نحو ادماج اشخاص مه اعاقات في المراكز الجماهيرية
تاريخ النشر: 23/12/19 | 19:50
نحو 18% من مُجمل السكان في البلاد هم أناس مع إعاقات. يُمكن أن يكون جارنا، أمًا لنا، أبًا، أخًا أو ابنًا لنا. أحيانا، يختار المجتمع أو الشخص ذو الإعاقة تسليط الضوء على الإعاقة وأقلّ على التجربة المتكاملة للإنسان ذي الإعاقة كإنسان له نقاط قوته وتطلّعاته وكفاءاته، رغباته وآماله. الصورة النمطية التي يُعطيها الناس أو المُعاق لنفسه تصعّب الاندماج والمشاركة في كل نواحي الحياة. هذه المواقف ستتغيّر فقط في حال جمعنا الوقتُ معًا وتعاونّا في عمل يقوم على علاقات تبادلية كاملة، عندما يعمل أناس مع إعاقات أو بدونها سويّة كمتساوين في مجال اهتمام مشترك، عندما يتعلّم الجميع الرؤية المنفتحة والصحيحة للآخر، أن يقتربوا من بعض ويُقيموا علاقات اجتماعية. فقط عندها سيشعر أناس مع إعاقات أنهم منتمون وذوو قيمة أكبر. سيكون المجتمع في هذه الحالة أكثر عدلا وتتعزّز المناعة الاجتماعية وتتعاظم. المنالية (נ—ג—י—ש—ו—ת—) والاندماج بالنسبة لذوي الإعاقة ولكل المجموعة التي لا يصلها المركز الجماهيري، هي الطريق للبناء الاجتماعي الجديّ بحيث يشعر كل فرد فيه بأنه ذو قيمة، مُنتمٍ وملتزم تجاه الآخرين. في ضوء هذا، فإن سيرورة الدفع نحو تعميق الاندماج لأناس مع إعاقات في نشاط المركز الجماهيري هامة بل وضرورية بالنسبة للمجتمع ا برمّته.
عزيزيالمرشد
إن اندماج أناس مع إعاقات في المركز الجماهيري سينجح بواسطتك. هناك دور هام للقيَم التي تأتي بها إلى المركز الجماهيري وكذلك لحساسيتك ومهنيّتك في دفع عملية الاندماج.
كلّي أمل أن توجيهاتنا المُقتضبة هنا ستساعدك في مهمّتك الهامة هذه.
ألفت نظرك إلى بعض النقاط:
• التوجيهات هنا هي بمثابة توصية مفتوحة للحوار مع المُشارك. نوصي دائما بسؤال المشارك عن أفضلياته، ما الذي يعطيه شعورا أكبر بالارتياح وكيف يُمكن مساعدته، إذا تيسّر ذلك أصلا.
• كل شخص مختلف عن سواه وليس هناك شخص يُشبه الآخر. أناس مع إعاقة مماثلة يُمكن أن يؤدون وظائفهم بشكل مختلف. وعليه، هناك أهمية لعلاقة مفتوحة لا تقوم على إصدار أحكام بينك وبين المشاركين.
• التوصيات في هذه الدليل هي عامة. الأهم هي تلك الحوارات مع الشخص صاحب الإعاقة. حوار كهذا سيُتيح للشخص مع إعاقة أن يحدّثك عن احتياجاته وقُدراته فتستطيع التعرّف على الشخص قبالتك فيما يتجاوز إعاقته.
آمل أن يُساعد هذا الدليل في اندماج ناجح لأناس مع إعاقات في نشاط المركز الجماهيري وأن يكون ذلك جسرا لآفاق اندماجية أخرى ذات قيمة.
رانية مرجية الناطقة الاعلامية للمجتمع العربي بشرك المراكز الجماهيرية
أهمّ ما في قانون مساواة حقوق أناس مع إعاقات
جاء قانون مساواة حقوق أناس مع إعاقات للعام 1998لحماية كرامة وحريّة الشخص ذي الإعاقة ولتوكيد حقّه في المشاركة بمساواة في العملية الاجتماعية في كل مجالات الحياة، وكذلك إعطاء جواب مناسب لاحتياجاته الخاصة بشكل يُتيح له العيش بأكثر ما يُمكن من استقلالية، بخصوصية من خلال تحقيق كامل طاقاته.
المبدأ الأساس لهذا القانون ينصّ على إنه يحق للشخص ذي الإعاقة أن يتخذ القرارات المتصلة بحياته، حسب إرادته وأفضلياته، وكلّ هذا بما يوجبه القانون. من هنا تقرّر أن إحقاق الحقوق وتوفير خدمات لشخص مع إعاقة يتمّ:
(1) من خلال الاهتمام بكرامة الشخص وحريته وحماية خصوصيته—
(2) في إطار الخدمات المقدّمة والمخصّصة للجمهور عمومًا، من خلال ملاءمة شروط الموضوع كما هي مبيّنة في هذا القانون—
(3) بالنسبة للحقوق والخدمات التي تمنحها جِهة (مؤسسة) عامة ـ بجودة عالية، خلال مدّة زمنية معقولة وعلى بُعد معقول من مكان سُكنى الشخص، وكل هذا في إطار مصادر التمويل المُتاحة للمؤسسة العامة.
4. ما أهم شيء ينبغي تذكّره؟
ليس هناك طريقة واحدة من أجل تحقيق اندماج أناس مع إعاقة. ينبغي إيجاد الطريقة الصحيحة للعمل مع كل شخص. مع ذلك، هناك عدد من مبادئ العمل الأساسية لاندماج أشخاص مع إعاقات، مثل: مبدأ المساواة، مبدأ الفردانية، مبدأ المنالية، التمحور في نقاط القوة عند الشخص المُعاق ومبدأ الدمج والتعامل مع الحالة بطبيعية. إضافة إلى هذا، على المرشدين والمركّزين أن يعرفوا ميزات المشاركين ومعنى القصور أو الإعاقة والأدوات المطلوبة لغرض توفير منالية لإشراكهم في الفعاليات.
