ومن هنا تنشئ المشكلات التي تعكر صفو الحياة الزوجية ، نظراً لجهل كل طرف بطبيعة الآخر وطبيعة تفكيره التي قد تصل إلى انتماء الطرف الثاني إلى كوكب آخر.
وهذا ما كشف عنه الكاتب وعالم النفس الأمريكي جون جراي الذي حاول في كتابه الأكثر مبيعاً “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” من فك طلاسم بعض الشفرات التي تعكر صفو حياتك الزوجية ، وتخيل أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، وفي أحد الأيام منذ زمن بعيد بينما كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة اكتشفوا أهل الزهرة ، وبلمحة خاطفة أيقظ أهل الزهرة مشاعر لم يكن لأهل المريخ بها عهد، لقد وقعوا في الحب واخترعوا بسرعة سفنا فضائية وطاروا بها إلى الزهرة التي فتح أهلها أذرعتهم ورحبوا بأهل المريخ، لقد كان الحب بين أهل الكوكبين ساحرا، وعلى الرغم من أنهم من عوالم مختلفة فقد وجدوا متعة بالغة في اختلافاتهم… ثم بعد ذلك قرروا أن يسافروا إلى الأرض، وفي صباح أحد الأيام استيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة… فقد نسوا حقيقة مهمة وهي الاختلافات بينهم، إننا نتوقع أن يكون الجنس الآخر شبهنا تقريبا… ونرغب منهم أن “يريدوا ما نريد” وأن ” يشعروا كما نشعر”.
هكذا يبدأ الكاتب مقدمة كتابه الخيالية ، ليؤكد على مدي الاختلاف بين آدم وحواء ، لذلك اختار الكاتب “المريخ” للرجل لأن المريخ عند الرومان القدماء هو إله الحرب ، واختار “الزهرة” للمرأة لأن الزهرة عند الرومان هو إله الحب والجمال.
ومن الأمور التي أشار إليها جراي في كتابه ، وتحتاج حواء بعض التفسير بشأنها لأنها أحد الطباع التي “تقلب كيان الزوج” في لحظة هي عشقها لإبداء النصيحة وإعطاء التعليمات في كل الأمور ، الأمر الذي يثير غضب شريك حياتها ويزيد من توتره ، وبالنظر إلي طبيعة سكان المريخ “الرجال” يؤكد جراى أن إعطاء الإرشادات بصورة مباشرة من المرأة دون علم أو قصد منها فهي بذلك تجرح مشاعر الرجل وتعيق بعض أهدافه.
وهذا لا يعطي الحق في مشاركة زوجها في بعض القرارات ، ولكن بذكاء وفى الوقت المناسب دون المساس بأهدافه ، وتقديم المساعدة دون إشعاره بالخطأ أو الإهانة ، وكشف جراي عن طبيعة سكان “المريخ” المختلفة من حيث أنهم لا يقدمون النصيحة إلا إذا طلب منهم ذلك ، ومن هنا تأتي طريقة تعامل “الزهرة” مع شخص آخر من “المريخ” الذي يفترض دائما انه يستطيع حل مشكلاته إلا إذا طلب العون ، ويشير جراي هنا إلى أن الطريقة المثلي للتعامل في هذه المواقف يكون من خلال تقديم حلول مناسبة تشعره بالحب والتأييد ، وخاصة إذا استدعي الموقف المزيد من الحب والاحترام.
وعموما حينما تقدم امرأة نصيحة دون أن يطلب منها ذلك أو تحاول مساعدة رجل فإنها لا تدري كم تبدو
انتقادية وغير ودودة ، وعلى الرغم من نيتها في التعبير عن الحب إلا أن طريقة اقتراحها تضايقه وتجرحه ، وهنا من الممكن أن يكون رد فعله عنيفاً، وخاصة إذا كان ينتقد في طفولته أو مر بخبرات ومعاملة سيئة ونقد دائم من الوالدين.
ولا يعرف سكان “الزهرة” من الجنس اللطيف أن من المهم بالنسبة لكثير من الرجال أن يثبتوا أنهم قادرون على الوصول إلى هدفهم حتى لو كان شيئا صغيراً دون إبداء نصائح كالوصول إلى مطعم أو حفلة ، ومن العجب أنه ربما كان الرجل أكثر حساسية في الأشياء الصغيرة منه في الكبيرة ، وتكون مشاعره التي تدور داخله هكذا: “إذا لم أكن جديراً بالثقة في القيام بالأشياء الصغيرة مثل الوصول إلى مكان ما ، فكيف يمكن أن تثق بي في القيام بأشياء أكبر؟”
والرجال بطبيعتهم يتفاخرون بكونهم خبراء خاصة حينما تقتضي الأمور إصلاح أشياء آلية أو الوصول إلى أماكن أو حل مشكلات هذه هي الأوقات التي تشتد فيها حاجته إلى أن تتقبله المرأة بحب لا إلى نصائحها أو انتقاداتها.
ومن ناحية أخرى على الرجل أن يستوعب أن المرأة مختلفة ويجيد الإنصات إلى “الزهرة” ، فمن الممكن أن يزيد الأمر سوءاً عندما يحاول الرجل المساعدة ، والتفسير يعود إلى طبيعة المرأة التى تتحدث عن المشكلات كي يكون شريك حياتها أكثر قرباً ، وليس للحصول على حلول كما يفهم الرجل.
وفي كثير مي الأحيان ترغب المرأة فقط في أن تبوح فقط بمشاعرها خلال يومها ، لتجد أن زوجها يقاطعها ، مقدماً سيلاً متواصلاً من الحلول لمشكلاتها ، معتقداً بذلك أنه يقدم لها يد العون ، وهو في الحقيقة ليس لديه أي فكرة عن رضاها.
وملخص ما ذكره الكاتب جون جراي في مشكلة تقديم النصيحة وفن الإنصات يتلخص في خطأن شائعان نرتكبهما في علاقاتنا بالآخر وهما :
الأول من المريخ : هو محاولة الرجل أن يغير مشاعر المرأة عندما تشعر بالضيق ، بأن يصبح هو السيد الخبير ويقدم حلولا لمشكلاتها مما يؤدي إلى إبطال مشاعرها.
الثاني من الزهرة : تحاول المرأة أن تغير سلوك الرجل عندما يرتكب أخطاءً ، بأن تصبح هي لجنة تقصي الحقائق ، وتقدم نصحا وانتقاداً دون طلب.