دعوى ضد مؤسسة التامين الوطني: التامين الوطني رفض الاعتراف بإصابة الجنّان كاصابة عمل
تاريخ النشر: 20/01/20 | 8:55قرارات مؤسسة التامين الوطني بعدم الاعتراف بإصابات العمال كاصابات عمل ليست بالامر الجديد، وهذا الأمر اعتيادي وليس مستهجنًا، ولكن المستهجن في القضية التالية هو التفسير والتعليل الغريب الذي قدمه طبيب مؤسسة التامين الوطني من أجل رفض الطلب الذي تقدم به جنّان بعد أن أصيب بركبته اليمنى,
حيث ادعى الطبيب بأن الجنّن كان قد أصيب في الركبة قبل خمس سنوات. في الحقيقة هذا صحيح ولكن الاصابة التي تطرق إليها طبيب مؤسسة التامين الوطني كانت بالركبة الثانية اي اليسرى ولا علاقة للاصابة في حينه بالإصابة الحالية التي يتعلق فيها الطلب.
وجاء في الدعوى التي قدمت لمحكمة العمل في حيفا بواسطة المحامي، سامي ابو وردة، المختص بقضايا التأمين الوطني، ان المدعي بالستينات من العمر يعمل على تقديم خدمات الجنائن لشركات متعدة على مدار خمسة أيام اسبوعيًا ويعمل في اليوم حوالي 8 الى 12 ساعة متواصلة وخلال عمله، ومن أجل تعبئة الجرار، كان يضطر لرفع جرار وزنها يتراوح ما بين 30 – 50 كغم وزن الجرّة الواحدة.
الحادثة وقعت قبل حوالي سنة ونصف بعد أن حمّل الجرار من الدفيئة كالمعتاد، في عربة النقل ومن ثم رفع الأكياس لتعبئة الجرار ولذلك يضطر للانحناء وتسوية ركبتيه، وأثناء ذلك أصيب المدعي بحادثة عمل عندما صعد إلى سيارة العمل مما أدى إلى حدوث تمزق بركبته اليمنى ونتيجة ذلك لم يتمكن حتى من تحريكها.
وجاء في سياق الدعوى ان الجنّان لم يعي خطورة الإصابة في بادئ الأمر وظن ان ما حدث هو شد بالعضلات او الم آخر عابر. ولكن وبعد أن ازداد الألم في ركبته اليمنى اضطر للتوقف عن العمل وتوجه لمراجعة الطبيب الذي حوله لاجراء الفحوصات اللازمة حيث تبين أن هناك تمزق بالركبة اليمنى.
ونظرًا لنتائج الفحوصات توجه الجنّان لمؤسسة التامين الوطني مطالبًا الاعتراف باصابته كاصابة عمل الا ان طلبه قوبل بالرفض بادعاء أنه وحسب راي مؤسسة التامين الوطني لم يكن مسبب لحادث اثناء او بسبب العمل.
واكتشف المحامي سامي ابو وردة الذي فحص الملف ان الدعوى أرسلت لطبيب مؤسسة التامين الوطني للفحص والمعاينة اذا كان الأمر يتعلق بالصدمة الصغيرة بركبة المدعي. وتبين ان هناك تشخيص خاطى في تعليل الطبيب والذي راى بانه لم يكن مسبب للحادث سيما وان المدعي لم يشعر بالألم أثناء رفع الجرار وانما شعر بالألم بعد ذلك.
وكتب الطبيب بتقريره الطبي ايضًا ان المدعي تعرض لحادثة التواء في ركبته اليمنى قبل خمس سنوات ولذا لا يمكن انكار أضرار حدثت بالماضي بركبته اليمنى، ولذا رفض الاعتراف بوجود اصابة الجنان على نمط الصدمة الصغيرة.
المحامي سامي ابو وردة ادعى أن الإصابة التي لحقت بموكله قبل خمس سنوات كانت ركبته اليسرى وليس اليمنى كما ادعى طبيب مؤسسة التامين الوطني.وتساءل المحامي سامي ابو وردة، كيف يمكن رفض دعوى بناء على تخمينات انكار إصابات سابقة تعرض لها موكله رغم عدم وجود اصابة كهذه في ملفه الطبي؟.
واذا كان كذلك، تساءل المحامي سامي ابو وردة فان الأمر سيؤدي إلى انكار كل دعوى للاعتراف بالإصابة اذا كانت اصابة بمرض السرطان او خلل بالسمع..؟!
وبناء على ذلك، طالب المحامي سامي ابو وردة من المحكمة اتخاذ قرار بان مؤسسة التامين الوطني أخطأت إقرارها رفض طلب موكله وكذلك أخطأت عندما أنكرت احتمال حصول الإصابة بركبة المدعي هي نتيجة إصابات خفيفة متكررة حسب نمط الصدمة الصغيرة.
سعيد بدران