في رحيل المسرحي العربي الكبير د. نادر مصطفى القنة
تاريخ النشر: 01/12/19 | 14:24تشرفت السماء اليوم بالمسرحي العربي الكبير ،الباحث والناقد ورئيس الرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية الدكتور نادر مصطفى القنة.
عرفت الصديق والاخ د.نادر مصطفى الفنة منذ عشرون عام ونيف من موقع دنيا الوطن وتوطدت علاقتنا في السنوات الأخيرة كنا نتحدث يوميا ولم ينسى يوما فلسطين وكانت حاضرة دوما في وجدانه واعماله كان انسانا لأبعد الحدود كان صوته يصدح بالمعلومة الأدبية النيّرة والعلمية الواثقة والجريئـة الصّادقة تجاه أمّته العربية المنتشرة وشعبه الفلسطيني الأبي هو من رفع اسم فلسطين في المحافل العربية والعالمية.. عبر اعماله المسرحية والسينمائية وابحاثه القيمة .
في الشهر الأخير تمركزت حواراتنا عن رحيل أخيه كان حزينا وكان يقول رحل سندي وتركني الموت لا يوجع الموتى لكنه يوجع الاحياء ومع هذا كان يحرص على الاطمئنان علي يوميا كنا نتشارك الألم الفرح واتفقنا على اللقاء بالأردن ولكن شاءت الظروف ان تحول دون ذلك قبل شهرين كتب لي الدكتور نادر هذه الرسالة بعد ان نشرت مقالة بعنوان اديب جهشان مؤسس وناشط في المجال الفني في البلاد يستحق التكريم رانيا العزيزة …. سوف ابذل كل جهدي أن تقوم الرابطة الثقافية الوطنية الفلسطينية التي اتشرف برئاستها وتأسيسها بتكريم الرمز المسرحي الفلسطيني أديب جهشان في إحدى العواصم العربية عبر واحد من المهرجانات المسرحية العربية المهمة، فالرجل بحق يستحق التكريم على مستوى عالمي وإنا شخصيا أعتز بوجوده كصانع مبدع للحراك المسرحي الفلسطيني في فلسطين أعدك بذلك.
وتابع انتظر اصدار كتاب جديد لك وانا متكفل بكل شيء يا صديقتي فابتسمت من خلف الشاشة وقلت له هنالك تخطيط لذلك ولكني مترددة بعض الشيء ولكن ان قررت ان اصدر كتاب ستكون احد ابطال قصصي فأنا اعرف عنك الكثير الكثير
صديقي واخي نادر لعلي سألقاك بعد قليل من خلف الشاشة، لماذا يقولون رحلت؟ وإني أراك تكتب المقال وتحضر لمهرجانات وورشات مسرح وتضحك كالملائكة وتغرد كالعندليب، يا أعز وأقرب وأحب الناس إلى قلبي يا زميل الهم والصديق بحجم الوطن . اخرج إلينا فلا أصدق انك مت، كقديس كنت بالنسبة لي وللآخرين، تزرع فينا حب الناس كل الناس، حب الوطن، عشق المسرح وسلام القلب والعقل.
لأنك آمنت أن قيمة السعادة أن تمنحها لمن حولك من أقارب وأحباء وأصدقاء.
لماذا تركتنا ونحن في قمة الضياع والانهزام ؟ أخرج إلينا أو اخرج علينا , كما كنت بوضوحك العميق وابتسامتك الملائكية وقلبك الكبير وفكرك المستنير . وقل لنا ان رحيلك مؤقت حاصر موتك حاصره
وعش ألان حرا طليق بلا قيود وبلا جوازات سفر عش بكل المدائن كن روح الحياة الآتية روح المقاومة العاتية قم كما قام المسيح من قبلك واكسر شوكة الموت قم لساعات قليلة وعانقنا وعانقنا ليس هذا بمستحيل قم وانتفض على الموت وعلمه درسا جديد ان آن للأبرار أن يعيشوا من جديد قوم وأنفض كفنك…. حطم جدار قبرك وكون أنت الأقوى كما عهدناك صديقنا واستاذنا.