بلاد الجزائر المحمية من خلال تحرير وهران – معمر حبار

أنهيت قراءة الكتاب الرّابع الذي اشتريته من المعرض الدولي للكتاب بعنوان: “التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية”، تأليف: محمّد بن ميمون الجزائري، تحقيق وتقديم الأستاذ المؤرّخ: محمّد بن عبد الكريم رحمة الله عليه، دار الوعي، الجزائر، الطبعة الأولى، 1439هـ – 2018، من 345 صفحة.

1. يتحدّث الكتاب عن تحرير مدينة وهران من قبضة الاحتلال الاسباني الذي دام قرنين وإبّان عهد الأتراك 1508-1708.

2. جاء في صفحتي 37-38 وتحت عنوان: “حكام أتراك الجزائر إبّان عصر المؤلف” عبر تاريخ الميلاد وتاريخ التنصيب وتاريخ الاغتيال: ذكر اثنين من الأغوات فقتلا جميعا. وذكر تسعة من الدايات فتمّ اغتيال 4 من الدايات وفرّ واحد وخلع واحد واختفى واحد. أقول: هذه الصورة تبيّن بوضوح أنّ القتل والغدر سمة الحكم التركي بالجزائر وميزته التي امتاز بها.

3. جاء في صفحة 39 وتحت عنوان: “عصره الثقافي”: “الثقافة في الجزائر –على عهد الأتراك- رهن فراش الاحتضار تلفظ نفسها الأخير” وذكر جملة من الأسباب. وجاء في صفحة 52: “لقد أصبح النتاج الثقافي -في القطر الجزائري- ضئيلا”. وفي صفحة 58: “وفي اعتقادنا أنّ الأدب في الجزائر قد أصبح -على عهد الأتراك- شاذا وأشد منه شذوذ الأدباء والنبغاء”. وأفرد عبر صفحات 59-70 عنوان: “رجال الثقافة” ذكر عبره 32 عالما جزائريا إبّان الحكم التركي من خلال شيوخهم وتلامذتهم ومؤلفاتهم.

4. ذكر الأستاذ المؤرّخ المحقّق محمّد بن عبد الكريم في صفحة 199 وتحت عنوان: “المقامة التاسعة” عبر الهامش: “بنو عامر: امتنعوا أن يشاركوا في حرب أهل الردة، واستوطنوا الشمال الإفريقي، وبالأخص المغرب الأوسط (القطر الجزائري) على عهد الفاطميين”. وجاء أيضا عبر هامش صفحة 213 قوله: “حصن الجبل: برج جبل المائدة، وهو المعروف ب، “برج مرجاجو” Santa Cruz، الذي بناه الإسبان بإيعاز رجل من بني عامر المناصرين للإسبان على المسلمين”. وذكر الكاتب محمّد بن ميمون الجزائري في صفحتي 199-200 أنّ بنو عامر أوّل من دخل تحت بيعة الإسبان الذين احتلوا الجزائر. أقول: للتّاريخ محطّات مصيرية إذا ضيّعها الفرد ضيّع عن نفسه مواقف أكثر مصيرية لأنّه لا يستطيع العلو وقبيلة بني عامر التي لم تشارك مع سيّدنا الصديق رضوان الله عليه في حرب الردة كان مصيرها الخيانة للجزائر حين وقفت مع المحتل الإسباني وساندته بالمال والرجال وانتهكت أعراض الجزائريين وساهمت في تنصير أطفال الجزائر طيلة قرنين من الزمن.[1]

5. جاء في هامش صفحة 218: “برج اليهودي: سمي بهذا الاسم لأنّ أحدا من اليهود اسمه زاوي بن كبيسة، المعروف بابن زهوة اتّفق مع الإسبان أن يعينهم على دخولهم واستيلائهم على المدينة، شريطة أن يسلموا له هذا البرج فكان ماكان وأعطى البرج وسمّي باسم ملّته. وكان قبل ذلك يسمى بـ “برج المرسى”. أقول: اليهودي كان عونا وسندا للاحتلال الفرنسي للجزائر منذ اليوم الأول سنة 1830 وعملوا مترجمين له ودلوه على المقاومين للاستدمار الفرنسي لقتلهم واستولوا على الأموال والعقارات بالمجان ليعيدوا بيعها لقادة فرنسا المحتل بأثمان باهظة جدّا ولذلك لحقوا مع المستدمر الفرنسي بمجرّد مانالت الجزائر سيادتها سنة 1962 لأنّهم خونة بالفطرة.

