مكاشفة
تاريخ النشر: 05/12/19 | 9:15* لم يستبدَّ بِكَيانِنا القَحطُ الفِكري والشُّعوري… إلا لأَنّنا أَلِفنا الوُرودَ إلى بِئرِ الخرافاتِ السّحيقَة.
إنّ سرَّ شَقاءِ الإنسانِ المعاصِرِ أنَّهُ تَخَلّى عَن عَينِ الباطِنِ (البصيرة) حتى ضَمَرَت، واكتَفى بِعَينِ الظّاهِرِ الخادِعَةِ، مما أفقَدَهُ روحَ الجمالِ الحقيقي؛ جمالِ السَّجِيَّةِ التي تُشكِّلُ أحَدَ أصفى عَناصِرِ الرّوحِ، ولهذا غَفِلَ قَلبُهُ عَمّا في الطّبيعَةِ من جَمالٍ، فَراحَ يَستَلهِمُهُ مِنَ الخيالِ.
* في شَرقِنا نحن بحاجَةٍ إلى ثورَةٍ تَعُلمَنا كيفَ نتقَبَّلُ الآخَرَ ونتَعايَشُ معه أيًّا كان… وأن نَتَسامى عَنِ الاستعلاءِ والأنانِيةِ بكلِّ أشكالِها.
* إذا لم تَستطِع بفِكرِكَ أن تَنفُذَ مِنَ الجُزءِ إلى الكُلِّ، مِنَ المادّةِ إلى الجَوهَر… وأن تُدرِكَ الحقيقَةَ التي فَوقَ الأنا، وفوقَ حدودِ الأزمِنَةِ والأمكِنَةِ… فأنت مازلتَ أمِيًّا، وروحُك مازالت تائِهَةً.
* أيّها الحالِمُ بالغَد الجميلِ المُشرِق، لن تَبلُغَهُ ما لَم تمتَلِكْ فَضيلَةَ التَّرَفُّعِ عَن دَنِيَّةِ الغُرورِ، ورَذيلَةِ الجَريِ وراءَ اللّذَّةِ السّهلَةِ والعابِرَة، والنَظرِ إلى ما بِيَدِ غيرِكَ بروحِ الحسدِ والطَّمَع.
* علينا أن نَتَسامى بِعَقلِنا الفاعِلِ عن حُدودِ الموجودِ والمتاح… هكذا نجعلُ مِن حَياتِنا مَسيرَةَ بَحثٍ وإبداعٍ مُتواصِلَة.
* لن تصبحَ راقيًا بفكرِك ما لَم تعتَرِف بِفِكرِ الآخَر، بل وتُقَدّره.
* إذا لم تشعُر بقلبِكَ طفلًا وأنت تنظُرُ إلى دمعَةِ أخيك… فعبثًا تبحثُ في نَفسِكَ عَن مَعاني الإنسانيَّةِ.
* وحدَه مَن تَطَهّرَت نَفسُهُ مِنَ الحِقدِ والحسَدِ، وسَما بروحِهِ عَن أهواءِ الأنا… يَنالُ كَرامَةَ {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}(سورة الحِجر-88)
صالح أحمد (كناعنة)