واقع الاحتلال الإسرائيلي من الداخل
تاريخ النشر: 21/01/20 | 11:04علامات فارقة : ( يعكوف شاريت 92 عاما، الباحث الإسرائيلي ابن موشيه شاريت أحد مؤسسي «إسرائيل»، يقول: «أنا نادم على المشروع الصهيوني بأكمله، فلا يمكن لأقلية يهودية، أن تحل محل الأغلبية العربية، التي عاشت على هذه الأرض مئات السنين، أنا أتنفس في تل أبيب، لكني أعيش داخل فقاعة، الآلاف يغادرون «إسرائيل» ومعظمهم يحمل جوازي سفر، ولدينا أسوأ حكومة على الإطلاق مع نتنياهو، نحن نعيش على السيف، لكننا لن نعيش هكذا للأبد، ومعاملتنا للفلسطينيين اليوم تنم عن كراهية عنصرية، وحولت «إسرائيل» دولة إجرامية» )
لا يمكن لنا وإمام هذا التصريح الايدلوجي والفكري لمثل هذه الشخصية الوازنة لدى الاحتلال الاسرائيلي والحركة الصهيونية ان نمر مرورا عاديا فلا بد من التوقف امامه ودراسته باستفاضة والتعليق عليه وبعمق فان الشعب العربي الفلسطيني يخوض صراعا اجبر عليه بعد احتلال ارضه وسرقتها وإقامة دولته عليها والاستيطان فيها ولتثبيت الوجود الاسرائيلي على ارض فلسطين مارس الاحتلال ابشع ممارسات التنكيل والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني فأقيمت دولة الاحتلال على جثث الشهداء الفلسطينيين حيث مارست وسعت قيادات الحركة الصهاينة بعد حصولهم على وعد بلفور يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 إلى تصوير فلسطين على أنها أرض بلا شعب ولكي يحققوا ادعاءهم هذا لجؤوا إلى أسلوب تقتيل أبناء الشعب العربي الفلسطيني لإفراغ فلسطين من أهلها ولإجبارهم على ترك وطنهم ولتنفيذ هذه الخطة الإجرامية اعتمد الاحتلال على إنشاء العصابات الإرهابية المسلحة وأشهر هذه العصابات شتيرن والأرغون والهاغاناه وهذه العصابات هي التي كونت فيما بعد ما يعرف بجيش الاحتلال الإسرائيلي .
ولم يكن تصريح يعكوف شاريت مجرد صدفة بل جاء نتيجة تلك التراكمات الكبيرة للصراع العربي الاسرائيلي منذ احتلال فلسطين وعبرت عن الرفض الاسرائيلي لممارسة العنصرية والكراهية في المنطقة واليوم تزداد المؤامرات شراسة وتتشعب الادوار الخفية للنيل من حقوق وكفاح شعبنا الفلسطيني وإرادة وصمود اهلنا وتعرض القيادة الفلسطينية الى حملة شرسة للنيل من مواقفها والتشكيك في اهدافها وسعى البعض للنيل من صمودها والتشكيك في موقفها الثابتة وان قادة الاحتلال الإسرائيلي هم من يرفضون الشرعية الدولية ويمارس الارهاب بحق الشعب الفلسطيني رافضين الاعتراف باستحقاقات السلام ومستمرين في بناء المستوطنات ومصادرين الاراضي قامعين ومنتهكين حقوق الإنسان الفلسطيني رافضين إطلاق سراح الأسرى ومستمرين في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
ان اهداف الاحتلال وأدوات امريكا في المنطقة باتت تتقاطع لضرب الجهود الفلسطينية وتهدف لخلق بدائل تمثيلية هزيلة تكون بديلا عن تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية من اجل تمرير مشروعات التصفية للقضية الفلسطينية وإجهاض حلم شعبنا والسعى الي اطالة عمر هذا الاحتلال على الارض الفلسطينية العربية .
ان شعبنا الفلسطيني العظيم لقادر علي تحقيق طموحاته ومصر علي نيل الاستقلال فهذا الحق الفلسطيني لا يمكن ان يتنازل عنه شعبنا فهو ماضي في طريق الشهداء والانتصار والثورة والدولة المستقلة حتى نيل الاستقلال في ظل هذا المد والجهد الدولي لإنهاء الاحتلال ورفع الظلم والمعاناة بحق الشعب الفلسطيني وحتما ستنتصر قوة الحضارة علي حضارة القوة التي تمارسها حكومة الاحتلال وستنتصر الحضارة الفلسطينية علي بطشكم وإرهابكم وعنجهيتكم وحقدكم الأسود وستنتصر رسالة شعبنا ورسالة السلام الفلسطينية بإيمانه المطلق بحقه واستعداده الدائم للتضحية من اجل وجوده وحياته الكريمة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
بقلم : سري القدوة