اشتياقي لامرأة آتية من ميتفيزيقا الكون
تاريخ النشر: 25/01/20 | 6:08منذ ان خيّل لي ذات رؤيةٍ ظهرتْ فيها امرأة تسير عبر الضوء للوصول إلى حيّزي البدائي،
منذ ان حلمتْ بي ذات عتمةٍ سرمدية ارادتْ رؤيتي؛ وراحت تخرج من ميتافيزيقا الكون للوصول إلى كوكبي.. المسافة بعيدة بيني وبينها، ولكنها مصرّة على الوصول لرؤيتي قبل هرمي وموتي، فهي تسير بسرعة الضوء، أو أنه خيّل لي بانها تسير اسرع من الضوء، لكي تلحقني قبل أن أموت.. ترغب في البوح لي عن الحبّ، فحين رأيتها في تلك الرؤية، التي لم تدم لثوان معدودات، قالت فيها بصوتها السمائي: احبك، احب حزنك، احب عينيك، اللتين تقرأين نصك الصاخب عن امرأة تشتاق لرؤيتها آتية من ميتافيزيقا الكون، هناك تردد بصوت صامت كلماتكَ، التي كتبتها في ذاك النص، وتقول فيها : ما هذا الاشتياق الدهري لامرأة ربما تصل وتقرأ اسمي على شاهدة قبر من رخام..
فاشتياقي لها يزداد كلما تقدمت في العمرِ، الزمن يمضي، وهي تسير عبر الكون بسرعة مجنونة لتراني، فما السّرّ اذن من سفرها عبر الضوء لتراني؟ فهي قالت: احب حزنك، فهل تريد ان تواسيني حزني لأنها رأتني ابكي وحدتي بمفردي في عتمة سرمدية ..
لعلها ستصل بعد زمن؛ وستراني هرِما على وشك الموت، ستحزن على موتي وسترحل مرة اخرى إلى ميتافيزيقا الكون، هناك ستتحدث مع روحي دون ان يزعجها أي أحد..
سانتظر وصولها؛ وسأظل مشتاقا لامرأة ظهرتْ لي ذات رؤية، بينما كنت ابكي من وحْدتي..
عطا الله شاهين