المبادئ الموجّهة
1. مبدأ المساواة: أناس مع إعاقات هم أناس متساوون في مجتمع المركز الجماهيري في كل شيء، ومن هنا فهم ذوو حقوق وواجبات مثل كلّ المشاركين. وهم يشاركون وفق قُدرتهم في الفعاليات الجارية وفعاليات الذروة.
2. مبدأ المنالية: يتمّ ملاءمة الفعاليات في المركز الجماهيري وتوفير المنالية للمشاركين مع إعاقات بشكل يُتيح إشراكهم فيها في الحدّ الأقصى.
3. مبدأ الاندماج والمساواة في الفُرص: مبنى الفعاليات ينبغي أن يُتيح للأشخاص ذوي الإعاقات كل ما يُتيحه لأشخاص بدون إعاقات، من خلال ملاءمة المضامين ووسائل الإرشاد للمشاركين وقُدراتهم.
4. مبدأ التبادلية: حسب مبدأ التبادلية، على الشخص مع إعاقة أن يكون مُدركًا أن المجموعة لن تتنازل عن إجراء فعالية لا يستطيع هو المشاركة فيها وعليه أن يقرّ أن هناك فعاليات لن يستطيع أن يُشارك فيها بشكل كامل. وعلى المجموعة أن تعترف من جانبها، بأن جزءًا كبيرا، قدر الإمكان، من الفعاليات سيتمّ ملاءمتها للاحتياجات الخاصة للمشترك ذي الإعاقة. وظيف المرشد هو الحفاظ على التوازن بين المجموعة وبين الشخص ذو الإعاقة ومنع أي تنازل زائد من أي من الجانبيْن.
5. مبدأ التعويض: اندماج شخص مع إعاقة في المجموعة يطرح، أحيانًا، معضلة جدّية أمام المرشد حيال المجموعة: هل يتمّ ملاءمة كلّ الفعالية للمشترك مع الإعاقة؟ ما هو مستوى التنازل لدى المشاركين بدون إعاقة؟ هل كل فعالية لا يستطيع أن يُشارك فيها الشخص ذي الإعاقة لن تُقام؟ مبدأ التعويض معناه، إذا كان في فعالية ما نشاط لا يستطيع الشخص ذو الإعاقة المشاركة فيه ـ ينبغي أن يتمّ إدراج نشاط بديل “يُعوّض” فيها هذا المشترك بحيث يستطيع أن يحٌّق فيه نقاط قوّته.
6. مبدأ الفردانية: على المرشد والمركز الجماهيري أن يعترفا ويكونا مستعدين أن ينضمّ أناس مع إعاقات إلى المركز الجماهيري. عليهم أن يعرفوا قدراتهم ومصاعبهم العينية ونقاط قوتهم الشخصية. هدف هذه المعرفة ـ ملاءمة الفعاليات للاحتياجات والقدرات بشكل يستجيب على أفضل نحو لمتطلبات المشاركين وألا ينشأ وضع لا تكون فيه ملاءمة، تتسبّب في عدم مشاركتهم في الفعالية. إذا كان الشخص ذو الإعاقة معنيًّا بأن يعرّف بشكل شخصيّ باحتياجاته ونقاط قوّته، عليه التوجّه إلى المُرشد أو إلى عامل آخر ضمن طاقم المركز الجماهيري.
7. التمحور بـ”الموجود”: معرفة نقاط القوة والقدرات الإيجابية للمشترك ذي الإعاقة تُفضي إلى تمحورٍ في تحقيق نقاط القوة وتعزيزها، إضافة إلى مواجهة الصعوبات. تخطيط الفعاليات ينبغي أن يكون على نحو يُتيح تحقيق نقاط القوة في المشترك وأن يستطيع تجسيد الطاقات الإيجابية في شخصه. سيكون الأمر سارًّا لو أن التمحور في “الموجود” أفضى إلى كشف المشترك ذي الإعاقة على فعاليات أخرى في المركز الجماهيري، يستطيع أن يشترك فيها ليُحقّق تطلّعاته ونقاط القوة الكامنة فيه.
معلومات إضافية هامة!
• العاجز (ח—ס—ר—י— י—ש—ע—) (تعديل 26 لقانون العقوبات، أقرّ في العام 1989): شخص بسبب سنّه، مرضه أو إعاقة جسدية أو نفسية لا يستطيع ضمان احتياجاته، وصحته وسلامته. المسّ بشخص عديم القدرة وعاجز هو مخالفة جنائية توجب إبلاغ موظف خدمات الرفاه أو الشرطة. واجب التبليغ مفروض على عامة الجمهور لا سيما على المهنيين. أناس مع إعاقة عقلية معرّفون حسب القانون كأناس عاجزين ومن سن 18 وما فوق هم بحاجة إلى وصيّ يحميهم ويساعدهم على اتخاذ خياراتهم. أناس مع إعاقة نفسية أو في التواصل لا يُعرّفون كعديمي القدرة إلا إذا اقتضى وضعهم الأدائي تعريفهم على هذا النحو.
• الحفاظ على السرّية: في حالات نقل معلومات عن مشترك ذي إعاقة، بأيدي المشترك نفسه أو أي جهة أخرى، من الواجب الحفاظ على التفاصيل السريّة وأنه ينبغي التوقيع على تعهّد بالحفاظ على السرّية بما يتّصل بالوضع الجسدي/الصحي للمشترك ذي الإعاقة.
رانية مرجية