التصفيق والتلفيق: الأرض الجرداء ومقولة “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” !!

تاريخ النشر: 07/02/20 | 9:30

د.شكري الهزَّيل
في خضم مهرجان التصفيق الذي جرى في واشنطن مؤخرا خَّطر في بالي ان جماعة ” ابوقرن” عادوا ليتعاملوا مع مقولة ” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وعادت ذاكرتي لفيلم صامت كانت تبثه الحركة الصهيونية في بدايات القرن العشرون للترويج لمشروعها الاستيطاني في فلسطين حيث تبدو هذه الأخيرة ارض جرداء لا يقطنها احد وذلك بالرغم من ان فلسطين كانت عامرة بمدنها وقراها وباهلها لابل ان القدس الذي غزاها الصليبيون وحررها صلاح الدين كانت موجودة أيضا لكن “الجماعة” محوا اثارها من شريطهم المصور..هكذا وبهذة العقول المجرودة أرادت جماعة ” ابوقرن” فرع واشنطن تل ابيب إعادة صياغة كذبهم 2020رغم وجود فلسطين ووجود 14 مليون فلسطيني داخل فلسطين وخارجها وهكذا وعلى هذا المنوال تحالفت الحركة الصهيولاهوتية وتوافقت فيما بينها على ان القدس لها وفلسطين لها والغور لها ولا وجود لشئ اسمة فلسطين ولا شيء اسمة ” قرارات دولية” ولا مبادرات سلام ولا ” أوسلو” ولا اثر لاكذوبة ” الرعايه الامريكية للسلام” القائمة كذبا وزورا منذ عقود وتحَّولت في زمن السيد “طرمبيل” الى كذبة أخرى وهي ان لا حق لا لفلسطين ولا لشعبها بالوجود, فإما ان يكونوا ” الفلسطينيون” عبيدا لجيرانهم ” المستوطنين” او سيخسرون كل شيء وحتى هؤلاء ” المؤسرلون” في تجمعات الجيتوات الفلسطينية اصبحوا معرضون للتهجير والطرد والضم ل ” فلسطين” محمود عباس وهذا الأخير سارع ليقول ” سكان المثلث” خودوهم “خذوهم” ولا نريدهم وهو يعني ابقاءهم على وَّضعهم كما هم على الورق “إسرائيليون” داخل جغرافيا ” الأرض الجرداء” الذي لا يرى فيها جماعة “القرن” بالعين المجردة والمجهر سوا قاطني ” ارض الميعاد” فيما الاخرون مجرد اشباح تكفي جرة قلم لانهاء وجودهم…هكذا بكل ببساطة ووسط هذا الصخب الكبير من حفل التصفيق والتلفيق تُّعقَّد الصفقات!….سيدي “الرئيس”: انت تصنع اليوم التاريخ؟..معقول بهذة البساطة يمكن صناعة التاريخ!.. الجواب : قطعا لا.. لانه ببساطة الامر ليس بسيط ان تخفي هذه المساحات الجغرافية والحشود المليونية الديموغرافية الناطقة باللغة العربية الفلسطينية… سيدي الرئيس : تفو عليك وعلى اللي خَّلفوك! وعلى هذه الصورة الهمجية والفاشية واللاهوتية أيضا..هكذا تَّفوه شبل فلسطيني شجاع مرابط على اكناف المقدس!!
بحثت في قاموس الكلمات عن ” تهذيبة ” ولم اجدها فانا صراحة لم اعهد استعمال ” تفو” من قبل, لكني اجدها وجدتها المناسبة وقليلة على رئيس امريكي صهيوني فاشي يُنكر وجود حقوق الشعب الفلسطيني بعد عقود طويلة على اكذوبة ” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” واكذوبة “طابو الالفي عام” لابل يريد صناعة نكبة فلسطينية جديدة وخلط كل الأوراق من اجل ورقة انتخابية أمريكية اسرائيلية داخلية..هذة ليست سياسة ولا تسييس : هذه نذالة ومسلكية حقيرة لتاجر عقارات لم يمتلك فلسطين يوما حتى يبيعها ارضا وشعبا لمستوطن صهيوني قادم من نيويورك في أمريكا..سيدي رئيس دولة الكاوبوي وهمج العصر : ستذهب مدحورا وستبقى فلسطين والقدس لاهلها..ستموت جيفة وتبقى فلسطين حية باقية الى ابد الابدين..مخزيات مستوطن غاصب يتقمص لغة ” الجنتلمان” بمخاطبة كاوبوي همجي حاثَّا إياه على محو وجود وحقوق شعب فلسطين الموجود بالفعل على ارض فلسطين وتجاوز عدده عدد ” المستوطنين” اليهود لابل ان عدده وتعداده تعدى رقم ال14 مليون نسمة وطنا ومهجرا.. اكذوبة ” سيدي الرئيس” تنضم الى اخواتها “ارض بلا شعب وطابو الالفين عام” وستبقى فلسطين وسيزداد عددُّنا في العام القادم ونبلغ ال15 مليون فلسطيني وفلسطينية… هل اعجبك الشاي أيها العقل المَّشوي على نار صهيونية لاهوتية قذرة ومنحطة الى ما بعد بعد الانحطاط!!
