زيارة تهنئة لصدقي المقت بمجدل شمس
تاريخ النشر: 21/01/20 | 14:08بشعور من الاعتزاز الوطنيّ والفخر العروبيّ حلّ وفد كبير من أعضاء “اللجنة الشعبيّة للتضامن مع الشعب السوريّ وقيادته الوطنيّة” وبمشاركة جبهة طمرة الديمقراطيّة يوم السبت الفائت حلّوا ضيوفًا على بلدة “مجدل شمس” السوريّة العربيّة الرابضة على كتف جبل الشيخ لتقديم واجب المباركة والتهاني للأسيريْن السوريّيْن: الأسير المحرّر صدقي المقت والذي قضى 32 عامًا في سجون الاحتلال، هذا المناضل العنيد الذي لم تلن قناة صموده ولا تحدّيه للسجّان المحتلّ، والذي لم يغرِه بريق الحريّة المنقوصة، وفضّل السجن حرًّا في زنزانته على الإبعاد عن جولانه الأبيّ والشامخ، والذي سيرى نور الحريّة بعد كنس الاحتلال الدنس عن ثراه الطاهر قريبًا، والشاب الأسير المحرّر أمل أبو صالح والذي واجه بصدره وإيمانه بحريّة الوطن السوريّ الجرحى من إرهابيّي داعش والنصرة الذين نقلتهم سيّارات الإسعاف الإسرائيليّة إلى المستشفيّات، والذي قضى في السجن مدّة 5 سنوات خرج بعدها أشدّ عودًا وأصلب مكسرًا.
وقد شارك في الوفد أعضاء من كلّ القرى والمدن العربيّة في الجليل والساحل، وفي بيت الأسير المحرّر صدقي المقت رحّب أبو فخري المقت والد صدقي، وهو أوّل الأسرى الجولانيّين في سجون الاحتلال، رحّب بالوفد من اللجنة الشعبيّة والمرافقين وأشاد بدورها ومساندتها للشعب السوريّ، ومن ثمّ تطرّق إلى العلاقة التاريخيّة بين سوريا وفلسطين كإقليميْن من بلاد الشام الكبرى، وأشاد بنضال وصمود الشعب الفلسطينيّ المنتصر حتمًا بإرادته وصلابته على الاحتلال الصهيونيّ. كما تحدّث وبنفس الروح من الإصرار والصمود الأسير المحرّر بشر المقت، شقيق صدقي وهو أسير محرّر أمضى في سجون الاحتلال 25 سنة، وتحدّث عن الروح السائدة عند أبناء الشعب السوريّ والجيش والقيادة وعند أبناء الجولان الصامد عن العمل والنضال من أجل تحرير كلّ ذرّة تراب سوريّة تدنسها أقدام الاحتلال والإرهاب في الشمال والجنوب السوريّيْن.ثمّ تحدّث باسْم الوفد الأخ وصفي عبد الغني مباركًا لصدقي المقت حريّته، ومشيدًا بدوره النضاليّ العامّ وفي انتصاره المؤزّر على قيود السجن والسجّانين، وقال في معرض كلامه: “لقد تحوّل صدقي المقت بسجنه وانتصاره على سجنه وإيمانه بالحريّة له ولوطنه إلى مدرسة نضاليّة قلّ نظيرها في العالم، وقد يكون صدقي هو الأسير الذي طالت فترة أسره أكثر من أيّ أسير في العالم. هذه المدرسة النضاليّة يجب تعميمها على الشعوب العربيّة لتتعلّم منها كيف تلاطم كفّ المظلوم مخرز الظالم وكيف يستطيع السجين بصدره العاري أن يتحدّى أمام ظلم سجّانه وظلام سجنه.
