الدفاع عن القدس
تاريخ النشر: 09/01/20 | 8:29بقلم : شاكر فريد حسن
القدس، زهرة المدائن، يبوس الكنعانية المحاطة بالأسوار، التي تغنى بها الشعراء والأدباء على مر العصور والحقب التاريخية، وأنشدت لها فيروز بصوتها الحريري الملائكي، ومن كلمات سعيد عقل. هذه المدينة التاريخية المقدسة العريقة كعراقة شعبنا، تواجه منذ احتلال العام 1967 اجراءات استراتيجية، بهدف تحقيق هدف واضح ووحيد، وهو تهويدها وفرض السيادة الاسرائيلية الاحتلالية الكاملة عليها.
ويتمثل ذلك في عمليات مصادرة أراضيها، والتوسع الاستيطاني داخلها وفي محيطها، وهدم آلاف البيوت الفلسطينية فيها، عدا عن الخنق الاقتصادي وعزلها عن بقية مدن الضفة الغربية المحتلة.
يضاف إلى ذلك معاناة سكانها الفلسطينيين والتضييق عليهم عبر المعابر الحدودية والحواجز المؤقتة والاغلاقات المتكررة والحصار المتواصل عليها.
كذلك تصفية وضرب واغلاق المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية فيها، واغلاق مكتب تلفزيون فلسطين ومنعه من البث منها.
هذا ناهيك عن التقييدات والاقتحامات المستمرة للمسجد الاقصى وباحاته، ومنع المصلين من الوصول لرحابه الطاهرة.
وأمام ذلك يخوض المقدسيون معارك كفاحية ضد الاجراءات الاحتلالية اليومية، ويصرون على البقاء والصمود في مدينتهم والحفاظ على طابعها المقدس. ولكن هذا غير كافٍ في مواجهة الاستراتيجية الاحتلالية، والمطلوب هو تشديد الكفاح وتعزيز المقاومة الشعبية، ووضع خطة فلسطينية متكاملة، واستراتيجية واضحة وفعالة.
وأخيرًا لا بد من القول، أن مدينة القدس والحفاظ عليها والدفاع عنها كمدينة مقدسة وعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، وذات طابع تاريخي ومعلم ديني مقدس لسكانها المسلمين والمسيحين، يحتاج إلى فعل نضالي وعمل وطني مكثف ودؤوب، وممارسة كفاحية وحدوية، ومقاومة شعبية مستمرة.