بركة: دماء الشهداء يجب أن توحدنا
تاريخ النشر: 08/01/20 | 16:36أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في كلمة له في المهرجان المركزي ليوم الشهيد الفلسطيني، في رام الله، اليوم الاربعاء، أن دماء الشهداء يجب ان توحد الشعب الفلسطيني، ليواجه المخاطر المتزايدة عليه، وليوحد نضاله، نحو الحرية والاستقلال، ويصدر كافة المؤامرات التي تحيكها إسرائيل وربيبتها الإدارة الأميركية. وحيا بركة موقف القيادة الفلسطينية، بقطع العلاقات مع الإدارة الأميركية، ورفض خصم مستحقات الاسرى وعائلاتهم، وعائلات الشهداء والمصابين، رغم سلب حكومة الاحتلال لأموال الضرائب الفلسطينية.
وقد أقيم احتفال مركزي بيوم الشهيد الفلسطيني، برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي يصادف، السابع من كانون الثاني من كل عام (أمس)، في قاعة الشهيد أحمد الشقيري في مقر الرئاسة، بتنظيم من قبل التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين.
وقال أمين عام تجمع أسر الشهداء محمد صبيحات، في كلمته “إن حصار الاحتلال وتضييقه علينا للحيلولة دون الوفاء بواجباتنا ما هو الا وهم، وهو ما أكده الرئيس في أكثر من مناسبة عندما قال “الشهداء والأسرى خط أحمر”، وأنه “لو بقي لدينا قرش واحد سنصرفه على عائلات الشهداء والأسرى”.
وحسب بيانات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، ما تزال حكومة الاحتلال تحتجز جثامين 253 شهيدا، في ما يعرف “بمقابر الأرقام”، قبل عام 2015، فيما لم يعرف مصير 52 جثمانا احتجزت بعد العام المذكور.
وقال بركة، في كلمته، إنه علينا أن نكون أوفياء لعهدهم ودمائهم وللهدف والطريق التي ضحوا بأنفسهم لأجلها، وهي حرية فلسطين واستقلال فلسطين، وإلحاق الهزيمة بالاحتلال، ورفعة فلسطين. وقال إن الدم الفلسطيني، لا يعرف خطوطا جغرافية ولا سياسية، بل هو في خدمة فلسطين كلها، هذا ما كان، وهذا ما سيكون.
وحيا بركة القيادة الفلسطينية، لأخذها في السنوات القليلة الأخيرة، قرارين تاريخيين، فيهما تحدي للإدارة الأميركية ولحكومة الاحتلال الإسرائيلي. والقرار الأول، كان وقف التعامل مع الإدارة الأميركية ردا على صفقة القرن، وهذا قرار يحتاج الى شجاعة كبيرة لما يترتب عليه من هجوم وحصار سياسي واعلامي ودولي، نظرا لظروف الشعب الفلسطيني. ولكن كان الخيار أمام القيادة الفلسطينية، بين حقوق شعبنا، وبين المناورة على الساحة الدولية، وقد اختارت حقوق شعبها، رغم الثمن الباهظ الذي تدفعه جراء هذا الموقف.
والقرار الثاني الذي لا يقل اهمية، هو الاستمرار في توزيع مستحقات الأسرى وعائلاتهم، وعائلات الشهداء والمصابين، رغم سلب إسرائيل لأموال طائلة من عائدات الضرائب، بما يوازي حجم هذه المستحقات. ودولة فلسطين ليست كباقي الدول، فإمكانياتها الاقتصادية صعبة ولكن هنا مرة أخرى، كان الخيار بين شموخ الموقف والوفاء للشهداء والأسرى، والوفاء لفلسطين، وبين تلقي أموال مستحقة لفلسطين وهي أكثر ما تكون بحاجة اليها، وقد اختارت القيادة القرار الشجاع.
وحذر بركة من السياسات الإسرائيلية، خاصة في اوج الأزمات السياسية التي تلاحق إسرائيل، العالقة في مسلسل انتخابات برلمانية، منذ أكثر من عام، إذ أن حكام إسرائيل يحاولون تصدير أزماتهم، بزيادة العدوانية على الشعب الفلسطيني، من خلال تشديد الحصار والاعتداءات على غزة، والمؤامرات على القدس، والحصار الاقتصادي على الضفة، وعلى السلطة الفلسطينية ككل، والكشف عن نية ضم كتل استيطانية في المدى المنظور، وغيرها.
وقال بركة، إن هذا يتطلب وحدة فلسطينية متراصة، ودم الشهداء يجب أن يوحدنا. وفي ظل كل هذه الأخطار، وفي ظل صفقة القرن، نحن ندعو الى الاحتكام للاتفاقيات التي وقعت لإنهاء الانقسام، وعلى أساس الثوابت الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى أساس مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، لنعود شعبا واحدا يخوض نضال نحو هدف واحد.
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، في كلمته ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، إن الرئيس متمسك برعاية ذوي الشهداء والأسرى. وأكد أن شعبنا صامد رغم القرارات الاسرائيلية بقرصنة أموال شعبنا، وتكثيف انتهاكاتها ضد الأرض بتصعيد البناء الاستيطاني، واستهداف المواطنين بالقتل على الحواجز، والاجراءات الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولة شطب حق العودة.
وأضاف ان يوم الشهيد مناسبة تحمل كماً كبيراً من المشاعر والأحاسيس، لأننا نتحدث عن أكرم وأنبل البشر وأكثرهم إيثاراً وتضحية، فهم ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا ومن أجل حرية شعبهم ووطنهم.
وتابع العالولK “نحن نعيش معهم وبهم كل حياتنا ومرتبطون بهم، نسعى من أجل تحقيق أحلامهم وما استشهدوا من أجله، فهم ملح الأرض وغذاء القلب والروح، ولأنهم أنبل ظاهرة، وافتدوا أبناء شعبهم بأرواحهم، واحتلوا كياننا وتفاصيل الحياة”.
وأردف، انه “لا إبداع لأحد إلا إذا كانت مادته تتحدث عن الشهداء، حيث إن أفضل إبداع للراحل محمود درويش متعلق بالشهداء، ونراه أحيانا يحسدهم ربما، بعد أن قال كل الذين استشهدوا نجوا من الحياة بأعجوبة”.
وأشار العالول إلى أن القيادة ملتزمة بما ضحى الشهداء من أجله، “حيث سنحمي حصنهم وما به، لأن به أحلامهم وإرث من كرامة وعنفوان وكبرياء الثوار، وقيم جميلة، وأشياء لا تشترى، نقول لهم إننا ما زلنا نرى الضوء في نهاية النفق، كما كان يردد دائما الشهيد الخالد ياسر عرفات، ونعدهم بأن يكون هذا الضوء أكثر سطوعاً وإشعاعاً، وأنا مؤمن بنبوءة أبو جهاد بأن النصر قادم لا محالة وهو وليد لحظة”.
وأكد أن شعبنا قدم تضحيات كبيرة وباهظة من أجل الحرية والاستقلال، وقدم شلالا من دماء الشهداء، وكمًا كبيرا من معاناة الأسرى والجرحى، وثمنه لا يمكن استبداله بأي شيء، لا يمكن استبداله إلا بحريتنا واستقلالنا وحقوق شعبنا كاملة غير منقوصة.
خليك في رام الله. دمرتوا حياتنا