بطاقة الشاعر الديلاوي ملحم خطيب
تاريخ النشر: 08/01/20 | 10:07تقديم : شاكر فريد حسن
ملحم خطيب من الأصوات الشعرية التي برزت على الساحة الأدبية والثقافية في السبعينات من القرن الماضي. وهو من مواليد مدينة حيفا سنة 1952 لعائلة لبنانية مهاجرة انتقلت فيما بعد إلى دالية الكرمل في الخمسينات، وما زال يعيش فيها.
أنهى دراسته الابتدائية في الدالية، والثانوية في مدرسة بياليك اليهودية في حيفا، ثم التحق بالمعهد التطبيقي التخنيون وأنهى دراسته في الهندسة، بعدها عمل في قسم أبحاث البناء في التخنيون، ثم في قسم تخطيط المدينة التابع لبلدية حيفا، وفيما بعد التحق بجامعة حيفا لدراسة اللغة العربية والتاريخ.
أشغل عضوًا في اللجنة التنفيذية لرابطة الكتاب الفلسطينيين في البلاد، وعضوًا في لجنة المبادرة الدرزية، وعضوًا في هيئة تحرير مجلة الشرق المحتجبة.
كتب ملحم الشعر في جيل مبكر، ونشر تجاربه الأولى في صحيفة ” الأنباء ” ومجلة ” الشرق “، ثم في صحيفة ” الاتحاد ” و ” الجديد ” و ” المواكب ” وسواها من الصحف والمجلات الأدبية المحلية.
صدر له : وجهك والمزامير، خلف النقاب الأبيض، دللني يا خمر بلادي، وفتاة الزيزفون .
قصائد ملحم خطيب ذات نزعة إنسانية ووطنية، وطابع رومانسي شفاف، تحاكي الحب والوطن والأرض والطبيعة والجمال الكرملي، وتصور موم الإنسان والقلق الوجودي الحضاري.
ملحم خطيب شاعر مقتدر، وله المام واسع في الاوزان الشعرية، ومتمرس في اللغة العربية، نحوها وصرفها.
يمتلك موهبة شعرية فياضة، وحس فني مرهف، وخيال واسع مجنح، تنساب قصائده بسلاسة ووضوح، وتمتاز بالحس الفني الجمالي الرهيف، والعاطفة الجياشة المضطرمة، وهو ينتمي للمدرسة الرومانسية الغنائية الحديثة.
من أشعاره :
صاحت اهواك غربت بعد توسل – فجلست من هزل وطارت فرحتي
انا ابن فكر ما دام الهوى – قد هز غيري قبل قلبي منيتي
فيها طيوف جميلة وعسيرة – وصبية قاسمتها حصتي
في غيبة طان الوقار بها – – كم جئت ارى ان تليق بحالي
وهج المصابيح التي باتت على – قلب وحقك كي افرقع قسوتي
2- في لحظة سكون وصمت
اود اهواك الفجر والعمر والهوى – وفي الحسن اشبع من لقاك واسمع
وان قيل قد رمت بنا الأحلام مرة- اغص اذ اني في لظى الحب اترع
مساكن بانت يا وهبتك معزتي- اضيف لك والعيد بالكد يسرع
وفي قصيدته ” فوق هاتيك الربى “، وهي غاية في الرقة والروعة والجمال، يقول :
زوروا بيوت العابرين الى الثرى-واستجمعوا خيراً من الأنداء
والليل خيم فوق هاتيك الربى- بصواعق باللوم والأشلاء
غطست تسابيح الكلام ومن على- اكتافها من خصلة ووفاء
حيوا الكرام جميعهم من قومنا- للخير ما برحوا قمة الشرفاء
جمعوا خيامهم صباحاً وانعموا- – للصبح في بارودة وغنائي
حتى اذا جاء الظلام تأهبوا-مثل الأسود تموت في البطحاء
وسهامهم اورادها قد سمعت- من قوتهم في جملة الأصغاء
تيمور انت وفيصل عودا الى- العدل الرقيق على ثرى صحراء
عودا الى الصفاء نخوة صادق- يزهو كما في توبة ووفاء
تلقاه في وقع الندى حورية- طابت مع التاريخ في رمضان
اذا قادها الهاشمي في هيزار في- سرح يطول خزائن الغضبان
كم أعرج شبع على دجاجة- يرثي غمام ثوابت الشبعان
**********
وحمامة هيفاء لم تبخل ولم- تخرس كجمر من على العيدان
ستغوص رغم الحسن والتعتيم و…. التصنيف فوق الزهد والغثيان
شرقية تحلو لمن زفرت ومن-غاصت مع الآفاق في بغدان
كتب الفرزدق والقصيدة شعره- تلقى الشجون مزارع الشجعان
من خوف ثعبان الذي ما مثله- او حوله في الخوف من ثعبان
هزموا سوارجهم بمذبحة الفدا- سيوف تواروا للورى وزمان
ورأيت “فيصل” حول ساحة طاب من- وله يسيل سقى الى الريان
يشدو الى مكة الى التقريب الى- اسوارها تسقى من الأيمان
واستجمع الأخبار لنا موثوقة-التمجيد في بعث وفي حمدان
قد راح يقتلني ,يعاقبني الندى- في غيبة الطوفان والشجعان
يستجمع الشمع المعذب من على- الأبيض في حرمون والجولان
تيمور من قد باعها الدنيا أتى- يخلو الى المكان في حوران
وحدي اعد بما وهبت وما هوى- فجري لها يغدو مع الحرمان
تكوي وتنشر والسياط سياطها- كالعنب صدري بالرنين يراني
اسمع حتى جئتها الدنيا وما- جمعت من الأحقاد والطغيان
كتدفق الأنهار من خصلاته-يستغفل الأوثان في عبدان
هطلت على زهر جميل ناظر- تروي الحبيب بأجمل القصدان
عربية في الأرض ليس وريثها- زهى الدنى دوماً وفي الحنان
تصبو لورد جاء مثل رحيقها-في سابق الأيام والأزمان
حتى اذا وقعت تهمس للهوى- صدري وهز الحق في بغداني
حتى اذا هزوا الرماح تساقطوا- في هب رياح الى الغثيان
يتصارعون على السلام خصيتهم- ابطالهم في محنة وهوان
شعراً تعانقه اللمى الغبراء في- طود من الوجدان والشريان
أخيرًا، ملحم خطيب شاعر ساحر يعشق الجمال، وأشعاره تنبض بالحب الإنساني الكبير، وعامرة بالمشاعر الدافقة. فله أحر التحيات، وأطيب الأمنيات بدوام العطاء.