يا شعوب الأرض.. ولكم في مقاربة الجزائر الاسوة الانجع .. !!
تاريخ النشر: 13/02/20 | 8:59قلنا فيما سبق وها نحن نلمس باليدين ما كان حلما .. !! قلنا إننا على أعتاب مرحلة مفصلية وحاسمة، مرحلة نصر وانتصار وتمكين في تاريخ الجزائر، فعلا قلنا ذلك قبل استحقاق الرئاسيات وتجاوز تلك المراحل العصيبة، وإنقاذ البلاد من متاهات المرحلة الانتقالية.
وها نحن ومما لا شك فيه نرسم معالم الدولة الجزائرية الجديدة، التي طالما تطلعت إليها أجيال الاستقلال، جزائر بقيم نوفمبرية راسخة تجعل من مصلحة الوطن أسمى الغايات ولأمنه واستقراره أنبل الأهداف، جزائر لها الوزن والثقل والقوة في مختلف الملفات والقضايا إقليميا وعالميا، وعليه ففضلا عن الدعوات الرسمية المتتالية التي وجهتها عواصم العديد من الدول العربية والعالمية للرئيس الجزائري لزيارتها، الحضور اللافت منذ أيام في مؤتمر القمة الإفريقي لدليل على ذلك أين شارك الرئيس تبون مرافعا لموقف الجزائر في تسوية النزاعات سلميا، ومتابعة تنفيذ اتفاقات الأمن والسلام، التي كان لبلادنا بفضل قيادته السابقة وحنكة رئيسه الأسبق عبد العزيز بوتفليقة الدور الريادي في التوصل إليها.
بعد جولة برلين التي أظهرت خلالها الجزائر قوة وحنكة دبلوماسيتها، أين أعادت الملف الليبي إلى الواجهة، مقنعة طرفي النزاع بجدوى الجلوس حول طاولة واحدة والتباحث في خيار السلم بروح مسؤولة وتضحية، هاهي الجزائر ممثلة في شخص رئيسها تجدد موقفها في وفي قمة (إسكات البنادق) الافريقية منذ أيام، لتؤكد على خيار الحل السياسي بين الاشقاء الفرقاء في الجارة والشقيقة ليبيا، فضلا عن مرافعته المستمدة من التجربة والعقيدة حول حالة الإرهاب في القارة السمراء والوسائل الكفيلة بمكافحته بالمنطقة وكذا الساحل الإفريقي الذي يستوجب شحن الإرادة الإفريقية لمواجهة التهديد الإرهابي، الذي يعد مسألة في غاية الخطورة، لابد من وضعها في قائمة الاهتمامات القصوى، وما خطوة إنشاء وكالة جزائرية للتعاون الدولي ذات بعد إفريقي، لترجمة وتأكد لسياسة اليد الممدودة التي تنتهجها الجزائر اتجاه إفريقيا، لكونها تدرك حجم التحديات والمخاطر المحدقة بالقارة.
الجزائر اليوم ترسم نهجا جديدا وتعطي درسا جد مهما للعالم، من خلال دبلوماسيتها التي أذهلت الخبراء وصناع القرار الدولي والاممي، والجزائر التي أدخلت لأجندة الهيئة الأممية أرقام وتواريخ، ولعل أهمها يوم 16 ماي من كل سنة، الذي يحتفى فيه باليوم العالمي للعيش معا في سلام، وهي مباردة جزائرية مستوحاة من تاريخها ومن مبادئها، مبادرة من دون شك نجاحا دبلوماسيا للجزائر، كما أنها تعكس اعتراف المجموعة الدولية بالجهود التي بذلتها في سبيل إعادة السلم و الأمن سواء وطنيا من خلال عدة مواثيق ومبادرات كالرحمة والوئام وميثاق السلم والمصالحة الوطنية، أو بمساهمتها في ترقية ثقافة السلم و الحوار قاريا وعالميا، وسعيها المستمر لاستقرار منطقة الساحل ، ومرافقة تجسيد اتفاق السلم والمصالحة في باماكو، الذي تم التوصل إليه بعد جولات حوار ومفاوضات كان للجزائر الدور الحاسم فيها.
الدبلوماسية الفاعلة، سياسة خارجية براغماتية، عقيدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، شريعة اليد الممدودة، كلها معايير ناجعة بفضلها تمكنت الجزائر من تسوية النزاعات سلميا بالقارة السمراء وفي البلاد العربية، خاصة بعدما يعرف بالخراب والدمار العربي، وهو الشأن الذي جعل إسم وطننا الجزائر مقرونا المواقف الثابتة من القضايا العربية والافريقية والعالمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وعليه فصورتها خارجيا، هي انعكاس لصورتها وتسييرها داخليا، وكلما كانت قوية ومنسجمة ومشرقة داخليا، كلما انبعث نور تأثيرها على الخارج.
بقلم : عماره بن عبد الله – كاتب جزائري