أمريكا تفتح نار الحرب ..!!
تاريخ النشر: 09/01/20 | 8:48بقلم : شاكر فريد حسن
عملية اغتيال قائد الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليمان، الرجل الأقوى في الدولة الايرانية، من قبل أمريكا، تدفع بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها الانزلاق والسقوط نحو هاوية غير متوقعة، وتفتح أبواب جهنم ضد الامبريالية الامريكية.
فمثل هذه العملية الاجرامية الجبانة لا يمكن أن تكون امرًا عابرًا، بل من شانها وضع المنطقة برمتها أمام مفترق طرق كبير، وإن كانت تضع ايران أمام خيارات لا تريدها.
ولعل أهم أهداف هذا الاغتيال لسليماني هو تقويض أركان الحكم في ايران سعيًا لتغييره، وتجريدها من السلاح النووي كما يزعمون، بالإضافة إلى تغيير خريطة العراق وتجزئته إلى ثلاثة أقسام أو اكثر.
لقد سبق الرد العسكري الايراني على عملية الاغتيال بقصف القاعدة العسكرية الامريكية، الرد الشعبي المجلجل، الذي فاق كل التوقعات، الرافض للهيمنة والعربدة الامريكية ومخططاتها العدوانية، الذي تجلى في جنازة سليماني. فقد كانت جنازة مهيبة وعظيمة لم يشهد التاريخ مثلها من قبل.
ولا شك أن حجم هذه الجنازة هو بمثابة استفتاء شعبي وجماهيري، ورسالة سياسية واضحة تدل على وحدة وتماسك وصلابة الشعب الايراني ولحمة مختلف الاطراف والاطياف الايرانية، سيتم استثمارها في الرد على سياسات امريكا المعادية للنظام الايراني.
إن امريكا تسعى لفرض هيمنتها على العالم من خلال نشر الفوضى وتأجيج الصراعات الاقليمية والتوتر، خصوصًا في منطقة الشرق الاوسط، لما تحتويه من ثروات طبيعية ونفطية علاوة على موقعها الاستراتيجي الهام.
ومن الواضح أن انسحاب الرئيس الامريكي ترامب من الاتفاق النووي مع ايران، جاء لتأجيج التوتر في المنطقة، كي تعيش الاقطار العربية وخاصة دول الخليج العربي تحت طائلة التهديد الدائم وزيادة ارتهانها للمصالح الامريكية، فضلًا عن سعي الادارة الامريكية لبناء حلف قوي ومتين بين أكثر الدول رجعية وارتهانًا لها في المنطقة.
ما تشهده منطقة الشرق الاوسط من نزاعات وفوضى خلاقة ومآسٍ وويلات وعدم قيام دولة فلسطينية حتى الآن، هو نتاج سياسة التحالف الثلاثي الدنس، الامبريالي الصهيوني والرجعي العربي. وقد شكلت الحروب دفيئة لولادة وظهور جماعات الظلام وقوى التطرف الارهابية، وانتشار الارهاب في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن وغيرها.
ومن نافل القول في النهاية أن أمن المنطقة غير مرهون بالوجود الامريكي الاستعماري ، بل بإرادة شعوبها، والمطلوب من هذه الشعوب وقواها الوطنية والتقدمية والثورية والديمقراطية رفض ومقاومة كل السياسات العنجهية لأمريكا، التي تتعامل كقوة فوق الشرعية الدولية وفوق الاتفاقات والقوانين الدولية.