وَرَحلَ شيخ الخطاطين الفلسطينيين طارق شريف صفدي
تاريخ النشر: 10/01/20 | 15:00بقلم : شاكر فريد حسن
غادر عالمنا اليوم ابن مدينة الناصرة، شيخ الخطاطين الفلسطينيين الفنان صاحب الأنامل الذهبية، الأستاذ طارق حسن شريف صفدي، الذي خطَّ اسمه بحروف من ذهب ضمن قائمة أبرز الخطاطين الفلسطينيين في بلادنا، بلوحاته المميزة وأعماله الخالدة، وخطوطه لعناوين مئات بل آلاف الكتب والأسفار والمجلات.
لقد برع المرحوم طارق شريف في ممارسة الخط منذ نعومة اظفاره، وتميز عن غيره من الخطاطين بأسلوبه الخاص في رسم ما يخطه واستشعار ما يكتبه، حيث جمع بين علم الخط وروحانيته. وقدم الفن كفن تشكيلي يعنى بالإبداع والتجميل للأشياء والتنسيق للكلمات في الفراغ التصويري، ويزين الأشياء ويعطيها الجمال المطلوب.
وقد أعطى خطوطًا رائعة حية تشهد على تجربته الثرية وخبرته الطويلة وعلو كعبه في هذا المجال الفني الكتابي، الذي هو أصالة وتراث الماضي والحاضر والمستقبل، رغم التكنولوجيا الحديثة التي أفقدته بعضًا من وهجه وسطوعه، واتصف بحيويته وذاكرته القوية التي ظلت تسكنه حتى أيامه الأخيرة.
لقد تتلمذ على يدي المرحوم طارق شريف مئات التلاميذ، الذين يدينون له بالشكر والوفاء والعرفان تقديرًا لأستاذيته وإنسانيته وتعامله النادر.
ها أنت تمضي يا طارق إلى عالمك الجديد الآخر، بعد أن تركت إرثًا فنيًا تشكيليًا مميزًا، سيخلد اسمك في الذاكرة الثقافية الفلسطينية. نم قرير العين، هادئ البال، فقد أديت رسالتك الفنية، ورحلت عن دنيانا الفانية، فوداعًا .. ولروحك السلام أيها الباقي في مدينتك التي أحببت.