نقطة ضوء في حالنا الاجتماعي
تاريخ النشر: 29/11/19 | 13:36لا أغالي أو أجافي الحقيقة إذا قلت، أن ثمة انهيار وانفلات قيمي وتدهور سلوكي في مجتمعنا العربي، ولم نعد بحاجة للكثير من العناء لإثبات ذلك.
فانتشار ظواهر العنف والجريمة والخاوة وتفاقمها، وحوادث القتل اليومية، والسرقات التي تطال البنوك والبريد والمحلات التجارية ومحطات الوقود، والاعتداء على حرمات البيوت، واحراق السيارات والممتلكات العامة وبنايات المجالس المحلية على خلفية الانتخابات، كل ذلك ما هو إلا تجسيدًا لهذا التدهور والانحدار الأخلاقي والمجتمعي، ويعكس الصورة القاتمة والحالكة لواقعنا المأزوم، وإذا ما استمر الوضع على هذا الحال فهو لا يبشر بالخير في المستقبل المنظور.
وللأسف الشديد أن قيمًا وسلوكيات جديدة تغلغلت في عمق مجتمعنا نتيجة الوسائل التكنولوجية الحديثة ومنها السوشيال ميديا، وثقافة العولمة الاستهلاكية، والقيم الجميلة الأصيلة التي سادت في الماضي البعيد تغيرت وتبدلت حد التلاشي، واصبح مجتمعنا ماديًا استهلاكيًا، وهذا أدى بالتالي إلى التفكك الأسري والعلاقات الاجتماعية وتزايد المشاكل العائلية وارتفاع نسبة الطلاق بين الأزواج الشابة والقديمة ايضًا.
ولا شك أن أصابع الاتهام والمسؤولية عن تردي الاحوال والاوضاع الاجتماعية موجهة إلى عدة جهات، منها الأهل والأسرة والمدرسة والشارع والمجتمع ككل، فهنالك غياب شبه كامل للتربية الصحيحة والتنشئة الاجتماعية السليمة.
وأمام هذا الواقع الأليم والحال الموجع، والانفلات والتسيب الاجتماعي والفوضى الأخلاقية، فإننا نحتاج إلى مبادرات اجتماعية طليعية ارشادية بغية التغيير والإصلاح، من قبل مؤسسات ورجالات المجتمع المدني، وتعميق الوعي التنويري الاجتماعي. وواجب المثقفين الواقفين على الهامش والرصيف أخذ دورهم الريادي الهام بإضاءة الدرب للأجيال الجديدة، والاسهام في بناء الإنسان الجديد، وترسيخ المفاهيم التربوية والأخلاقية والقيم الإنسانية الوطنية في المجتمع.
لقد بلغ السيل الزبى، وآن الاوان للعمل الجاد المخلص الدؤوب لأجل احداث التغيير الجذري المنشود المرتجى، ببناء مجتمع سليم وصالح على قيم ومفاهيم عصرية حضارية سليمة تتماشى مع تقاليدنا الاجتماعية.
بقلم : شاكر فريد حسن