الاستيطان ومؤامرات تهويد المدن الفلسطينية
تاريخ النشر: 21/12/19 | 11:09بقلم : سري القدوة
ان سلطات الحكم العسكري الاسرائيلي بدأت في تنفيذ مخططها بالبدء لإقامة بؤر استيطانية لتستهدف المدن الفلسطينية وخاصة مدينة الخليل وسرقة المحال التجارية لسوق المدينة التاريخي والذي يعرف بمنطقة سوق الجملة وتحويله الي هدف مباشر لمشاريع الاستيطان والتهويد الاسرائيلية بإيعاز من وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت حيث قامت الإدارة المدنية للاحتلال بإرسال رسالة إلى بلدية الخليل طالبت فيها البلدية بالموافقة على هدم سوق الجملة في قلب المدينة من أجل إعادة بنائه من جديد ليصبح ممكنا إقامة بؤرة استيطانية جديدة، وإضافة طابق فوق السوق يضم 70 وحدة سكنية للمستوطنين وهددت الإدارة المدنية في الرسالة بأنه إذا لم تستجب بلدية الخليل للطلب خلال 30 يوما، فإنها سوف تبدأ إجراءات قضائية لإلغاء مكانة البلدية كمستأجر محمي للسوق وادعى المسؤول عن الأملاك الحكومية في الإدارة المدنية أن لدولة الاحتلال الحق بإخلاء البلدية من السوق وإلغاء مكانتها كمستأجر محمي بزعم أن للبلدية سوق بديل وأن الدولة مستعدة للحفاظ على حق البلدية في الطابق السفلي إذا لم تعارض المخطط الاستيطاني .
من الواضح ان مدينة الخليل باتت مستهدفة اكثر من أي وقت مضى حيث تمارس سلطات الاحتلال سياسة التضييق على الفلسطينيين كوسيلة لتهجيرهم قسريا ويتذرع الاحتلال بحجج أمنية واهية لكي يطبق في قلب مدينة الخليل سياسة تجعل حياة الفلسطينيين جحيما لا يطاق بهدف دفعهم إلى الرحيل عن منازلهم تمهيدا لمصادرتها وتمكين المستوطنين من السكن في قلب المدينة وتعتمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاهل احتياجات الفلسطينيين بهدف تهجيرهم من منازلهم مقابل توفير كافة احتياجات المستوطنين وخلق جو ملائم لهم لتشجيعهم على البقاء في المدينة وبات الاستيطان يبتلع مدينة الخليل ويهدد بمسح تاريخها العربي الاسلامي وأن حرب الاحتلال الاستعمارية التوسعية وعمليات التطهير العرقي وأيضا تتسارع ضد الوجود الفلسطيني في الأغوار بأشكال وأساليب مختلفة بما فيها استهداف التجمعات البدوية ومدارسها ومراكزها الصحية وهدم المنازل خاصة في المنطقة الواقعة شرق القدس المحتلة وصولاً الى الأغوار .
إن هذه الحرب الاستعمارية المتواصلة تأتي ترجمة للتوجهات الإسرائيلية الرسمية والوعود التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الأغوار ومشاريع القرارات الإسرائيلية الهادفة إلى ضمها لدولة الاحتلال في ظل دعم وإسناد أميركي .
إن استمرار الاحتلال الاسرائيلي بتجاهل تنفيذ التزاماتها حسب الاتفاقات الموقعة وإصراره على سياسة الاستيطان والاقتحامات والاعتقالات وهدم البيوت والمضي بسياسة تهويد مدينة القدس المحتلة والمساس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية سينهي كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفى ظل هذا العدوان يكون التصميم الفلسطيني الثابت من اجل تهنئة الاجواء امام شعبنا وتوفر كل الفرص لإجراء الانتخابات والتغلب على أي تحديات يفرضها أي طرف لأن ديمقراطية الشعب الفلسطيني كانت ضحية للانقسام وأن الانتخابات هي مخرجنا وبوابتنا لحماية قضيتنا ووحدة شعبنا وإعادة بناء الثقة والإرادة السياسية الثابتة لمواجهة العدوان والاستيطان واسترداد الوحدة الوطنية علي قاعدة النضال المشترك ووحدة الهدف والمصير الفلسطيني .
إن العالم اجمع مطالب في الوقوف لجانب الشعب الفلسطيني وضرورة التضامن وزيارة فلسطين والاضطلاع على جرائم الاحتلال والعمل على كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال والوقوف بشكل عملي على أرض الواقع مع الشعب الفلسطيني ومشاهدة الظلم الواقع عليه جراء الاحتلال وإجراءاته القمعية على ارض الواقع.