الشعر .. الحلم والرؤيا
تاريخ النشر: 11/01/20 | 21:01الشعر بشارة المستقبل، والحلم المورق في الذاكرة، وخمائل شعرنا في هذا الوطن كثة الاغصان والافنان، وارفة الظلال، وباسقة. فهذا يصدح ليبث صبابته وتباريح عشقه وهواه، وذاك يغرد نشوان في هيامه بتراب الأرض، وآخر يسجع فوق منابر الفجر والصبح باكيًا شاكيًا أوجاعه وآلامه وخطوبه، وثمة من يرتل فوق الربوة الغنّاء، يتغنى بمباهجه ومحاسنه، ويصبو بأحلامه الوردية لعلها تتحقق.
وشعرنا الفلسطيني الذي ولد وتفجر في قلب المعارك هو أصدق شعر عربي. ورغم الهزائم والنكبات والانكسارات المتتالية الذي يعج به هذا الكون الملوث برياح الكراهية والفوضى ونار الحروب والصراعات الطائفية، فإن الشاعر يمتطي أغنية من زعتر، ويشعل القرنفل بمليون سؤال مربك، يحمل نابلس ومدن الوطن بكل غضبها وتفجرها إلى الصحاري وأمكنة العالم، ويلتصق بأسوار وحجارة القدس كما ينبغي. فقدر شعراء فلسطين حمل هموم الوطن والانسان والمخيم بكل ما يمثله من فقر ومجاعة وانسحاق وعذابات الانسانية الكادحة المقهورة، ومواصلة الهتاف والغناء الملتزم، والمضي في دروب العطاء والإبداع، ولنا في أشعار السلف وكوكبة الشعر الفلسطيني المقاوم قدوة وامثولة.
بقلم : شاكر فريد حسن