فلسطين ليست محمية من محميات كيانات العربان في العالم العربي اللذي يملك ترمب قرارها ويُدفعهَّا ” الخاوة” والجزية مقابل حماية نظام أبوبَّعرة ونظام ابوربطة في ارض الكنانه الذي حولها عسكري ” داشر” الى دكانة فيما قام “ابوبعير” حرامي الحرمين بتحويل ارض الجزيرة وبلاد الحرمين الشريفين الى عقار امريكي يدُّر على ترمب المليارات ولى ضفة الخليج الأخرى دولة ” عمارات” نذلة تعيث في العالم العربي دمارا وخرابا أخلاقيا وانسانيا وسياسيا وتتاجر بالقدس وفلسطين وشعبها الذي ردَّعه وردع غيرة لعقود طويله الى ان جاء عصر الهامل محمود عباس اللذي صار فيه الفار اسد والأسد فأر وصار تطاول ” البعران” على شعب الجبارين روتين يومي دون حسيب او رقيب او خوف او حياء.. اين ذهبت اليات الردع الفلسطيني؟..اعيدوها واعيدوا “غدارة” للميدان لتردع مجددا كل الكلاب الضالة اللتي تتطاول على حقوق الشعب الفلسطيني..هذا الخرف المسمى برئيس فلسطين ما هو الا عجوز مريض جبان قامت عصابتة بتحنيطة حيا ليبقى في واجهة الفاسدين والعاجزين الذين يتاجرون بفلسطين ارضا وشعبا..هؤلاء في صف الأعداء وهذة الأخيرة تعني ان العدو عدو ولا يمكنة ان يكون صديقا للشعب الفلسطيني حتى لو اعطى نفسة لقب ” السلطة الوطنية الفلسطينية” وهو في الحقيقة يجسد منظومة فساد وعجز ولا يمثل سوا مصالحة والراتب اللذي يتقاضاه مقابل خيانة شعبة والتنسيق والتعاون مع من يضطهد شعبة ويحتل وطنه.. *بالمناسبه : مارس محمود عباس النباح في القاهرة ورام الله في اعقاب اعلان ” صفقة القرن” بهدف امتصاص النقمة الشعبية الفلسطينية لكنه استمر بالتعاون والتنسيق المخابراتي مع الاحتلال!.. لم يحدث شيئا ولم يتغير امرا.. كل شيء بقي كما هو قبل وبعد ” الصفقة”!…سلطة الخيانة وسلطات الاحتلال… تصفيق وتلفيق في واشنطن وتل ابيب وتصفيق وتطبيل في رام الله فيما جامعة ابوالغيط مع سيد المحميات ترمب:ظالما او مظلوما..علاقة العبيد بالسيد..!!
عود على بدء واذا قَّلبنا وفلًّينا جغرافيا ارض فلسطين سنجدها حجر حجر وشبر شبر تحكي حكاية فلسطين الذي حاول ويحاول الغزاة محوها وتزييف تاريخها وتحويره نحو تاريخ لم يكن أصلا سواء كذبا وهراء فتلك البلاد لم تكن يوما ارض صحراء ولا جرداء ولا مشاع ولا ارض بلا شعب لابل كانت عامرة باهلها منذ الازل مما يضحد كذبة ” بلا شعب” والانكى ان هذا “الشعب” الذي روج للكذبة لم يكن شعبا لابل كان عبارة عن طوائف يهودية تعيش في كل العالم وتنتمي لشعوب وحضارات عدة لكنها لم تكن شعب واحد لا بل انه بعد اكثر من سبعون عاما على ” لملمة” الجماعة على أساس مشروع استيطاني احلالي في فلسطين لم تتمكن من تكوين شعب بمعنى الشعب و بموجب التعريف العلمي لمقومات وجود شعب والتي تعني اللغه الواحدة والإقامة على ارض واحدة وهذا ما لم يكن متوفرا قبل العام 1948 حتى نقول ان الشعب “س” لا يملك ارضا! فكيف اذا يصبح شعبا قبل ان لا يملك الارض ولا اللغة الواحدة ولا حتى الحضارة الواحدة..!!
