الجزائر تنتخب .. والعاقل من اتعظ بما يجري حولنا عند الجيران والاشقاء ..!!
تاريخ النشر: 28/11/19 | 9:42بقلم: الكاتب الجزائري – عماره بن عبد الله.
نعم ها نحن نتهيأ لصناعة مجد جديد، من أجل جزائر جديدة قوية برجالها ومؤسساتها وضد كل الخونة والمفسدين الذين لا يريدون الخير للعباد والبلاد، نعم سننتخب من خلال الذهاب يوم 12 ديسمبر القادم للمشاركة في هذا العرس الوطني، فعلا هي مناسبة استثنائية خالدة ستشكل فرصة من شأنها أن تمكن من إرساء الثقة في البلاد، وفي نفس الوقت ستكون بمثابة البوابة التي ندخل من خلالها في مرحلة واعدة، توطد لممارسة ديموقراطية حقيقية في واقع جديد. مما لا شك فيه أنه وبسبب الحالة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وحالة الفراغ على مختلف الأصعدة والمجالات داخليا وخارجيا، والتي تعد في أقصى الخطورة، ورغم الاعتراضات الكبيرة، وعدم اكتمال الصورة المثالية للعملية، إلا أن الاستحقاق الرئاسي القادم يعد عمل أكثر من ضروري، وهو عندما نمعن النظر عميقا في مدلوله وأهدافه، حتى دفع الشر الأعظم، وعليه بمواكبة هذا الحدث المفصلي الكبير والهام والاستثنائي نتفاد السقوط في مهاوي كثيرة، وهذا ما تعهدت عليه قيادة الجيش الوطني الشعبي، كما وفت بدعم ومرافقة حراك الشعب، وذلك بتوفير الظروف المناسبة لتنظيم العملية الانتخابية، كما أصدرت تعليمات لقوات الأمن المعنية لتمكين الشعب من المشاركة القوية والفعالة في الحملة الانتخابية، وبالتالي إنجاح الانتخابات الرئاسية، بما يسمح برفع التحدي الذي يعزز مكانة وسمعة الجزائر،ومن ثم نكون قد طوينا الصفحة ، لا تدخلات ولا إملاءات ولا تقاتل ولا تسابق على المناصب والزعامات، كما حصل مع معارضات أخرى في دول عربية، للأسف قتلت مشروعها وساهمت في قتل أوطانها.
مررنا ولله الحمد الى الأهداف الكبرى بلا إراقة قطرة دم واحدة، كالذي حدث بكل حصرة وأسى في بعض الدول التي تدعي زورا وبهتانا، أنها مهد الحضارة والرقي، مررنا في ثورة لم يسمع من أصواتها شعارا يدعو لفتح علاقات مع إسرائيل، لأننا أبناء شعب ثائر له قلب ينبض دائما وأبدا على قلب فلسطين، خلافا لما رأيناه من بعض رموز الثورات الأخرى، الذين انتهوا في مزابل التاريخ حين جاهروا بخيانة الوطن، مررنا في ثورة لم نسمع فيها أصوات الارتماء في أحضان الخارج، أو لبيع النفوس في أسواق النخاسة الدولية، بل سمعنا وسمع العالم أنه ربيع الاستثناء، ربيع يمكننا أن نصلح فيه أوطاننا دون أن نخونها، ربيع رأينا فيه جيشنا سليل جيش التحرير يترفع عن الخلافات، ويبقى إلى جانب الشعب وفيا له ولمبادئه، فحرص على حفظ الأمن دون قمع الناس وقتلهم، في صورة نموذجية قدمها قائده ذلك العسكري المؤمن بشعبه والحريص على وطنه والحكيم في تهدئة النفوس وضبط الأمور، كل هذا حدث في الجزائر لان أبنها بفطرته وغريزته، وبعقيدته المستنسخة عن أبجديات ومبادئ ثورة نوفمبر، يرفض التدخل في شأن غيره، إلا إذا كان من أجل إصلاح ذات البين والمساهمة في إطفاء نار الفتنة، كما يرفض رفضا قاطعا وبأي شكل من الأشكال، أن يتدخل غيره في أمور بيته، خاصة إذا كان من جهات مشبوهة لا يأتي منها ومعها إلا الشر …؟
هذا نحن ورثنا التميز والسبق والحصرية في صناعة ربيع جزائري خاص واستثنائي، حراك شعبي كان سلميا حضاريا، فكان بحق أعظم حراك في الدنيا، عندما قطعنا يد الأجنبي عن التدخل في شؤوننا، فكنا القدوة للحراك الواعي به استلهمت دول عربية وإقليمية في تونس والعراق ولبنان وإيران والقائمة طويلة والأيام القادمة ستكشف…؟