وتحدّث الرفيق عادل أبو الهيجا فحيّا هذه الأسرة من المناضلين والتي سجن الاحتلال كلّ أبنائها قاصدًا ليّ ذراعها القوميّ والنضاليّ ولكنّها لم تهتزّ أمام رياح الجبروت المتمثّل بالاحتلال الإسرائيليّ للجولان العربيّ والسوريّ، ودعا في كلمته إلى الالتفاف حول تراب سوريا الغالي للتصدّي للمحتلّين وأعوانهم الإرهابيّين والذين من خلفهم السياسة الأميركيّة والتركيّة والأنظمة العربيّة الخائنة.وكذلك تحدّث الرفيق علي هيبي مشيدًا بالمناضل الفذّ وروحه الوثّابة إلى الحريّة، وقد لخّص كلامه بمفارقتيْن جميلتيْن، إذ قال: “الأولى أنّنا في الحقيقة نهنّئ أنفسنا بوجود صدقي المقت بيننا ولا نهنّئه، لأنّنا به ازددنا عنفوانًا وإصرارًا على المضيّ قدمًا في طريق النضال، والثانية أنّ صدقي المقت لم يتحرّر لأنّه ولد من بطن أمّه حرًّا، بل هو حرّر سجّانيه من صموده وتحدّيه وإصراره على نيل حرّيّته كاملة”. وقام بتقديم بعض الأعداد من مجلّة “شذى الكرمل” الفصليّة التي يصدرها الاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48، وبعضًا من إنتاجه الأدبيّ هديّة للأسير المقت.وتوالى على منصّة الكلام الرفيق سعيد بدر والذي طالب بتعميم التجربة النضاليّة على قرانا ومدننا وبين أهلنا في الجليل والمثلّث والنقب، وتحدّث الرفيق شادي عبدو عن ضرورة إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى محور الاهتمام العربيّ، وضرورة ربط القضايا العربيّة قوميًّا للتمكّن من التصدّي للمطامع المحدقة بنا. وقدّم مروان هيبي بيتيْن من العتابا الفلسطينيّة معبّريْن عن المناسبة المباركة بتحرّر الأسيريْن وغيرهما من الأسرى المحرّرين.
وكانت كلمة الختام للأسير صدقي المقت الذي قام محيّيًا الوفد واللجنة الشعبيّة ومشيدًا بهذا الالتفاف حوله وحول القضيّة الوطنيّة والقوميّة وضرورة الاستمرار في النضال الدؤوب حتّى تحرير كلّ شبر من أرضنا في فلسطين وسوريا وكنس كلّ الأقدام الاحتلاليّة والإرهابيّة عن بلادنا، وقد أشاد بدور القيادة السوريّة وعلى رأسها الرئيس بشّار الأسد الذي عمل على تحرير الأسرى وبخاصّة تحريره هو من ربقة العدوّ وسجونه، وأشاد بما قدّمته روسيا في سبيل الحفاظ على وحدة الأراضي السوريّة، وبدور كلّ الملتفّين من مناضلي العالم وأحراره مع قضايا الشعوب المقهورة، ودعا الشعب الفلسطينيّ إلى إيلاء قضيّة الأسرى الفلسطينيّين اهتمامًا خاصًّا وجعلها دائمًا في رأس سلّم الأولويّات الوطنيّة، كما شكر اللجنة الشعبيّة للتضامن مع الشعب السوريّ وقيادته الوطنيّة، لأنّها كانت أوّل من ساند الشعب السوريّ والدولة شعبًا وجيشًا وقيادة وطنيّة، وقرأت الخارطة الصحيحة وفهمت البوصلة إلى أين تتّجه في خضمّ الهجمة الإمبرياليّة والإرهابيّة على الشام الحبيبة، هذه القلعة القوميّة التي ارتبط تحرّرها بتحرّر فلسطين وسائر الأرض العربيّة.
وفي بيت الأسير الشابّ أمل أبو صالح لاقى الوفد ترحيبًا مميّزًا، إذ وقف في استقباله عدد كبير من أفراد العائلة الكريمة، وعلى رأسهم أمل ووالده والذي رحّب بالوفد والتفافه حول قضيّة الأسرى وقضيّة سوريا العربيّة الحرّة، وكذلك تحدّث أعضاء الوفد بعد تقديم التهاني للأسير الشابّ بنفس المضامين الكفاحيّة التي قيلت في بيت كبير الأسرى العرب والعالميّين، صدقي المقت.