يحلم المشروع الصهيوني والقائمين علية بالاعتراف بوجوده كدولة “يهودية” لكن هذا لن يحصل جغرافيا وديموغرافيا تبعا لوجود واقع اخر على الأرض والجغرافيا وهو الشعب الفلسطيني.. بامكانك ان تكتب الف دستور والف نص انك “دولة يهودية” لكن الواقع الديموغرافي والجغرافي يجعل حلمك بعيد المنال..جاء وعد بلفور عام 1917 على أساس اكذوبة ” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وجاءت صفقة قرن معتوة واشنطن ترمب على أساس فكر لاهوتي واساس ” دولة اليهود”.. لا بلفور تمَّكن من تمليك الغزاة ارض فلسطين ولا ترمب بامكانة خلق ” دولة اليهود” على ارض فلسطين.. الواقع بعد قرن من الزمن على بلفور وعلى ظهور اللاهوتي الفاشل ترمب يقول ان المشروع الصهيوني ومع كل الدعم الأمريكي والغربي له لن ينجح على المدى البعيد لانه هو نفسه من صنع بدايات نهاياته لاسباب متعلقة بالصراع على السلطة بين أحزاب واطراف هذا الكيان.. نتانياهو يهمة البقاء في السلطة الى بعد حين ويقول: فل يأتي ما بعدي الطوفان رغم معرفتة ان صفقة ” ال قرن” مغامرة خطيرة على وجود كيانه وليس على فلسطين على المدى البعيد وبالتالي تبدو صفقة القرن سياسية وحزبية لصالح ترمب ” انتخابات الرئاسة الامريكية” ولصالح نتانياهو ” انتخابات رئاسة الحكومة” لكنها ليس في صالح دولة نتانياهو وترمب اللاهوتية.. لن يتنازل الفلسطينيون يوما عن القدس ولا عن الغور ولا فلسطين وما حصل وما هو حاصل في الوقت الراهن هو ان كامل القضية الفلسطينية مخطوفة من قبل عصابة ” أوسلو” وهي مَّهما وقَّعت من اتفاقيات فلن تكون اتفاقيات سارية ولا دائمة لان العصابة غير شرعية ولم ينتخبها الشعب الفلسطيني لتمثيله.. معضلة مَّنح من لاحق له حق في فلسطين ومنح من لا حق له بتمثيل الشعب الفلسطيني تفويض بتمثيل الشعب الفلسطيني..محمود عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني و هو عكاز من عكاكيز الاحتلال الإسرائيلي..باطل يطارد باطل من واشنطن ومرورا بتل ابيب وحتى رام الله!!
بإمكان المطبلون لسلام الهامل محمود عباس بالاستمرار في التطبيل وبإمكان الراقصون على انغام صفقة ترمب نتانياهو الاستمرار بالرقص وبإمكان عرب الردة من خرطوم ” الثلاث لاءات” وحتى عاصمة محمية حرامي الحرمين وعاصمة محمية حرامي القاهرة وامارة ” العمارات” وكامل انظمة محميات أمريكا في العالم العربي, بإمكانهم زَّق ترمب بالمليارات ودعم “صفقة القرن” لكن الأكيد انه ليس بإمكانهم اخضاع إرادة الشعب الفلسطيني اللذي لن يتنازل عن القدس والاقصى لكان من كان جبروتة وسيبقى على العهد وعلى الوفاء للقدس ولوطنه فلسطين جيل بعد جيل حتى تتحقق مطالبة.. الهامل عباس زائل.. الغاصب المتغطرس نتانياهو عابر في طريقة الى الهزيمة والسجن..عرب الردة زائلون.. وترمب بكامل تفاصيله ذاهب الى مزبلة التاريخ وهو الذي خط اول حرف وخطى اول خطوة في الحرب الاهلية الامريكية القادمة…!!
سيداتي سادتي.. أيها الفلسطينيون والفلسطينيات صغارا وكبارا ووطنا ومهجرا واينما كنتم وتواجدتم.. هذا الجاري والذي جرى من قبل وبعد خيانة أوسلو وحتى ” القرن” عابر لابل نبراس لمرحلة جديدة في التاريخ الفلسطيني ستقودنا الى القول بان: التنازل عن ذرة من الحق يفتح شهية الغاصب للمطالبة بقنطار من التنازل ومن ثم ابتلاع الأول والتالي والقادم.. ما يتعلق بالخيانة الوطنية فهي أيضا عابرة فستجدون الاوسلويون يوما سابحون في عَّارهُّم الى ابد الابدين.. فيما يتعلق بانظمة الردة والاستكلاب العربي فهي اضعف من بيوت العنكبوت وستسقط بعروشها الى مزابل التاريخ… أيها الفلسطينيون اكْمشوا على جمر غضبكم انه وقود حقكُّم…عشتم وعاشت فلسطينكُّم وعاشت امتكم العربيه بشعوبها المساندة للحق الفلسطيني فيما ما بقي وتبقى من تفاصيل بما فيها الاحتلال الغاشم وصفقة ترمب هي تفاصيل شبه تافهة ولن يضيع حق ووراءه مطالب فلسطيني واحد في رحم امه..حياكم الباري أينما كنتم في فلسطين والعالم ومن المحيط الى الخليج.. **القرن ساقطه لا محالة بهمة سواعد شعب جمل المحامل وشعابها وجبالها وبحارها… التصفيق والتلفيق : الأرض الجرداء ومقولة “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” اساطير واكاذيب انتهى تاريخ استعمالها واستهلاكها منذ قرن من الزمن!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة