قــبــل أن تَــقتُــل …
تاريخ النشر: 19/12/19 | 9:53بقلم الشيخ حسام أبوليل
رئيس حزب الوفاء والإصلاح
(مقدمًا نقول إننا نرفض الثأر والاعتداء على الممتلكات ومن لا ذنب له …, ولكنه الواقع المؤسف)
أيها الانسان, أُسكنت في الأرض مع أخيك الانسان لتأنس به, وتكون عونا له في عمارة الأرض بالصلاح والإصلاح, والبناء والنهضة, بما أودع الله تعالى فيك من العقل والتكريم عن سائر المخلوقات
الخير فيك هو الأصل, فلا تجعل نوازع الشر تقودك أن تتخلى عن إنسانيتك وهدف خلقتك, وتخون العهد مع الله تعالى, فأذكرك وأنصحك قبل الندم.
قبل أن تَقتُل, هل تعرف مصير القاتل, وعواقب القتل؟!
أنت تبيع نفسك للموت وتحرم أهلك من وجودك ودورك :كأب او أخ أو ابن أو زوج …
قد يكون مصيرك السجن وحياة ملؤها الهم والغم والألم والخوف
إنها السمعة السيئة لك ولعائلتك أبد الدهر, ستلاحقكم عند الزواج والتجارة والتعليم والوظيفة…
قبل أن تَقتُل, هل فكرت أن أحدا من أعز أهلك ربما سيُقتل بسببك, والد أو ابن أو اخ …
قبل أن تَقتُل, هل فكرت في بيتك وجميع ممتلكاتك التي تعبت في تحصيلها لتستفيد منها مرتاحا أنت وعائلتك, ألست تعرضها للخراب ؟!
قبل أن تَقتُل, هل فكرت أن أحد أقاربك, طبيبًا أو مهندسًا أو محاميًا … ستُفقِدُهُ مستقبله وتخرب ما بناه في سنين؟!
هل ترضى أن يكون ذكر عائلتك وبلدك بين الناس في قائمة الشر؟! مع أن الخير فينا أكثر, فهذه نجاحات طلابنا الخريجين وأعداد الجامعيين ومشاريع التكافل والتعاون تشهد, فلا تضيعوا هذه الثمار.
قبل أن تَقتُل, هل تعلم ماذا ستُحدث الجريمة من فساد لمجتمعنا؟!, الخوف وصرف الأموال وتضييع الجهود وتأخير النهضة والتنمية, التفسخ العائلي, طلاق وقطع الأرحام …
إنها تصرفنا عن أداء واجبنا في نصرة ثوابتنا الوطنية, فمن للقدس والأقصى والأوقاف, ومن للأرض والمسكن, ومن للأسرى واللاجئين, من يواجه عنصرية واختراق المؤسسة الإسرائيلية لهويتنا ولغتنا وحضارتنا وسعيها لتفكيك الأسرة والمجتمع الفلسطيني في الداخل؟!, ستتحمل الوزر وسيكتب التاريخ أنك في قائمة المجرمين.
هذا الفساد يفرح أعداءنا ويحقق أهدافهم.
هل تعلم ما منزلة القاتل عند الله تعالى؟!, ملعون ومغضوب عليه ومصيره جهنم خالدا فيها, يُحشر مع المجرمين والساقطين.
الخسارة كبيرة جدًا, فكِّر وتَمهّل قبل أن تحمل السلاح وتروِّع الآمنين وتعتدي على الممتلكات وتنشر الفساد في الأرض.
لا تتجرأ على الدماء فالعواقب وخيمة, اهتم بنفسك وأهلك لتكونوا شامة وعلامة في الفضيلة والأخلاق والعلم وحسن المعاملة.
حفظ الله مجتمعنا وجعلنا دعاة إصلاح ومحبة.