رسالة للمفتّشين والمديرين والمعلّمين
تاريخ النشر: 21/01/20 | 11:30د. محمود أبو فنه
كم أحترم مهنة التربية والتعليم التي مارستها على مدار أكثر من أربعة عقود – (مدرّسًا ونائب مدير في الثانويّة ومحاضرًا في الكليّات ومفتّشًا ومركّزًا للجان وطواقم مناهج اللغة العربيّة) واعتبرتُها رسالة سامية تتطلّب المعرفة والإتقان والإخلاص والمسؤوليّة والمحبّة، وقد حاولتُ في جميع المواقع التي عملتُ فيها أن أرضي ضميري أوّلاً، وأن أبذل كلّ ما أستطيع للقيام بواجبي/رسالتي لمصلحة جميع من تعاملتُ معهم من الطلاب والمفتشين والمعلّمين والأهالي!
ومن الأمور التي ساهمتُ في إدراجها في مناهج تعليم اللغة العربيّة وآدابها لجميع المراحل – والتي أشرفتُ على إعدادها – موضوع: “المطالعة الذاتيّة”.
ففي مناهج اللغة العربيّة وآدابها لجميع المراحل التعليميّة أكّدنا على ضرورة التعامل مع المطالعة الذاتيّة – سواء المطالعة الموجّهة أو المطالعة الحرّة – بصورة رسميّة في الصفوف، واقترحنا عددًا من الكتب الملائمة لكلّ مرحلة، مع إمكانيّة للإضافة وللتعديل أو الحذف مراعاةً لما يصدر من أعمال أدبيّة جديدة، واستجابةً لرغبات الطلاب والمعلّمين.
ففي منهج اللغة العربيّة للابتدائيّة (الصفوف: الأول – السادس) أوصينا المدارس والمعلّمين أن يحثّوا طلاب الابتدائيّة على قراءة خمسة وستين (65) كتابًا حتّى نهاية الصفّ السادس.
وفي منهج الأدب العربّي للإعداديّة (الصفوف: السابع –التاسع) اقترحنا أن يقرأ كلّ طالب في هذه الصفوف ثلاثين (30) كتابًا حتّى نهاية الصفّ التاسع.
وفي منهج الأدب العربّيّ والعالميّ للثانويّة (الصفوف: العاشر – الثاني عشر) يُطلب من كلّ طالب أن يقرأ ستّة كتب (كتابين على الأقلّ في كلّ سنة) – غير الكتب الإلزاميّة المطلوبة لامتحانات البجروت .
كما حرصنا على تزويد المعلّمين بالاقتراحات والتوجيهات – في كتب المرشد للمعلّمين – التي
تجعل التعامل مع الموضوع بصورة مهنيّة ناجعة، مؤكّدين على مبدأ “التحبيب والتشويق لا
الإكراه والإلزام”.
واليوم، مع الأسف، ألمس أنّ الكثير من مدارسنا لا تلتزم بما نصّت عليه المناهج الدراسيّة،
فلا مكتبات مدرسيّة ولا مكتبات صفيّة، ولا تخصيص حصص للمطالعة، ولا محاولة لغرس
عادة المطالعة وتذويتها في نفوس الطلاب، مع أنّني أعتقد أن إكساب طلابنا هذه العادة – عادة
المطالعة – يسهم بشكل كبير في إثراء عالمهم ، وبلورة شخصيّاتهم، وتحسين تحصيلهم
في جميع المواضيع الدراسيّة، وفي زيادة الدافعيّة لمواصلة القراءة والتجدّد والنّماء بعد تخرّجهم.
آمل أن تسعى مدارسُنا إلى تطبيق ما ورد في المناهج الدراسيّة لتحقّق ما نرجوه لطلابنا من تقدّم وارتقاء!
* استخدت ضمير المذكّر بينما الرسالة موجّهة للمذكّر والمؤنّث على السواء!
أذكر ولا أنسى ، أذكر جهودك الخيّرة يوم كنت مفتِّشًا ، فأثريت جهاز التربية والتعليم بعطائك الجميل ومهنيّتك ونشاطك وغيْرتك الغيورة على العلم والتعليم.. للأسف مصطلح المطالعة كاد ينقرض في زمن لا يطالع فيه المعلّمون أنفسهم..سقى الله تلك الأيام استاذنا الكبير…محبتي من الجليل
النبع الفيّاض لا ينضب أبدًا ، والماء الجاري لايأسن ؛ كذا عهدناك أستاذنا الفاضل ؛ معطاءً، مخلصًا ، غيورًا على لغة الضاد .
أدامك الله نبراسًا تستنير به الأجيال ، وتعلو بسناه الهمم !