6. جاء في هامش صفحة 235: “قال عبد الرحمن الشقراني: “وذكروا أنّ البرج الجديد أقامته كافرة بتسعين ألف ريال كبيرة، وذكروا أنّها صدقة من مالها”. أقول: انظر إلى المرأة الغربية وهي تبذل مالها لاحتلال الجزائر وبلاد المسلمين.

7. جاء في صفحة 304 وتحت عنوان: “سبب ولاء مغراوة لبني أمية”: “إنّ هذا الولاء سببه إسلام وزمار بن صقلاب بن مغراو المغراوي على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح عندما غزا إفريقية الشمالية. ثمّ ذهب وزمار هذا إلى المدينة المنورة، ليجدّد إسلامه على يد ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه فجدّد إسلامه، وعقد له البيعة على قومه مغراوة. ثمّ عاد أدراجه ليخبر قبيلته”. أقول: واضح أن الجزائر اعتنقت الإسلام قبل مجىء سيّدنا عقبة بن نافع رضوان الله عليه ولولا المسافة بين الجزائر يومها والمدينة المنورة وانعدام الوسائل لوصل الإسلام إلى الجزائر في عهد سيّدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه.

8. جاء في صفحة 326: “المؤرخين من الإفرنج -غالبا- في تدوين تاريخ المسلمين على الوثائق الإسلامية التي جاء بها علماء الإسلام، لأنّ “أهل مكة أدرى بشعابها”، فإذا لم يجدوا الوثائق خمّنوا أشياء واستنبطوها من مقارنتهم إيّاها بما يماثلها في الشّكل والنوع، وإن كانت تخالفه في الزّمان والمكان”. أقول: يريد أن يقول الأستاذ عبد الكريم أنّ العلماء والمؤرّخين المسلمين يعتمدون على التواتر المبني على الصدق والأمانة في النقل.

9. أختلف مع المؤرّخ المحقّق الأستاذ عبد الكريم من أنّ اهتمام سلاطين الأتراك بأضرحة العلماء العاملين ومزارات الأولياء والصالحين من أبناء ملّة الإسلام كان لأسباب “أنّهم يميلون إلى الدّين ورجاله بالقلب والقالب” وينفي بشكل قاطع الدافع السياسي لذلك. وأرى أنّ الدافع السياسي كان من وراء اهتامام سلاطين الأتراك بالعلماء والأولياء قصد تثبيت الحكم ودوام السلطان وربح عاطفة العامّة التي تحترم علمائها وأوليائها الصّالحين.

10. نقل عن الكاتب محمّد بن ميمون الجزائري عبر صفحة 76 قوله: “من كانت له ملكة فليصنف وإلاّ فلينصف”. وجاء أيضا في صفحة 220 قوله: “وما قل من كان الله معه”.

[1] لمن أراد أن يقف بالتفصيل على خيانة بني عامر للجزائر فليراجع: “بهجة النّاظر في أخبار الدّاخلين تحت ولاية الاسبانيين بوهران من الأعراب كبني عامر” لعبد القادر المشرفي الجزائري المتوفى سنة 1778، وتحقيق الأستاذ والمؤرّخ والمحقّق محمّد بن عبد الكريم رحمة الله عليهما، دار الوعي، الجزائر، الطّبعة الأولى 1438هـ – 2017، من 48 صفحة”. ومقالنا بعنوان: ” بهجة النّاظر في أخبار الدّاخلين تحت ولاية الاسبانيين بوهران من الأعراب كبني عامر” وبتاريخ: الخميس20 جمادى الأول 1439 هـ الموافق لـ 08 فيفري 2017.