مظاهرة يهودية عربية ضد التحريض والفساد
تاريخ النشر: 30/11/19 | 16:04بعد التصريحات التي وردت مؤخرًا عن رئيس الحكومة ضدّ المواطنين العرب وقيادتهم السياسية بتصويرهم كأعداء، والتي تبعها بعد أيامٍ قليلة تقديم لائحة اتهام ضده تنسب له تهم فسادٍ عديدة تتضمّن تلقّي رشاوى، يعمل الحراك العربي-اليهودي “نقف معًا” في هذه الفترة على تنظيم نشاطات منوّعة في مختلف أنحاء البلاد تهدف لشجب ورفض التحريض والفساد، وبالمقابل تدعم وتعزز الشراكة العربية-اليهودية.آخر هذه النشاطات كانت قد نظمته الجمعة حلقة الناصرة والمرج التابعة للحراك، التي حشدت لمظاهرة مشتركة، يهودية-عربية، على مفرق ألونيم، رُفِعَت بها لافتات كُتِب عليها “كفى للتحريض وللفساد” و-“لا أخاف من الشراكة اليهودية-العربية”. هذا وقد شارك في المظاهرة العشرات من العرب واليهود من سكان منطقة الناصرة والمرج ومحيطهما، أتوا ليطلقوا صرخةً واضحةً ومدوّيةً تطالب بتغيير السياسات في إسرائيل، وبجعلها منصفةً وعادلةً تجاه جميع المواطنين.د. سهيل دياب من الناصرة، من مركّزي عمل حلقة الناصرة والمرج، قال في هذا السياق: “حراك نقف معًا المكوّن من ثماني حلقات محلية منتشرة في مختلف أنحاء البلاد من الشمال حتى النقب، بالإضافة للحلقات الطلابية الناشطة في الجامعات والكليات، يثبت مرةً تلو مرة أهمية التواجد في الميدان ونجاعة النضال العربي-اليهودي المشترك لمواجهة موجات العنصرية والقمع والتحريض المتتالية من قِبل مؤسسات السلطة ولتغيير واقع المجتمع الذي نعيش به. نشاطاتنا الميدانية تأتي لتكمّل النضال البرلماني الذي يخوضه النواب العرب مع شركائهم من اليسار الإسرائيلي وليعبّر عن المطالب الشعبية للمواطنين من شتّى الشرائح المجتمعية والذين يوحّدهم الاضطهاد والاستهتار من قِبل السلطات الإسرائيلية اليمينية العنصرية. هذا التواصل مهم جدًا لتحقيق مطالبنا بالسلام، المساواة والعدالة الاجتماعية، لذا فأنا أتوجه لكل من يهمه أن يكون شريكًا بصنع التغيير للانضمام إلينا لهذه السيرورة النضالية”.
أما د. عينات لختينجر، المحاضرة في كلية أورانيم بطبعون والناشطة هي أيضًا في تركيز عمل الحلقة، فقد جاء عنها ما يلي: “بات واضحًا أن السلطة الحاكمة في إسرائيل تعمل لخدمة نخبتين فقط – نُخَب المال والاستيطان، ذلك بينما تدوس على مصالح غالبية الشعب – على كلّ أطيافه المختلفة والمتنوعة. ما من حلولٍ لدى الحكومة لمشاكلنا الحقيقية – كأزمة السكن، البطالة، الأجور المتدنية، مستحقات التقاعد والعجزة، مخصصات ذوي الاحتياجات الخاصة، أزمة المناخ، انهيار المنظومات التربوية والصحية وما إلى ذلك؛ لذا فهي تختار أسهل الطرق وأسرعها لجعلنا ننسى كل هذه المشاكل ونلهو بالنزاع ما بيننا، ذلك إذ تحرّض على المواطنين العرب، تصوّرهم لنا كأعداء وتفتت بذلك النسيج المجتمعي متّبعةً سياسة فرّق تسُد. ولكننا اليوم نفهم هذه الألاعيب وقررنا رفضها والتصدي لها معًا – بنضالٍ عربي-يهودي مشترك. لن نسمح لفسادهم بأن يشرذمنا بينما هم يستهترون بنا جميعًا. سنناضل دون كللٍ أو ملل حتى نجعل من هذه البلاد بيتًا لنا جميعًا – بيتًا يسوده التسامح والأمان والمساواة”.ويُذكَر أنه وفي أعقاب عملية تدفيع الثمن الجبانة التي وقعت فجر أمس (الخميس) في بلدة جلجولية الواقعة بالمثلث الجنوبي، يدعو حراك “نقف معًا” لرصّ الصفوف ولتصعيد النضال المشترك من أجل مجتمعٍ متكافئٍ، عادلٍ ومتسامح، ويشدد على أهمية التواجد في الميادين لإسماع الصوت الذي يجب إسماعه ضد الكراهية والتفرقة والترهيب.