خطبة الجمعة حول إغاثة المحتاجين بكفرقرع
تاريخ النشر: 28/12/19 | 7:55الحمدُ لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ على أشرف المرسلين . لقد مرت الأمة الإسلاميّة خلال عمرها الطويل بفترات مُظلمة، وحالكه استطاع فيه أعداءُ الإسلام في غفلةٍ من أهلهِ أن يسيطروا على مقداراتها ويسلبوا أرضها ويستبيحه أعراضها ويسفكُ دماء أبنائها.ويكاد تغلب في كل مرحلةٍ من هذه المراحل عوامل اليأسِ، ومشاعر الإحباط ولكن كانت رحمةُ الله تحتضن الأمة برجالٍ قواموا الأعداء واستردوا الأرض المغتصبة، واستعادوا الحق المسلوب.فالصليبيون أتوا إلى الشرق وحتلوا بلاد الشام وعاثوا في بلاد المسلمين فسادًا وقتلوا النساء والرضع واستباحوا الحرمات وسقطت القدس في أيديهم ورفعوا الصليب فوق قبة الصخرة وقتلوا ما يقرب من تسعون ألفًا، وفعلوا من الجرائم ما لا يخطر على بال تمامًا كما يحدث لإخواننا في الإيغور في الصين حيثُ يُعذب ويُقتل المسلمون وتهدم المساجد ويُعتقل الرجال والنساء، لكننا على أملٍ بالله عز وجل أن يأتي الفرج القريب كما حدث في ذلك الوقت ومن وسط الظلام الدامس قيض الله عماد الدين زنجي الذين انتصر على الفرنجه وخلفه إبنه نور الدين محمود والدين قتل منهم ما يقرب عشرين ألفًا وأسر من نجى وكان من بينهم جميعُ ملوكهم.ثم يكتب الله نهاية الصليبيين على يد القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين وطهر بيت المقدس وأعاده لإمة الإسلام، أما التتار فقد فعلوا بديار المسلمين ما لا يستطيع قلم أن يصفه فدمروا الخلافة وقتلوا الخليفة وقذفوا بآلاف الكتب في نهر دجلة حتى تغير لونه مائهُ من حبرِ الكتب، وقد تصور الناس أنه لا يأتي يوم الخلاص من هؤلاء حتى هيأ الله للإمك فارسها المجاهد العظيم قُتز الذي غسل العار وأعاد الديار وهزمهم في معركة عين جالوت وقد انجبت هذه المحن من رحمها ثُلة من القادة الربانيين الذين كتب الله على أيديهم النصرة والتمكين.
وفي ضلِ الأزمات والمعاناة لابناء هذه الأمة في سوريا وفلسطين والقدس الشريف علينا أن نعي دورنا في الوقوف بجانب المستضعفين والمظلومين والأرامل والأيتام والمعوزين في زمن الشدائد والضيق كما قال الله تعالى:” أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة”، ولقد كان سيدنا رسول الله من أعظم المنفقين وربا جيلًا أنفق من مالهِ ودمهِ من أجل مرضاة الله لقول الله عز وجل:” وما لكم آلا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراثُ السمواتِ والأرض”. ولقول الحبيب محمد صل الله عليه وسلم” أنفق يا بلال ولا تخشى من دى العرش إقلالا”.
كان النبي صل الله عليه وسلم يُعين المحتاجين ويرحمهم ويسعى لقضاء حوائجهم لقولهِ صل الله عليه وسلم” الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهدِ في سبيل الله أو قائم الليل الصائم النهار”. وقد ورد من أخبارِ السلف ما نقل عن وزراء الصالحين أنه رُفع يديه أن إمراةً معها أربعة أطفال أيتام وهم عُراةٍ وجياع فأمر رجل يمضي إليهم ومعه ما يصلحهم من كسوةٍ وطعام ثم نزع ثيابه وأقسم أن لا يلبسها حتى يعود ذلك الرجل من عند الأرملة والأيتام وقد كساهم وأطعمهم، فلما عاد وأخبره وكان يرتعد من البرد لبس ثيابهُ. أهلنا الكرام …الجمعية الإسلاميّة لإغاثة الأيتام والمحتاجين انطلقت في حملة إغاثة لإخواننا السوريين في تركيا وعلى الحدود السورية التركية النازحين ولإخواننا في غزة والقدس الشريف والنقب ومدن الساحل وهي تهيبُ بكم جميعًا أن تُقدموا يد العونِ والمساعدة لتفريج كرب وهم إخواننا في ظل هذا البرد القارص والظلمِ والقهر الذي أصابهم لعل الله يُفرجُ عنا يوم القيامة.