صخبُ المرايا من أُنوثةٍ صامتة
تاريخ النشر: 24/01/20 | 8:13حين يجتاحها الملل ترى نفسها تلك المرأة أمام المرايا، تنظر إلى قدّها السّاحر بصمتٍ، لكنّ المرايا تصخب من انعكاسها لأنوثة امرأةٍ تُتعب المرايا كل يوم من عكسها لجسد أنثى ساحرة بأنوثة صامته، فكلما قالت لها صديقتها الغيّارة بأن جسدها اقتحمه الترهل، يُرى الغضب في عينيها جليّا وتكذبها وتقول لها: المرايا أصدق منكِ، فأنتِ مخطئة، فالمرايا لا تكذب البتّة، وحين تجلس تفكر في كلام صديقتها، التي من عينيها تتأكد بأنها غيورة منها إلى حدِّ الجنون، فتذهب كل يوم إلى المرايا لتتفقد أنوثتها، وهناك تبحث عن كل شيء في جسدها لا يشبهها.. تنظر بتمعنٍ صامت إلى جسدها، رغم صخب المرايا تنظر طويلا إلى كل أنوثتها، التي تجنن كل من يراها، تقول: كل شيء ما زال متقن، فالجسد أراه انسيابيا بجنون، والقدّ يسحر كما يقولون، وها هي المرايا تصخب من أنوثة صامتة.. تقف بكل صمت وتُري للمرايا الجسد، الذي لم يترهّل، رغم تقدمِ المرأة بالعمرِ، فتقول: هل المرايا تصخب من الأنوثة الصامتة أم من جسدي، الذي يزداد جمالا بانسيابه كلما تركته بلا أية عمليات تجميل؟ فالمرايا تجن حينما تقف أنوثة صامتة لامرأةٍ تغار صديقتها منها كلما رأتها في أيّ لقاء..
عطا الله شاهين