لا تبرّروا للتطبيع مع الصهاينة – معمر حبار
تاريخ النشر: 08/02/20 | 11:05معنى التطبيع: لايريد الصهاينة أن يتوقفوا عند إقامة العلاقات الدبلوماسية محصورة بين السّاسة بين يريدون التطبيع بين العرب والصهاينة وكذا المسلمين غير العرب أي أن يكون الصهاينة جزء من المنظومة الإعلامية والتربوية والدينية والرياضية والأخلاقية والتجارية والسياسية والعادات والأعراق ما يعني أنّ الصهيوني لايريد إقامة علاقة دبلوماسية ضيّقة تخضع للأعراف الدبلوماسية بل يريد تغلغلا قويا وعميقا داخل المجتمع كأن يكون أحد أفراد المجتمع وبشكل طبيعي جدّا يشارك في التجمعات الرياضية ويرفرف علمه فوق الأراضي العربية ويشارك في ندوات فكرية وغيرها ويشارك في الأعراس والمناسبات الوطنية والدينية كأنّه أحد أفراد المجتمع وهذا هو الذي يريده الصهاينة وليست حالة رسمية جامدة تنحصر بين السّاسة والحكام فقط.
الشعوب تنافس الحكام في التطبيع مع الصهاينة: من الأخطاء التي يجب إعادة النظر فيها القول أنّ الحكام هم الذين يهرولون وراء التطبيع مع الصهاينة وليس الشعوب والحقيقة التي يجب أن تقال أنّ التطبيع مع الصهاينة تعدّ مرحلة الحكام إلى مرحلة الشعوب وأمسى عدد كبير من الشعوب في السعي لإقامة علاقات مع الصهاينة والتبرير لحكامه وسلاطينه وخلفائة بإقامة علاقات مع الصهاينة.
كانت الأمّة إذن بين قبضة الحاكم الذي يقيم علاقات مع الصهاينة وأصبحت إذن وبالإضافة إلى الحاكم بين قبضة الشعب الذي يتمنى ويسعى ويبرّر لإقامة العلاقات مع الصهاينة.
من برّر للتطبيع فقد خان وأجرم: لاأطلب من حكام العرب وحكام المسلمين غير العرب مواجهة الصهاينة ولا أطلب الآن من المجتمعات العربية وغير العربية مواجهة الصهاينة لكن أطلب من الحكام أن لايفتخروا بإقامتهم لعلاقات مع الصهاينة وأن لايضغطوا على غيرهم بالتطبيع مع الصهاينة.
أطلب من أفراد المجتمع أن لايبالغوا في تمجيد السلطان العربي أوالتركي ليبرّروا لكلّ منهما إقامة علاقات مع الصهاينة.
أطلب في نفس الوقت من أردوغان وحكام تركيا أن لايضحكوا علينا باسم فلسطين بكونها خطّ أحمر وهم يقيمون علاقات قوية متينة متصاعدة مع الصهاينة ويرسلون بالجيوش والقتلة والأسلحة والعتاد لليبيا وسورية والعراق لحرقها وسفك دماء أبنائها وفلسطين أقرب لهم من هذه البقاع.
تحية لتونس والجزائر: من المواقف الخالدة التي وقفها الرئيس التونسي قيس سعيد هي رفضه لإقامة علاقات مع الصهاينة رغم الإغراءات والضغوط التي يتعرّض لها وتونس الصغيرة الفقيرة التي لاتملك موارد مالية واقتصادية لذلك وجب على الجزائر أن تقف إلى جانبها باعتبارها الأخ والجار والرافض لإقامة علاقات مع الصهاينة.
في نفس الوقت حكام الجزائر ومنذ استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962 وإلى غاية كتابة هذه الأسطر وفي المستقبل لم يقم أيّ منهم علاقات مع الصهاينة سواء الأحياء منهم أو الأموات ولن يقيم أيّ منهم علاقات مع الصهاينة رغم الضغوط التي يتلقونها في هذا الشأن.
الجيش الوطني الشعبي لم يقم علاقات مع الصهاينة ولن يقمها في المستقبل وهو الذي خرج مرتين فقط خارج الجزائر ولمحاربة الصهاينة سنتي 1967 و1973 ليدعم إخوانه المصريين ودون مقابل وهو الجيش الفتي يومها وكلّ مايملك وضعه تحت تصرف مصر ليحارب به الصهاينة وهذه من أعظم الميزات التي يتميّز بها الجيش الوطني الشعبي.
خلاصة: في ثقافتنا وفقهنا أنّ من ابتلي بمعصية فليستتر في انتظار أن يتحسّن حاله. والمطلوب من الذين ابتلوا بمعصية إقامة العلاقات مع الصهاينة والتبرير لها أن يستتروا في انتظار أن يتحسّن حالهم وترفع عنهم المعصية.