في انتظار غودو لصموئيل بيكيت
تاريخ النشر: 04/01/20 | 9:59رغم أن هذه المسرحية كتبت في العام 1952 إلا أنها ما زالت مثار الانتباه والجدل حتى أيامنا هذه.
وكان الأديب الفلسطيني الراحل نواف عبد حسن ترجم هذه المسرحية للعربية في سبعينات القرن الماضي، ونشرها على حلقات بمجلة ” الشرق ” المحتجبة، التي كان يرأس تحريرها الدكتور محمود عباسي.
وتعتبر هذه المسرحية أفضل اعمال الكاتب المسرحي الايرلندي صموئيل بيكيت على الاطلاق وأشهرها على المستوى العالمي.
وهي مسرحية اللامنطق في عالم يتظاهر بالمنطق وفي داخله فوضى مرعبة، وتدور حول شخصيات معدمة، مهمشة، مسحوقة، منعزلة، تنتظر غودو ليغير حياتها جذريًا نحو الافضل والأجمل، وتكتنفها نزعة سوداوية وسخرية لامتناهية تتمثل بالتلاعب بالألفاظ وأحداث التوتر ومغرقة بالرمزية التي تغلف كل شيء فيها، إنها قصة الانتظار التي تتكرر عبر الازمنة والامكنة، وفي النهاية غودو لا يأتي ويظل هو المشكلة التي تظل بدون حلول.
ويتفق جميع النقاد والكتاب أن الشيء في هذه المسرحية التي تمثل عبثية الوجود وفوضوية الواقع، وتدخل في إطار ما يسمى مسرح العبث أو المسرح اللامعقول، هو عنصر ” الانتظار “، الذي من خلاله يحاول بيكيت أن يصل إلى نتيجة وهي أن الانتظار يستطيع أن يبعد اليأس عنا لا بل قد يكون بمثابة وسيلة للوصول إلى هدف منشود صعب المنال.
وفي غمرة هذا الانتظار المفزع والمتمزق، في هذا الجو النفسي المثقل بالخوف والرهبة والضياع والقلق، يجد القارئ نفسه في جو مماثل، في مسرحية، يتساءل كاستراجون وفلاديمير هل سيأتي من يمثلنا التمثيل الصحيح المشرّف ومتى ؟ متى سيجيئ الممثل الذي يعرف واجبه تجاه بلده ومجتمعه، وهل سيجيئ الرجل البناء البعيد عن التصريحات والأقوال الجوفاء؟ اسئلة تتكرر في كل دورة من دورات الطبيعة، وكل تغيير يطرأ، نرحب به ونأمل أن يكون الخلف خير من السلف، ويقلب الممثل ظهر المجن لنعود إلى ترسانة الانتظار، لنبحث عن منفذ، نتغلب به على ثقل التمزق والضياع، فالأمل قوي والعزيمة اقوى لأن الليل سينجلي، والفجر آتٍ لا محالة.
بقلم : شاكر فريد حسن